آخر الأخبار

الزهراوي ينتقد تأييد سياسيين لإيران

شارك

في مداخلة مثيرة خلال إحدى الندوات السياسية الأخيرة، أثار الأستاذ محمد الزهراوي، الباحث في العلوم السياسية، قضية باتت تشغل بال المتتبعين: كيف يمكن لمواطن مغربي، بل لمثقف أو صحافي أو أكاديمي، أن يناصر النظام الإيراني، رغم كل ما يُعرف عن دوره الإقليمي العدائي، وتورطه في دعم حركات تهدد الوحدة الترابية للمملكة؟

الزهراوي تساءل مستغربا: “كيف يتقبل الإنسان المغربي مناصرة إيران؟ هل هو نتاج ضعف في التأطير الإعلامي؟”، قبل أن يوضح أنه من الطبيعي، من منطلق إنساني، أن يرفض المغربي دعم إسرائيل بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين؛ لكن مناصرة إيران تطرح، حسب تعبيره، “مشكلا حقيقيا في البلد”، نظرا لارتباط طهران العضوي بجبهة “البوليساريو”، وتحالفها الاستراتيجي مع النظام الجزائري، الخصم الأول للمغرب في قضيته الوطنية.

وأفرد المتحدث جزءا من مداخلته لاستعراض سجل إيران في المنطقة، واصفا إياها بـ”قوة تدميرية”، ارتكبت فظائع في حق شعوب عربية؛ من خلال أذرعها مثل الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، فضلا عن تدخلها الدموي في سوريا. كما اتهمها بالقيام بأعمال عدائية مباشرة ضد المغرب، معتبرا أن كل هذا يجعل من دعمها أو التعاطف معها موقفا غير مفهوم من طرف أي مغربي حر وأصيل.

وعلى الرغم من حدة موقفه، فإن الزهراوي ميّز بين الإنسان العادي الذي قد ينخدع ببعض الخطابات وبين المثقف أو الصحافي أو الأكاديمي الذي يُفترض فيه وعي أكبر بالسياقات الجيوسياسية.

ودعا الباحث في العلوم السياسية إلى ضرورة فتح نقاش وطني مسؤول حول هذه الظاهرة، بوصفها مؤشرا على اختلال في الارتباط بالمصالح العليا للبلاد، وفي فهم الرهانات المصيرية؛ وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.

ولم يُخفِ الزهراوي استغرابه من التناقضات التي باتت تطبع الخطاب السياسي لبعض الفاعلين؛ فبينما كانت مواقف رسمية واضحة تتهم إيران بالتآمر على المغرب خلال فترة وجود بعض السياسيين في السلطة، نجد اليوم أحزابا تضم الأسماء نفسها تصدر بيانات تميل لمناصرة طهران، في ما اعتبره “إشكالا حقيقيا في الثبات على المواقف”، وغيابا لما سماه بـ”الحدود الفاصلة بين ما هو مبدئي وما هو ظرفي”.

وختم الزهراوي مداخلته بدعوة الباحثين والنخب المغربية إلى التفاعل الواعي مع التحولات التي يعرفها المشرق العربي، والتي ستكون لها بلا شك انعكاسات مباشرة على القضية الوطنية، وعلى الموقع التفاوضي للمغرب في سياق صراع طويل مع أطروحة الانفصال المدعومة بشكل مباشر من الجارة الشرقية.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

الأكثر تداولا إيران اسرائيل أمريكا

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا