آخر الأخبار

الناقد سيجلماسي يؤرخ لسينما المغرب

شارك

في خطوة تروم توثيق الذاكرة السينمائية الوطنية، أصدر الناقد والإعلامي المغربي أحمد سيجلماسي الإصدار الأول من سلسلة “المغرب السينمائي”، تحت عنوان “الفيلموغرافيا السينمائية المغربية.. الأفلام الطويلة من 1955 إلى 2024″، في كتاب من 178 صفحة.

ويعد هذا الإصدار، الذي يتضمن رصدا لـ578 فيلما طويلا أُنجز على امتداد سبعة عقود، مرجعا توثيقيا نادرا في مجال السينما المغربية، حيث ينقسم إلى ثلاثة فصول أساسية، إلى جانب خاتمة وورقة تعريفية بالمؤلف، فضلا عن نماذج من ملصقات أفلام وصور لـ11 مخرجا مغربيا.

أحمد سيجلماسي قال إن هذا العمل يأتي امتدادا لمشروعه الشخصي الهادف إلى “التأريخ الشمولي للظاهرة السينمائية بالمغرب”؛ وهو المشروع الذي انطلق منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وأضاف سيجلماسي، في تصريح لهسبريس، أن هذا الكتاب يمثل انطلاقة سلسلة جديدة مكمّلة لسلسلة “وجوه من المغرب السينمائي”، التي سيصدر عددها السابع قبل نهاية السنة، وتهدف إلى توثيق الإنتاجات المغربية من زوايا متعددة تشمل الفاعلين والمؤسسات والمنشورات والأعمال ذاتها.

شدد الناقد المغربي على الخصاص الكبير الذي يطبع مجال التوثيق السينمائي وطنيا، قائلا إن المبادرة تأتي في ظل “فقر شبه مدقع” في هذا الجانب، نتيجة تقاعس مؤسسات رسمية، معتبرا ما يقوم به “اجتهادا فرديا مدفوعا بعشق قديم للسينما، لكنه لا يمكن أن يعوض الغياب المؤسسي.

وأشار سيجلماسي إلى جملة من التحديات التي اعترضته خلال إنجاز هذا العمل؛ من بينها صعوبة الحصول على نسخ بعض الأفلام، وغياب الوثائق الدقيقة، وضعف المعلومات المتوفرة في موقع المركز السينمائي المغربي، إلى جانب تضارب تواريخ ومدد عدد من الأفلام.

مصدر الصورة

ولم يخف مؤلف كتاب “الفيلموغرافيا السينمائية المغربية.. الأفلام الطويلة من 1955 إلى 2024” قلقه من التناقض الحاصل بين الكم الإنتاجي وضعف التوثيق، قائلا: “في سنة 2024 وحدها، أنتج 41 فيلما طويلا، لكن عدد القاعات السينمائية لم يتجاوز 24 قاعة، كما لم يتعد عدد المتفرجين مليوني مشاهد”.

وأردف قائلا إن “الخزانة السينمائية، التي أُحدثت سنة 1995، لم تنجح إلى اليوم في إصدار أي موسوعة أو قاموس أو مجلة توثق لهذه التجربة البصرية”.

وأكد سيجلماسي أن سلسلة “المغرب السينمائي” تروم لمّ شتات ذاكرة سينمائية مهددة بالتلاشي، واصفا إياها بـ”المحاولة الفردية ذات النقائص”؛ لكنها تندرج، حسب تعبيره، ضمن محاولات أخرى تسعى إلى تجميع شظايا الذاكرة السينمائية المغربية، آملا أن تشكل دافعا للمؤسسات من أجل الوعي بأهمية التوثيق.

ووجّه الناقد رسالة إلى السينمائيين الشباب، دعاهم من خلالها إلى الانخراط في مسار التوثيق الذاتي لتجاربهم الفنية، قائلا: “لا يكفي أن نصنع أفلاما؛ بل يجب أن نؤرخ لها.. لماذا لا تكتب السينما المغربية تاريخها بنفسها؟ عبر الأفلام، والوثائقيات، والبرامج، والكتب؟”.

ويعد هذا الإصدار حلقة جديدة في مسار توثيقي طويل دشنه الناقد والإعلامي أحمد سيجلماسي منذ عقود، في سعي حثيث نحو بناء أرشيف سينمائي مغربي شامل، يخلد تجربة فنية غنية ومتنوعة، ظلت لعقود تنجز وتعرض في غياب أرشفة منهجية ومستمرة.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا