آخر الأخبار

من التخبط إلى الاختيار.. قصة تمليذة واجهت تحديات التوجيه المدرسي بـ"شجاعة" بعد الباك - العمق المغربي

شارك

تشكل مرحلة ما بعد الحصول على شهادة البكالوريا لحظة مفصلية في حياة التلميذ المغربي، إذ يواجه العديد منهم تحديات كبيرة في التوجيه الدراسي والمهني.

فكثيرٌ من الشباب يجدون أنفسهم في دوامة من الحيرة والارتباك، نتيجة ضعف الدعم والتوجيه المناسبين، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر على مسارهم ومستقبلهم.

قصة كوثر، الطالبة الباحثة في المجال الاقتصادي، تجسد هذه التحديات والصعوبات التي يعانيها الشباب في هذه المرحلة الحساسة، لكنها في الوقت نفسه تمثل نموذجًا للإصرار وإعادة بناء المسار المهني.

في حوار خاص مع جريدة “العمق المغربي”، شاركت كوثر تجربتها الشخصية مع مرحلة ما بعد البكالوريا، مستعرضة محطات عدة اتسمت بالصعوبة والارتباك بعد حصولها على شهادة البكالوريا سنة 2019.

روت كوثر كيف كان حلمها منذ الصغر أن تصبح ممرضة، حيث تقدمت بملفات ترشيح للعديد من المعاهد والمدارس المتخصصة، غير أن واقع الاستقطاب المحدود وشروط القبول المرتفعة، مثل الحصول على ميزة “حسن” كحد أدنى، حال دون تحقيق هذا الحلم في البداية.

وقالت كوثر: “كنت أشعر بالتيه والضياع، خاصة وأن الموسم الجامعي قد بدأ في عدة مؤسسات، فكنت أتساءل: ماذا الآن؟ وماذا سأدرس؟”، مؤكدة أن والدي اقترح عليها دراسة مجال التعمير والعمل كتقنية تتبع ومراقبة، وهو ما فعلته لكنها واجهت صعوبات كبيرة في التأقلم، مما دفعها لإنهاء التجربة والبحث عن بديل يمثلها أكثر.

ولم تستسلم كوثر، بل تقدمت مجددًا لاجتياز امتحانات ولوج معاهد التمريض، لكنها لم تُقبل مجددًا لنفس الأسباب، فتوجهت إلى مراكز التكوين المهني لتحصل على دبلوم تقني متخصص في المالية والمحاسبة، مع نية متابعة دراستها الجامعية لاحقًا، معبرة عن رضاها عن هذا الاختيار.

نصحت كوثر الشباب الحاصلين على شهادة البكالوريا بالتمتع بنشوة النجاح، لكنها أكدت أن هذه مجرد بداية لطريق طويل يتطلب إعدادًا جيدًا واختيارًا مدروسًا.

من جانبه، شدد سفيان باري، أستاذ التعليم الثانوي والباحث في قضايا الشباب والتوجيه المدرسي، على أهمية جعل التوجيه المدرسي في صلب الاهتمام، خاصة في مرحلة ما بعد البكالوريا التي تُشكل منعطفًا حاسمًا في حياة التلميذ.

وأوضح باري أن العديد من التلاميذ يتخذون قرارات مصيرية دون وعي حقيقي بميولاتهم وقدراتهم، ما يؤدي إلى تعثرات وهدر للجهد والموارد النفسية والمادية، داعيًا إلى إرساء آلية توجيه فعالة تساعد الشباب على اكتشاف ذواتهم واختيار المسارات المناسبة لهم.

وأضاف أن التوجيه المدرسي ليس خطوة شكلية، بل عملية مستمرة تبدأ منذ السنوات الأولى من التعليم الثانوي، وتتطلب رؤية واضحة وتوفير الإمكانات والموارد اللازمة.

واختتم الأستاذ باري مؤكداً أن الشباب لا ينقصهم الذكاء أو الإمكانات، بل يحتاجون إلى من يرشدهم للسير على الطريق الصحيح، مشبهًا إياهم بقطار لا يصل إلى وجهته إلا إذا سار على السكة المناسبة.

العمق المصدر: العمق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا