آخر الأخبار

إبداع بروكسل يفك الحصار عن غزة

شارك

منذ زمن، لم تلتئم أربعة أصوات شعرية غزّاوية في أمسية واحدة. ومن المؤكّد أن ذلك بات مستحيلًا اليوم تحت سماء غزّة، التي ما تزال تُقصَف صباح مساء على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. لكنّ العاصمة الأوروبية بروكسل بادرت إلى استضافة غزّة، وأصواتها الشعرية، في أمسية نظمها مركز “موسم” (Moussem) للفنون و”إسباس ماغ” (Espace Magh)، وتناوبت على منصّتها كلٌّ من فاتنة الغرة، نور بعلوشة، هند جودة، ووضّاح أبو جامع. ثلاث شاعرات وشاعر. كلهم من غزّة.

مصدر الصورة

والشاعرات الثلاث مشاركات في أنطولوجيا “غزّة: أهُناكَ حياةٌ قبلَ المَوت؟” التي أعدّها الشاعران المغربيان ياسين عدنان وعبد اللطيف اللعبي وصدرت مؤخّرًا عن دار “بوان” الفرنسية، فيما صدرت باللغة العربية عن دار الرافدين ببيروت.

مصدر الصورة

ولقد أعارَت الأنطولوجيا عنوانها المذهل، أو بالأحرى سؤالها الصاعق، المُقتبَس من قصيدة للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي لهذه الأمسية البلجيكية التي تمّ تنظيمها بالتزامُن مع “سوق الشعر” 2025 في باريس، الذي احتفى بفلسطين كضيف شرف هذه الدورة. “لذا، بدا لنا بديهيًّا أن نستمع إلى أصوات غزّة: إلى أولئك الشعراء الواقفين بشموخ بين الركام، وإلى الشهداء الذين لم تُطفئ القذائف صدى كلماتهم، وإلى الشهود على القتل والنفي والاقتلاع”، يوضّح منسّق فقرات الأمسية، الشاعر المغربي المقيم في بروكسل، طه عدنان، خلال تقديمه.

مصدر الصورة

وقد شهدت الأمسية مشاركة الشاعر شارل دوكال، الحائز سابقًا على لقب “الشاعر الوطني” في بلجيكا، وهو شاعر مرموق رفع دومًا راية التضامن الإنساني، وناصر قضية فلسطين وغزّة بلا تردّد.

كما امتزج الشعر بالموسيقى خلال الأمسية، بفضل مشاركة عازف الكلارينيت ومؤلف موسيقى الجاز الفلسطيني أحمد حواش في ثنائي موسيقي مع عازف الغيتار البلجيكي توم بيترز، حيث قدّم الاثنان فواصل موسيقية ساحرة عمّقت أثر الكلمات وعزّزت وقعها لتلامس الوجدان.

مصدر الصورة

وتمّ افتتاح الأمسية بمعرض للفنّان الغزّي المقيم حاليا في بروكسل، إسماعيل مطر، قدّم فيه أعمالًا تجمع بين الخط والرسم والجدارية، ناقلًا من خلالها نضال شعبه بروح فنية تعبّر عن الصمود وتتجاوز الحدود بلغة بصرية عالمية.

مصدر الصورة

ومثلما أكد طه عدنان في كلمته التقديمية، فإن هدف هذه الأمسية هو “كسر حاجز اللامبالاة، ورفع مستوى الوعي بمأساة غزّة، والاحتفاء بالشعر كنسمة تضامن ونبضٍ إنساني مشترك”، وهو ما تحقّق بامتياز. لأن الجمهور البلجيكي الذي حجّ بكثافة إلى فضاء “إسباس ماغ” وجدها فرصة ليس فقط للاستمتاع بشعر إنساني صادق عميق، وبلحظة فنية راقية، ولكن أيضا لكي يهتف بالانتماء لقضية فلسطين، ويعلن التحامه معها، ومناصرته لغزّة الجريحة، وإدانته للدم الفلسطيني المسفوك في زمن الإبادة.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا