آخر الأخبار

حرب إيران وإسرائيل توسع فجوة الانقسام بين الإسلاميين في المغرب

شارك

أشعلت الحرب المستعرة في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران مواجهة من نوع خاص بين الإسلاميين في المغرب، حيث اختلف هؤلاء حول من يدعمون في الحرب التي تدور رحاها بين بلدين تتباين مواقف أتباع هذا التيار بشأنهما؛ ففئة تدعو للتمييز بينهما، وأخرى تضعهما في سلة واحدة باعتبارهما “شرا وعدوا للأمة”.

فبعد اندلاع الحرب، سارع حزب العدالة والتنمية إلى إدانة هجوم إسرائيل على إيران بشدة، واصفا إياه بـ”العدوان الصهيوني الغادر” الذي استهدف عددا من المدن الإيرانية وخلّف في أعقابه شهداء من المدنيين والقادة والعلماء، في تصعيد “همجي وغير مسبوق”.

وأضاف الحزب، في بلاغ رسمي، أن هذا العدوان يُعد انتهاكا صارخا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، واستباحة ممنهجة لمقدراتها وبنياتها التحتية، في تحدٍّ سافر لكل المواثيق والقوانين الدولية، وسط صمت دولي مُخزٍ وتواطؤ أمريكي مطلق، عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا.

كما دعا الحزب مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وكافة القوى الحية والعقلاء في العالم إلى التحرك العاجل لإدانة هذه الأفعال العدوانية، وردع الكيان الإسرائيلي عن المضي في ما وصفه بـ”المغامرات غير محسوبة العواقب”، لما تحمله من تهديد حقيقي وخطير للسلم والأمن الدوليين.

هذا الموقف تقاطعت معه حركة التوحيد والإصلاح، التنظيم الدعوي المرتبط بالحزب ذاته، التي أدانت بدورها الهجوم الإسرائيلي على إيران وطالبت منظمة التعاون الإسلامي باتخاذ موقف مما يجري، محملة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية الأحداث في المنطقة.

موقف إسلاميي المشاركة والتغيير من داخل المؤسسات بدا غير متوافق مع عدد من الذين يتقاسمون معهم المرجعية نفسها؛ إذ عبر عدد كبير من أبناء التيار الإسلامي في المغرب عن انتقادهم له بسبب ما تمثله إيران من تهديد سواء للمملكة أو في حق المسلمين السنة بالمنطقة.

الداعية المعروف عبد الله نهاري خرج في فيديو عبر قناته على “يوتيوب” ليرد على الإسلاميين الذين عبروا عن موقفهم الداعم والمؤيد لإيران في مواجهتها مع إسرائيل، معتبرا أن كلا البلدين يعاديان الأمة وارتكبا في حقها جرائم كبيرة.

وقال النهاري إن السؤال الذي يطرحه البعض في النقاشات المفتوحة “هل نقف مع هذا الجانب أم ذاك؟”، سؤال غير منطقي في هكذا ظروف، مشبها الأمة بـ”القصعة التي تتداعى عليها الأمم”.

وأضاف: “الكل مجتمع علينا، حتى لو فرقت بينهم المصالح الآنية، إلا أنه يجمع بينهم عداوتهم لهذا الدين لأنهم يعلمون أن الوحيد الذي يمكن أن يكون بلسما يداوي جراح البشرية كلها هو المسلم السني، الذي يأوي إليه الضعيف ليجد قوته والمظلوم ليجد حقه لأنه إنما يحكم بشرع ربه”.

وزاد النهاري: “لما كان ديدن الكثير من رجال السياسة والحركات الإسلامية إعلان دعم إيران، ينبغي أن نوضح الأمر”، موردا: “إذا كنا نصطف إلى جانب إيران ضد إسرائيل لأنها تستعمر فلسطين، فإن إيران تستعمر دولة الأحواز، الدولة السنية العربية ومنعتها من اللغة العربية السنية وهي تمثل أضعاف مساحة فلسطين”.

وتابع: “الإيرانيون أخذوا سوريا لولا الألطاف الإلهية، وسلمت لهم العراق بأكملها واليمن ولبنان التي صارت دولة ولاء لولاية الفقيه”، فإذا كان المعيار هو الاستعمار، فإن حجم البلاد المستعمرة من إيران تتقدم على إسرائيل بمئات الكيلومترات، وهذا زعم باطل أعتبره”.

وتساءل النهاري محاججا إسلاميي العدالة والتنمية: “كم ممن اغتالهم العدو الصهيوني منذ 1948 مئات الآلاف؟ هذه التي تسمى إيران في سوريا وحدها اغتالت أكثر من مليون شهيد ولا تتحدث عن التهجير والاغتصاب، وفي العراق مليون ممن اغتالتهم وما يفعله الحوثيون المجرمون في اليمن من فظائع في حق النساء السنة”.

وزاد: “كما نستنكر ونقف ضد الاغتيالات من قبل العدو الصهيوني، لماذا يسكت هؤلاء عن الدماء التي سالت في العراق وسوريا واليمن؟”، وشدد على أن إيران نالت من دماء أبناء الأمة “مئة ألف مرة مما يفعله هؤلاء”، في إشارة إلى ما يقوم به الصهاينة في فلسطين.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا