مؤسسة جديدة تعنى بإعادة نشر الطرب الأندلسي المغربي في صفوف الشباب المغاربة خاصة، اختارت اسما لها “مولاي أحمد الوكيلي”، الذي قاد لما يزيد عن ثلاثة عقود جوق الإذاعة المغربية لطرب الآلة.
“مؤسسة مولاي أحمد الوكيلي لحفظ موسيقى الآلة”، التي تأسّست بطنجة سنة 2025 الراهنة، تسعى إلى “حفظ هذا التراث العريق، وتثمين منجزاته، من خلال البحث والتوثيق، والتكوين، والنشر، وصيانة ذاكرته الجماعية عبر تكريم أعلامه وإحياء أعمالهم المرجعية”.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال طارق الوكيلي الحسني، رئيس المؤسسة الجديدة، إن هدفها الأساس هو حفظ “تراث الآلة الذي هو تراث وطني أصيل، ونعتمد على التكوين، خاصة تكوين الشباب على الآلات الموسيقية القديمة التي بدأت تندثر”.
وأضاف: “سنخرج من نخبوية الآلة، لأن المغاربة نسوا هذا التراث الأصيل، الذي بدأ يندثر، وتقتصر الأنشطة المهتمة بهذا الفن على إحياء السهرات التي يحضرها المولعون، خاصة من الأجيال القديمة؛ مما يعني أن علينا النهوض بدور التعريف بهذا الموروث، في صفوف الشباب، ولهذا نريد الاشتغال مع قطاع الشباب لوزارة الثقافة، ووزارة التربية الوطنية، لإحياء “الآلة” بين التلاميذ والشباب”.
ومن الأدوار التي تهتم بها المؤسسة، وفق التصريح ذاته: “صنع هذه الآلات؛ لأنه قد قلّ صنّاع العود والرباب والقانون، وهي آلات صنّاعها قليلون رغم عراقتها، لذلك سننظم ورشا لتعليم وتلقين هذه الآلات القديمة، دون أن ننسى دور تدوين موسيقى الآلة”، مع “نشر كتب، في القريب، نعتبرها إضافة في موسيقى الآلة والطرب الأندلسي”.
ووضّح طارق الوكيلي أن “مؤسسة مولاي أحمد الوكيلي لحفظ موسيقى الآلة” تسعى إلى “إعطاء المكانة الحقيقية لهذه الموسيقى التي بدأت تُنسى بفعل الزمان، وبفعل غيابها عن الإذاعة والتلفزة بعدما كانت من الفنون الحاضرة دائما”، كما تروم المؤسسة إعادة طرب الآلة “إلى احتفالات المغاربة في حفلات زفافهم وعقيقتهم”، بعدما “غزت أنواع موسيقية أخرى المجتمع، وهذا خطأ المجتمع المدني، والجمعيات المشتغلة في ميدان هذه الموسيقى الوطنية الأصيلة”.
تجدر الإشارة إلى أن “مولاي أحمد الوكيلي” قد ترأس جوق الإذاعة المغربية للطرب الأندلسي لمدة سنة 36 سنة، وأغنى الفن المغربي، وفق أرشيف المغرب الذي يصون أرشيفه الشخصي بهبة من عائلة الفقيد، والذي يردف: “من جملة إسهامات مولاي أحمد الوكيلي الاعتناء بأنغام الفن المغربي الأصيل، وألحانه، ومقاماته، وتثمين العديد من القصائد الشعرية المتوارثة، بالإضافة إلى إحياء الكثير من الصنائع النادرة التي انفرد بحفظها وإذاعتها لأول مرة”، علما أنه قد “خلّف إرثا وتراثا موسيقيا زاخرا، ومرجعا ضروريا لا محيد عنه لكل باحث أو مهتم أو مولوع بموسيقى الآلة”.