يتجدد نقاش رفع قيمة المنحة الجامعية المقدمة للطلبة المغاربة مع الزيادات الجديدة التي شهدتها أسعار النقل الحضري بين الرباط وسلا وتمارة، ويحذر خبراء وفعاليات مدنية من أن القيمة الحالية للمنح “هزيلة”، وتنذر بتصاعد “الهدر الجامعي”.
وقال يوسف التيدريني، عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إنه مع الوضع الحالي المتأزم جراء غلاء المعيشة في المدن الكبرى وارتفاع أسعار النقل الحضري مؤخرا، “تكون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ملزمة بإعادة التفكير في قيمة المنح الجامعية”.
وأضاف التيدريني أن كل زيادة “يجب أن تراعي بالأساس القدرة الشرائية للمواطنين، وتكون مدروسة بشكل محكم”، لافتا الانتباه إلى أن المنح المقدمة، الهزيلة أصلا، “تستدعي إعادة النظر في ظل الوضع الحالي”.
كما حذر عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب من “وجود إقصاء كبير لعدد من الطلبة من المنحة الحالية رغم استجابتهم للشروط اللازمة”.
وتابع: “يؤدي هذا الوضع دون أي شك إلى تفاقم الهدر الجامعي، حيث تصعب مواصلة الدراسة في ظل الظروف الحالية لدى فئة واسعة من الطلبة، خاصة القادمين من المدن الصغيرة المهمشة”.
وشدد المتحدث على أن الأحياء الجامعية “لا تستوعب كلها الطلبة المغاربة، ونسبة مهمة منهم يكترون في مدن كبيرة حيث الأسعار مرتفعة كثيرا”، مناديا بـ”مجانية التنقل عبر وسائل النقل الحضري على الأقل”.
من جهته، نبه خالد الصمدي، خبير تربوي كاتب الدولة السابق في التعليم العالي، إلى أن الوضع الحالي “يستدعي مراجعة قيمة المنح الجامعية، وسياسة انتقاء المستفيدين”.
وحذر الصمدي من وجود “إقصاء كبير للغاية لعدد من الطلبة من المنح الجامعية بداعي استفادة آبائهم من الدعم الاجتماعي المباشر”، داعيا للرجوع إلى النظام القديم.
وشدد كاتب الدولة السابق في التعليم العالي على أنه بالإضافة إلى رفع قيمة المنحة، يلزم تجويد الأحياء الجامعية وتقريبها إلى المدن المتوسطة والصغيرة.