آخر الأخبار

بين الترفيه والتعلم .. قراءة الصيف تهدي الأطفال توازن الأذهان والوجدان

شارك

في الوقت الذي يعمد عدد من التلاميذ والتلميذات إلى قطع الصلة كليًا بالدراسة خلال العطلة الصيفية، منشغلين بأنشطة الترفيه والتخييم والاستجمام بعيدًا عن الكتب والمقررات والواجبات المدرسية التي تثقل كاهلهم طيلة الموسم الدراسي، تبرز نقاشات حول جدوى تخصيص حيز من العطلة للقراءة وتنمية الرصيد المعرفي.

وفي هذا السياق تُطرح تساؤلات حول الجدوى التربوية والنفسية من تخصيص جزء من العطلة الصيفية لقراءة الكتب والروايات بمختلف اللغات. كما تُثار استفسارات بشأن السبل الكفيلة بغرس حبّ المطالعة لدى الأطفال، سواء خلال أوقات الفراغ عمومًا أو في فترة العطلة الصيفية على وجه الخصوص.

التعلم الصيفي

جبير مجاهد، أستاذ وباحث في الشأن التربوي، قال إن “القراءة الصيفية تكتسي أهمية تربوية بالغة، فهي وسيلة فعالة لدعم التعلمات خلال العطلة، وتمكين التلميذ من الحفاظ على مكتسباته الدراسية وتنميتها، مما يعزز استمرارية التعلم بعيدًا عن الانقطاع”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “القراءة الصيفية تساعد على تثبيت المعارف والمهارات المكتسبة خلال السنة الدراسية، وتشكل درعًا واقيًا يمنع نسيان التعلمات التي يعاني منها بعض التلاميذ أثناء العطلة”، مشيرا إلى أن “هذا الدعم يضمن تواصل التعلم بشكل سلس”.

وأكد مجاهد أن “المواظبة على القراءة في العطلة الصيفية تساهم في تهيئة الذهن لمرحلة دراسية جديدة، وتزيد من استعداد التلميذ لاستقبال التعلمات الجديدة”، مبرزا أن “هذا التحضير الذهني يعزز فرص النجاح ويقلل من صعوبات الانطلاق مع بداية العام الدراسي”.

التوازن النفسي

قالت ندى الفضل، أخصائية ومعالجة نفسية إكلينيكية، إن “القراءة الصيفية تساهم في دعم الاستقرار النفسي والتوازن العاطفي للطفل، إذ تساعده على تهدئة الجهاز العصبي، وتمنحه فسحة للهروب من التوتر أو الضغوط اليومية، مما يعزز شعوره بالأمان الداخلي”.

وأوضحت الأخصائية ذاتها أن “الكتب تفتح أمام الطفل عوالم مختلفة، وتساعده على استكشاف مشاعره، والتعبير عنها بشكل غير مباشر من خلال الشخصيات والقصص”، مشيرة إلى أن “إنهاء الطفل كتابا ما يشعره بالإنجاز ويعزز ثقته بنفسه، ويمنحه إحساسًا بالكفاءة وقدرته على التحدي والتقدم”.

وأشارت الفضل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “بعض الأطفال يعانون خلال العطلة من الفراغ أو الإحساس بالملل”، مضيفة أن “القراءة تقيهم من أعراض القلق والاكتئاب الصيفي، وتوفر لهم متنفسًا إيجابيًا يشغل وقتهم بطريقة بنّاءة”.

ولتغذية حبّ المطالعة في نفسية الأطفال خلال العطلة الصيفية، نصحت الأخصائية والمعالجة النفسية الإكلينيكية بـ”جعل الكتاب صديقًا لا واجبًا، وتقديمه كوسيلة ممتعة، مع تقديم قدوة إيجابية”، مبرزة في سياق مرتبط أن “الطفل يقلّد الكبار حين يراهم يقرؤون ويستمتعون”.

ودعت الفضل إلى “تخصيص زاوية مريحة وهادئة للقراءة داخل المنزل”، معتبرة أن المكان قد يصبح “ركن الطفل السحري”. كما أوصت بـ”اختيار كتب تناسب ميول الطفل ومستواه، دون فرض نوعية محددة، إضافة إلى اعتماد القصص التفاعلية أو المصورة لجذب الأطفال الصغار”.

وشددت على “أهمية القراءة المشتركة مع الطفل، خاصة قبل النوم، لما تعززه من روابط عاطفية”، لافتة إلى أن “مكافأة الطفل بشكل بسيط كلما أنهى كتابًا يمكن أن تحوّل الإنجاز إلى عادة”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل إيران أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا