تربّص شبح التأجيل بأعرق المهرجانات الشعرية المغربية، بعدما حال شحّ الدعم دون تنظيمه في موعده المعلن، بعد أزيد من ستة عقود على إرسائه مدينة شفشاون قبلة شعرية للمهتمين من المغرب والعالم العربي والعالم الواسع.
وعمّمت “جمعية أصدقاء المعتمد” و”إدارة المهرجان الوطني للشعر” تفاصيل اجتماع وصف بـ”الاستثنائي”، قرّر “إرجاء الدورة 36 من المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون”، التي كان من المقرّر تنظيمها بشعار: “67 سنة من الإبداع والتفرد في الصناعة الثقافية”.
وتابع الموعد الثقافي البارز بأن هذا القرار نتج عن “نقاش عميق وموضوعي، وعدم تجاوب الشركاء المؤسساتيين والرسميين المحليين والإقليميين والجهويين” مع طلب دعم الدورة الجديدة، و”توفير الشروط اللازمة لنجاحها، حتى تكون في مُستوى تاريخها كأول وأقدم مهرجان شعري بالمغرب”. ويتعلق الأمر بكل من “عمالة إقليم شفشاون، والمجلس الإقليمي بالعمالة، والجماعة الحضرية لشفشاون، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، والمديرية الجهوية للثقافة بطنجة”.
يجدر في هذا الإطار ذكر أن الجمعية المنظمة للموعد حصلت على دعم من قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، لكنه بحسبها “لا يرقى إلى تطلعات تغطية جميع المصاريف التي تليق بتنظيم مهرجان عريق، غني الفقرات”.
وعلّق “بيت الشعر في المغرب”، أبرز الهيئات المغربية المعنية بالشعر، على هذا المستجد بقوله: “من المؤسف جدا أن تعلن جمعية أصدقاء المعتمد بمدينة شفشاون تأجيل الدورة 36 من مهرجان الشعر المغربي الحديث، أقدم مهرجان شعري في بلادنا، الذي أحدثه ثلة من شعراء هذه المدينة، وفي طليعتهم الشاعر عبد الكريم الطبال أطال الله في عمره، والشاعر محمد الميموني رحمه الله”.
وتابع مراد القادري، رئيس “بيت الشعر”: “إن بيت الشعر في المغرب إذ يتأسف لتأجيل مهرجان الشعر المغربي الحديث الذي شكّل، على مدى ستة عقود، موعدا ثقافيا وشعريا لا غنى عنه لحياتنا الثقافية، يعلن كامل التضامن مع جمعية ‘أصدقاء المعتمد شفشاون المغرب’، ويدعو الجهات المعنية في مدينة شفشاون، وجهة تطوان الحسيمة، إلى مراجعة قرارها الظالم، والإسراع في التجاوب حرصا على صورة المغرب الثقافي”.