أطلقت الفنانة المغربية زينب أسامة، رفقة المغني الشاب لازارو، عملاً غنائياً مشتركاً بعنوان “بينالتي”، يجمع بين الإيقاعات المعاصرة والروح المغربية الأصيلة. ومنذ طرحه على منصة “يوتيوب” قبل ثلاثة أسابيع حافظ العمل على صدارة “الطوندونس” المغربي، متجاوزاً حاجز ستة ملايين مشاهدة، وسط تفاعل واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء هذا التعاون تتويجاً لتكامل فني بين صوت زينب أسامة القوي وحضورها البارز، والطاقة الشبابية والإبداع الموسيقي الذي يميز لازارو. وكتب كلمات الأغنية الشاعر محمد أمير، وتولى لازارو تلحينها، بينما أشرف حمزة الغازي على التوزيع الموسيقي، وأخرج “الفيديو كليب” المخرج أمين مرتضى برؤية بصرية حديثة تنسجم مع الإيقاع العام للعمل.
نجاح “بينالتي” لا يعبّر فقط عن جودة الصياغة الفنية وتكامل مكوناتها الإبداعية، بل يعكس أيضًا توجهاً جديداً لدى زينب أسامة نحو تجديد أسلوبها الغنائي، من خلال الانفتاح على أنماط موسيقية شبابية تواكب أذواق الجيل الصاعد. هذا التوجه، الذي يتسم بالجرأة والحداثة، حظي بإعجاب الجمهور، خاصة بفضل الانسجام اللافت بين الكلمات واللحن، ما أضفى على العمل بُعداً عصرياً دون التفريط في الروح المغربية التي تميز مسيرة أسامة الفنية.
وساهمت منصات التواصل الاجتماعي بشكل حاسم في الانتشار السريع لأغنية “بينالتي”، حيث عرفت تفاعلاً واسعاً من مختلف الشرائح، ولاسيما الشباب، الذين تداولوا مشاهد من “الكليب” على “تيك توك” و”إنستغرام”، ما رفع من وتيرة المشاهدات وعزّز موقع الأغنية ضمن قائمة الأعمال الأكثر تداولاً في المغرب. كما حظي “الفيديو كليب” بإشادات ملحوظة بفضل الإخراج النابض بالحيوية وجودة الصورة، ما أضفى على العمل بعداً بصرياً إضافياً رسّخ حضوره في المشهد الفني.
وفي ظل هذا النجاح اللافت أكدت زينب أسامة، في تصريحات إعلامية، أن العمل على “بينالتي” استغرق شهوراً، معتبرة أن التريث في اختيار الكلمات والألحان كان ضروريًا لإخراج أغنية تتوافق مع طموحاتها الفنية، وأضافت أن التفاعل الكبير الذي حصدته الأغنية يُعد دافعًا قويًا لمواصلة تقديم أعمال ذات جودة عالية، مشيرة إلى أنها بصدد التحضير لمشاريع غنائية أخرى ستجمعها بفنانين شباب، في إطار رؤيتها لخلق موجة موسيقية متجددة في الساحة المغربية.
وحتى تاريخ 6 يونيو 2025 واصلت أغنية “بينالتي” للفنانة زينب أسامة والمغني الشاب لازارو صعودها في سباق المشاهدات، محققة أزيد من 5.5 ملايين مشاهدة على منصة “يوتيوب”، ما خوّل لها احتلال المرتبة الثانية ضمن قائمة “الطوندونس” المغربي. هذا التقدم يؤكد الإقبال الجماهيري الواسع على العمل، وتفاعلاً استثنائياً يعكس نجاح الرهان الفني المشترك.
وفي المقابل تتربع أغنية “والديا” للفنان DUKE على رأس القائمة، بأكثر من 3.8 ملايين مشاهدة، ما يعكس منافسة محتدمة بين أعمال فنية متنوعة تستقطب ذوق الجمهور المغربي وتعكس تنوعه.
وكان الفنان لازارو عبّر عن سعادته بهذا النجاح من خلال حسابه الرسمي على “إنستغرام”، حيث نشر صورة من “الكليب” وأرفقها بتعليق: “بينالتي.. رقم 1 في المغرب”، في إشارة إلى التفاعل الكبير الذي حصدته الأغنية على مختلف المنصات.
ويُجمع متابعو الساحة الفنية على أن هذا التنافس بين “بينالتي” و”والديا” يعكس نضج الذوق الموسيقي المغربي وتنوع اختيارات الجمهور بين الأغاني ذات الطابع العاطفي والإيقاعي؛ كما أن بروز أسماء شابة في مقدمة “الطوندونس” يبرز التحول الجاري في المشهد الغنائي الوطني، حيث لم يعد النجاح حكرًا على الأسماء الراسخة، بل بات منفتحًا أمام تجارب فنية جديدة، شرط توفر عناصر الإبداع والجودة والإخراج الاحترافي.