آخر الأخبار

الدكالي: صواريخ إيران في هجوم السمارة تكشف تبعية "البوليساريو" لطهران

شارك

سلط الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، الضوء على خلفيات الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة السمارة وتبنته جبهة “البوليساريو” الانفصالية، مستهدفة مواقع قريبة من ثكنة تابعة لبعثة الأمم المتحدة “المينورسو”.

وأضاف بنطلحة الدكالي، في حوار مع هسبريس: “رغم أن الهجوم لم يخلف ضحايا في الأرواح أو الممتلكات، فإنه يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي ولقرارات وقف إطلاق النار، وأعاد إلى الواجهة المخاطر التي يشكلها هذا التنظيم المدعوم من الجزائر، في ظل تقاطع أنشطته مع حركات وتنظيمات إرهابية أخرى”، مرجحا أن تكون الصواريخ المستعملة في الهجوم الإرهابي إيرانية الصنع.

وقدم مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء قراءة تحليلية معمقة لهذا الحدث، في ارتباطه بالتطورات الإقليمية والدولية وبالتحركات الأمريكية الأخيرة الداعية إلى تصنيف “البوليساريو” كجماعة إرهابية.

وهذا نص الحوار:

استهدفت جبهة “البوليساريو” الانفصالية المنطقة الحدودية الشرقية الجنوبية لمدينة السمارة المغربية.. بصفتك مديرا للمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، ما تعليقك على هذا الهجوم الذي استهدف مواقع مغربية؟

لقد سقطت أربع مقذوفات قرب ثكنة تابعة لبعثة الأمم المتحدة (المينورسو) في منطقة غير مأهولة بالسكان، ومن المؤكد أنه لم تسجل أية خسائر في الأرواح أو الممتلكات.

هذا الهجوم اليائس تتحمل مسؤوليته ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، في انتهاك سافر لقرارات وقف إطلاق النار والقانون الدولي الإنساني، وللجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

نسجل كذلك أن هذا الهجوم تزامن وإعلان النائب الجمهوري جو ويلسون إلى جانب النائب الديمقراطي جيمي بانيتا مشروع قانون يهدف إلى تصنيف جبهة “البوليساريو” تنظيما إرهابيا أجنبيا، بغية دفع الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي نحو اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه هذا التجمع الانفصالي والإرهابي، الذي يهدد الاستقرار العالمي والإقليمي والمصالح الأمريكية في إفريقيا.

لقد تبنت “البوليساريو” هذه العملية.. ما معنى ذلك؟

لقد اعترفت جماعة “البوليساريو” الانفصالية بمسؤوليتها عن هذا الفعل المتهور الجبان؛ وذلك في أول تبن رسمي لهذا التصعيد الميداني في المنطقة، كما جاء في بيان صادر عما يسمى” وزارة الدفاع” لدى الجماعة الانفصالية.

والملاحظ كذلك أن الانفصالية المدعوة “النانة لبات الرشيد”، وهي المكلفة بعلاقات “البوليساريو” بحزب الله اللبناني، أشادت بهذه الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة السمارة المغربية.

على ذكر حزب الله، هناك خبراء يرجحون أن المقذوفات التي استهدفت مدينة السمارة المغربية هي إيرانية الصنع..

رجح باحثون مختصون أن الأمر يتعلق بصواريخ “آرش” إيرانية الصنع، حيث يلاحظ أن الصور المتداولة لبقايا المقذوفات تظهر تشابها واضحا مع صواريخ”Arach LR”؛ وهي الصواريخ التي سبق أن استخدمتها مجموعات موالية لإيران، مثل حزب الله اللبناني، علما أن مرتزقة “البوليساريو” نشروا على حسابات تابعة لهم صورا لصواريخ “آراش” من عيار122 ملم؛ مما يعزز فرضية امتلاكها لهذه الترسانة.

