افتتحت مدينة تيفلت، ليلة الخميس-الجمعة، أولى سهرات الدورة الخامسة من مهرجان تيفلت الثقافي، المنظَّم من طرف جمعية “أطلس زمور تيفلت للثقافة والتنمية والإبداع”، بشراكة مع المجلس الجماعي للمدينة، وبدعم من قطاعات وزارية ومؤسساتية، وذلك تحت شعار: “دور الثقافة في ترسيخ الهوية المغربية لخدمة الوحدة الوطنية”.
ووسط أجواء احتفالية وحضور جماهيري غفير، انطلقت فعاليات الأمسية الأولى بمشاركة الفنانة أميمة امسعدي، التي عبّرت، في تصريح لجريدة هسبريس، عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة للمرة الأولى في مهرجان تيفلت، وباللقاء الحميمي الذي جمعها بجمهور المنطقة، معتبرة أن هذا النوع من المهرجانات يُقرّب الفنان من محيطه، ويساهم في إشعاع المدينة وانتعاشها اقتصاديًا وثقافيًا.
بعدها، أطلت الفنانة الشعبية فايزة أطلس برفقة فرقتها، حيث أبدعت في تقديم وصلة موسيقية ممزوجة بعروض فلكلورية راقصة ألهبت الحضور، قبل أن يعتلي المنصة نجم الراب المغربي مسلم، الذي خلق تفاعلًا كبيرًا مع جمهوره، الذي ردّد معه أشهر أغانيه، في مشهد طبعه الحماس والصخب الشبابي.
واختُتمت السهرة بفقرة متميزة للفنان الشعبي سعيد الصنهاجي، الذي تفاعل معه الجمهور بشكل لافت، في لحظة امتزجت فيها النغمة الشعبية بالأهازيج المحلية، حيث صرّح لهسبريس قائلًا: “أنا سعيد جدًّا بلقاء هذا الجمهور الرائع، وأتمنى أن أظل دائمًا عند حسن ظن محبّي فني… كانت سهرة مميزة، وأرجو أن تبقى خالدة في الذاكرة.”
من جهتها، أعربت الإعلامية شهرزاد عكرود، التي تكفّلت بتقديم فقرات السهرة، عن تأثرها بالاستقبال الحار الذي حظيت به من ساكنة المدينة.
وقالت عكرود في حديثها لهسبريس: “قد تكون تيفلت صغيرة على الخريطة، لكنها كبيرة في قلوب أهلها، وأنا ممتنّة لحبّهم وكرمهم الذي لامسني بعمق.”
واعتبرت المتحدثة ذاتها أن المهرجان ليس فقط مناسبة للعروض الفنية، بل هو أيضًا فضاء لإحياء التراث، ولقاءٍ بين الموهبة المغربية وروح الجمهور الأصيل.
ويُرتقب أن تتواصل فعاليات المهرجان خلال الأيام المقبلة بسهرات فنية متنوعة، وورشات ثقافية، وعروض فنية تراثية، في رهان واضح على ترسيخ الإشعاع الثقافي للمدينة، وتعزيز مكانتها ضمن الخريطة الفنية الوطنية.