بعد أن أدان تيار الأساتذة التقدميين في النقابة الوطنية للتعليم العالي المشاركة “المرتقبة” لأكاديميين إسرائيليين في المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع، الذي سيعقد في المغرب، انتقد “التوجه الديمقراطي” داخل التيار “الاستعمال البراغماتي لقضية فلسطينين، بعد دعم المطبعين سابقا”، ما نفاه بشكل قاطع مصدر من داخل التيار.
وأعلن “التوجه الديمقراطي” في التيار، في بيان توصلت به هسبريس، أنه يجد نفسه “أمام مشهد مزدوج الخطورة، عدوان خارجي همجي على الشعوب من جهة، وتناقض داخلي بنيوي، يضرب ما تبقى من مصداقية الخطاب التقدمي من جهة أخرى”، في ظل تصاعد “آلة الحرب الصهيونية”، ضد “دول وشعوب اختارت الاصطفاف في صف المقاومة (الفلسطينية)، وتواجه عدوانا عسكريا ممنهجا يستهدف سيادتها ومرافقها الحيوية”.
وأضاف البيان: “لا يمكن أن نصمت إزاء الانحرافات التي باتت تطبع سلوك ‘ما تبقى من السكرتارية الوطنية المعمرة’ لتيار الأساتذة الباحثين التقدميين، التي تحولت إلى آلة لإنتاج الإقصاء، وتبرير التطبيع، وتوظيف القضايا العادلة كسلاح للابتزاز السياسي الحزبي والمزايدة الأخلاقوية”.
وفي هذا الصدد انتقد المصدر ذاته “التناقض الفج بين الخطاب والممارسة”، موضحا أن “البلاغ الصادر عما تبقى من السكرتارية الوطنية المعمرة، بتاريخ 12 ماي 2025، ينم عن نزعة سلطوية لا تمت للديمقراطية بصلة، من خلال قرارات الإقصاء الجماعي في حق رفيقات ورفاق لم يرتكبوا أي خروقات تأديبية، بل جريمتهم الوحيدة أنهم مارسوا حقهم في التعبير الحر، ونبهوا إلى اختراقات تطبيعية داخل صفوف وقيادات تيار الأساتذة الباحثين التقدميين”.
وفي السياق ذاته أورد بيان الجهة ذاتها: “بعد شهر ونيف فقط من هذه القرارات الإقصائية، وفي بيان 25 يونيو 2025، تتحدث ما تبقى من السكرتارية الوطنية المعمرة نفسها عن مناهضة التطبيع الأكاديمي، في حين كانت رفضت في وقت سابق إصدار بيان يدعو إلى مقاطعة المعرض الدولي ‘أليوتيس’ بأكادير 2025، وتدعو الآن إلى مقاطعة المنتدى الدولي لعلم الاجتماع بسبب مشاركة مؤسسات من الكيان الصهيوني”.
وزادت الوثيقة ذاتها: “هذه المناشدة، بدل أن تكون تجسيدا لموقف مبدئي، تحولت إلى ورقة لتلميع صورة مشروخة، واستعمال براغماتي لرمزية القضية الفلسطينية، في وقت تم سابقا دعم المطبعين وإقصاء من دافعوا فعليا عن الموقف المناهض للتطبيع داخل التيار”.
وأكد “التوجه الديمقراطي” في تيار الأساتذة الباحثين التقدميين إدانة العدوان الصهيوني، واعتباره جريمة دولية، تهدد الأمن والسلم الدوليين، مُحمّلا “الإمبريالية الأمريكية وشركاءها المسؤولية الكاملة في هذه الحرب المعلنة على الشعوب”؛ كما رفض “تحويل المنطقة إلى مسرح دائم للحرب والخراب”.
وحذّر المصدر ذاته من “انخراط الأنظمة المتواطئة في تبرير أو دعم العدوان الصهيوني”، مُطالبا بـ”وقف العدوان فورا، ومحاكمة الكيان الصهيوني كمجرم حرب”.
وفي المقابل تفيد المعطيات الموفّرة من قبل مصدر من داخل السكرتارية الوطنية للتيار المذكور بأن أعضاء التوجه “أقلية يعدون على رؤوس الأصابع”، مشددا على أن “السكرتارية تعقد اجتماعها بهياكلها وفق الضوابط المؤطرة؛ في حين أن ثمة من حكمتهم اعتبارات ذاتية، فاعتبروا أنفسهم ضد التطبيع أكثر من مناهضي التطبيع، فخرجوا بهذا البيان”.
المصدر ذاته أكد أن كل ما ورد في بيان “التوجه الديمقراطي” “غير صحيح”، مشيرا إلى شبهة “تصفية حسابات شخصية في هذا الصدد”.
وفي هذا الإطار وضّح المتحدث بشأن معرض “أليوتيس” أن عضوا من أعضاء التيار “لم تكن في علمه مسبقا مشاركة جهات إسرائيلية في المعرض؛ حتى وجد علم إسرائيل هناك”، مردفا: “في المقابل فإننا في السكرتارية تحركنا قبل وقوع المشكل (مشاركة الإسرائيليين) في حالة المنتدى الخامس للجمعية الدولية لعلم الاجتماع”.
وشدد المصدر ذاته على أن الأساتذة داخل تيار الباحثين في النقابة الوطنية للتعليم العالي يدينون ويرفضون المشاركة “المرتقبة” لأكاديميين إسرائيليين في المنتدى سالف الذكر.