كما يجب التذكير أن عناصر مرتزقة “البوليساريو” تلقوا تدريبات عسكرية على هذا السلاح في سوريا تحت إشراف عناصر من حزب الله، وهي معطيات أكدتها وثائق وتقارير أمنية واستخباراتية.

كيف تقيّم أنه مباشرة بعد استهداف مدينة السمارة المغربية، أعلن روبرت كرينواي، مدير مركز أليسون للأمن القومي في مؤسسة “إيريتاج” المقربة من الحزب الجمهوري، في تدوينة على “إكس”، أنه: “حان الوقت لتصنيف جبهة “البوليساريو” جماعة إرهابية”؟

هل حان الوقت لذلك فعلا؟

إن أول من اتهم “البوليساريو” بالإرهاب هي السيدة لوسيا خيمينت، التي اغتال “البوليساريو” والدها على ظهر مركبة كصياد من جزر الكناري. وقد أسست هذه السيدة، سنة 2006، جمعية كناريا لضحايا الإرهاب “ACAVITE”؛ وهي جمعية تضم العشرات من عائلات البحارة الكناريين الذين اغتالهم “البوليساريو”. وقد توج ذلك باستقبالها من لدن ملك إسبانيا في يونيو 2010؛ ثم من لدن خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، رئيس الوزراء الإسباني، في يوليوز 2011. وفي سنة 2004، اعتقلت المصالح الأمنية الموريتانية المدعو بابا ولد محمد بخيلي وهو يسرق من مخازن الشركة الموريتانية للصناعة المعدنية”SNIM” كميات هائلة من المواد المتفجرة، وهي مواد مطلوبة عند الإرهابيين؛ ناهيك عن اعتقال سلطات دولة مالي المدعو حكيم ولد امبارك وهو يحاول شراء كميات من الحامض النيتري. وفي السياق ذاته أصبحت المعسكرات بمخيمات تندوف حاضنة للعديد من المنظمات الإرهابية، علما أن الأنشطة التخريبية لجماعة “البوليساريو” كانت دائما بتنسيق مع المخابرات الجزائرية من أجل استخدامها في أجندة النظام العسكري الجزائري في منطقة الساحل والصحراء؛ على غرار الدور القذر الذي قام به المتطرف أبو الوليد الصحراوي، مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن الإقليمي والدولي. لذا، وجب اتخاذ موقف حازم حيال هذا الموضوع؛ وبالتالي يلزم عاجلا وضع “البوليساريو” ضمن قوائم الإرهاب.

لقد استهدفت بعثة “المينورسو” في تحدٍّ سافر للمجتمع الدولي، وعلى مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة اتخاذ قرارات رادعة لهذا التنظيم الإرهابي. وعلى الجزائر تحمل كامل مسؤوليتها، كونها الحاضنة والممولة لهذا التنظيم الإرهابي، وهي في ذلك تتعارض مع جهود الاستقرار الإقليمي وتتعارض مع القانون الدولي، محاولة جر المنطقة إلى حرب مستعرة.

ما تفسيرك لاختيار المغرب سياسة ضبط النفس؟

نثمن التزام المملكة المغربية، وهي في كامل جاهزيتها واستعدادها، باحترام الشرعية الدولية وضبط النفس، وحرصها على مواصلة المسار التنموي في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

إن المغرب يحافظ على هدوئه من أجل كسب جولات جديدة في رقعة الشطرنج، طالما أن الخصوم يراكمون أخطاء تمس جوهر الشرعية الدولية؛ من قبيل التعامل مع الحركات الإرهابية في المنطقة والساحل الإفريقي والمتاجرة في التهريب والمخدرات، حيث لن تؤثر على المغرب الاستفزازات العقيمة والمناورات اليائسة التي يقوم بها خصوم وحدتنا الترابية الذين باتوا عرضة لعقوبات دولية، حيث يضعون أنفسهم في مواجهة مع القانون الدولي.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا