آخر الأخبار

مغاربة وألمان يناقشون تكامل سوق الكهرباء الخضراء بين ضفتي المتوسط

شارك

متداولين في ندوة رفيعة المستوى حول موضوع “تبادل الكهرباء الخضراء وتكامل السوق بين أوروبا والمغرب”، اليوم الثلاثاء بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال-الرباط، جدّد خبراء ومسؤولون، مغاربة وألمان، تثمين أهمية الشراكة الطاقية التي تجمع الرباط ببرلين، خاصة في مشاريع الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، متوقعينَ تحقيقها “إمكانات واعدة” تماشياً مع الأهداف الطاقية الوطنية للمملكة.

وجمعت الندوة، التي حضرت هسبريس فعالياتها، بين ثلة من الخبراء وصانعي السياسات والباحثين المغاربة والأوروبيين لخلق فضاء لتبادل الآراء متعدد التخصصات، وتعزيز “التبادل المثمر” حول أفضل الممارسات والخبرات في ما يتعلق بقضايا “الإطار التنظيمي وفرص تجارة الكهرباء الخضراء وتكامل السوق الطاقي بين المغرب ودول الاتحاد الأوروبي”.

مصدر الصورة

ووفقاً لمنظِّميه يندرج الحدث، وهو جزء من سلسلة “محادثات المناخ” (« Climate Talks ») التي أطلقتها سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في الرباط، في إطار “تعزيز الحوار وإثراء النقاشات بين الأوساط السياسية والأكاديمية والإدارية والاقتصادية والإعلامية والعموم حول التحديات الرئيسية للتحول الطاقي”.

روبرت دولغر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالمغرب، استعرض أهمية الندوة التي احتضنتها جامعة محمد الخامس بالرباط، و”تركيزها على تطوير سوق الكهرباء الخضراء والنظيفة بين أوروبا والمغرب”، وقال: “نحن نستكشف إمكانات هذه السوق”.

وأضاف السفير الألماني، متحدثا في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش اللقاء: “كما تعلمون يطمح المغرب إلى أن يصبح أحد المنتجين الرئيسيين للطاقة الكهربائية الخضراء في المستقبل”، واصفاً القطاع بأنه “في ازدهار وتطور مستمرين”، ومنوها إلى ما أشارت إليه ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، بخصوص “النمو في قطاع الكهرباء المتجددة وطموحات الحكومة المغربية، سواء من حيث قدرات الإنتاج أو إمكانيات النقل والتحول المستدام”.

مصدر الصورة

“هناك أيضًا الاهتمام بتجارة الإلكترونات الخضراء والكهرباء الخضراء”، يورد السفير الألماني بالرباط، مثيرا الانتباه إلى أننا “بحاجةٍ إلى إيجاد الإطار التجاري والتقني والتنظيمي المناسب لتطوير هذه السوق.. وهذا يعني أننا قطعنا شوطًا كبيرًا في عملنا”، بتعبيره، وزاد: “قد تكون هذه القضايا تقنيةَ الطابع بعض الشيء، لكنها مهمة جدًا للتطوير، ولوضع الأسس وتوفير إطار جيد لتطوير القطاع الطاقي–الكهربائي في المغرب، وأيضًا للتجارة مع معظم دول أوروبا”.

من جانبها أشارت ليلى بنعلي، وزيرة الطاقة والتنمية المستدامة، ضمن كلمة مقتضبة خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، إلى “أهمية تأمين الاستهلاك الوطني من الكهرباء، الذي ظل يمضي في نمو متصاعد خلال السنوات القليلة الماضية”.

واستحضرت المسؤولة الحكومية المغربية “التأكيد على ما تم تطويره ضمن شراكات الربط البيني بين المغرب والبلدان المجاورة؛ مثل البرتغال وإسبانيا على سبيل المثال، ولكن أيضًا في جميع أنحاء أوروبا عبر مشاريع طاقية ضخمة”، مستحضرةً “مذكرة الاتفاق الأخيرة الموقعة مع موريتانيا، ومن خلال موريتانيا إلى بلدان إفريقية أخرى”.

وفضلا عن خطط طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن “عرض المغرب” للمستثمرين لفتت بنعلي إلى “زيادة عدد مَزارع ومحطات توليد الطاقة الشمسية والريحية ببلادنا، بهدف واضح: زيادة حصة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء في المغرب”، متابعة: “نحن في 45% حالياً وسنصل إلى 52% وفقاً للأهداف المسطرة”.

مصدر الصورة

إمكانات واهتمام

بدورها، وفي عرض مفصل، أشادت الدكتورة دورتي فوكيه، أستاذة من ألمانيا في تخصصات الطاقة والبيئة والمنافسة، بِما “تمتلكه المملكة المغربية من إمكانات هائلة لإنتاج كميات كبيرة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح”، معتبرةً أنها “تحظى باهتمام كبير من الاتحاد الأوروبي وألمانيا على وجه الخصوص”.

وبفضل قُربه الجغرافي من أوروبا شرحت الخبيرة المتخصصة الألمانية في قضايا الطاقة أنه “يُمكن للمغرب المساهمة في إمدادات الطاقة في أوروبا كشريك موثوق ومهم”، مردفة بأنه “من شأن زيادة التجارة في الطاقة الكهربائية المتجددة بين المغرب والاتحاد الأوروبي أن توفر فرصاً اقتصادية متبادلة ممتازة لكلا الجانبين، وأن تمنحهُما رافعة أساسية لتحقيق أهدافهما الطموحة في إزالة الكربون، خاصة في قطاعات الصناعة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقات الأحفورية”.

وزادت المتحدثة ذاتها: “يمكن لجميع الشركاء المعنيين الاستفادة بشكل كبير من إنشاء تجارة تنافسية في الكهرباء الخضراء والتكامل المنظِّم للسوق”، مستعرضة أمام الحاضرين “بعض ملامح السياسة الأوروبية والأجندات التنظيمية المنظمة لقطاع وسوق الكهرباء النظيفة”.

ومن الجانب المغربي تحدّث، أيضا، سمير رشيدي، مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بالمغرب (IRESEN)، عن إسهام الأخير في مجال الأبحاث والتطورات العلمية المتسارعة في مجال الطاقات الشمسية والمتجددة، مؤكدا أن “المعهد رغم مهامّه العلمية البحثية-الابتكارية البحتَة لا يدخّر جهداً في مواكبة تنزيل وتنفيذ الإستراتيجية الطاقية الوطنية وتحقيق أهداف المزيج الطاقي المغربي”.

مصدر الصورة

دور الجامعات

ولم يغِب دور الجامعات المغربية عن دينامية التحول الطاقي الجاري والانفتاح على أسواق أوروبا والمغرب، ما أكده ضمن كلمته إسماعيل قسو، نائب الرئيس المكلف بالتعاون والبحث بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعميد بالنيابة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال.

وقال قسو، مبرزا أهمية ومحورية دور الجامعات: “من خلال البحوث التي تقوم بها، والمعلومات التي تقدمها، فهيَ تدعم هذه السياسة الحكومية للانتقال الطاقي”، متابعاً: “نجري بالفعل أبحاثاً في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتحسين إنتاج البطاريات، وتحسين/تطوير الألواح الشمسية، وبشكل عام في الدراسات الاقتصادية والقانونية، التي تهدف إلى دعم هذا التطور الطاقي في المغرب خلال السنوات القادمة”.

يشار إلى أن هذا الحدث شكّل محط اهتمام ودعمٍ من الوزارة الاتحادية الألمانية للاقتصاد والطاقة ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، كجزء من الشراكة المغربية الألمانية في مجال الطاقة (PAREMA) وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا