قال رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، إن امحمد خليفة “كان له حضوره المتميز، وإسهامه البارز في التراكم السياسي والتشريعي الذي نعتز به اليوم”، مضيفا أن “لهذا الرجل، شأن عدد من كبار قادة العمل البرلماني في المغرب من مختلف الأسر السياسية والاجتماعية، إسهاما ملموسا في تطوير النموذج البرلماني المغربي الذي أضحى اليوم مثار إعجاب في المشهد البرلماني الجهوي والإقليمي والقاري، ويشار إليه في أدبيات العمل البرلماني الدولي من باب الاحترام والاعتراف المرجعي”.
وأشار الطالبي العلمي، اليوم الأربعاء، خلال لقاء نظمه فريقا حزب الاستقلال بمجلسي البرلمان خُصص لتقديم الكتاب الجديد للقيادي الاستقلالي امحمد الخليفة، الصادر مؤخرا تحت عنوان “صوت الشعب القوي في البرلمان”، إلى أن “هذا النموذج المغربي ما كان له أن يتحقق لولا الروح الوطنية العالية، ولولا الالتحام الصادق بين العرش والشعب، ولولا الرجال والنساء الذين أدركوا مبكرا قيم العمل والتراكم والحرص والتعاون والحوار والتوافق والاستباق، والأداء الذي لا يكل ولا يمل داخل المغرب وخارجه وفي جميع المحطات والمنتديات البرلمانية”.
وشدد رئيس الغرفة البرلمانية الأولى على أن “ضمن هذا الحرص القوي يمثل كتاب امحمد خليفة أحد أمثلته الملموسة”، وزاد: “أقصد الحرص على التوثيق والنشر وكتابة المذكرات التي من شأنها أن توفر المادة الأولية لكتابة أو لإعادة كتابة تاريخ المغرب، وتتيح للأجيال الجديدة إمكانيات المعرفة التاريخية، والإطلاع على خبرات وعطاءات وتضحيات الأجيال السابقة”.
وبالنسبة للمسؤول النيابي، فإن “اللقاء يتخطى مجرد كونه مخصصا لتقديم كتاب إلى مستوى أعمق وأبعد من حيث بعده الرمزي والاحتفالي بصاحبه، وبرصيده ومساره، وذاكرة عطاءاته في خدمة الصالح العام، وبالخصوص في واجهة العمل البرلماني والقانوني والحقوقي والمؤسساتي”، مؤكدا على الأبعاد الثقافية والفكرية والإنسانية للخطوة، وزاد: “هو لفعل التأليف والتدوين والتوثيق الذي يجسده هذا الكتاب في حد ذاته”.
وخاطب المتحدث نواب وقيادات حزب الاستقلال قائلا: “إنكم تلتفون، في هذه اللحظة، على أحد إخوانكم الذي اقتسمتم معه الطريق والممارسة والروح الأخوية، سواء في حزبكم الوطني الكبير أو في فريقكم البرلماني، وتلاقت خطواتكم في عدة مسارات ومحطات ومناسبات نضالية وإنسانية راسخة”. وتابع: “تحتفلون أيضا بأحد الذين بصموا ذاكرة العمل البرلماني في المغرب بالحضور والعطاء والبذل والفعل المسهم في بناء المؤسسات الوطنية، وتعزيز الثقافة السياسية والممارسات البرلمانية والديمقراطية في بلادنا”.
وأضاف: “بغضّ النظر عن الاحتفاء بكتاب جديد، فإن اللقاء يؤكد على قيمة الذاكرة في المجرى التاريخي لأمتنا، وفي ربط الجذور مع الآفاق، وفي تعميق الوعي الوطني المغربي الذي دشنته الحركة الوطنية المغربية منذ بداياتها الحديثة في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين، بالتحام قوي متجذر بين بطل التحرير المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ورموز الوطنية المغربية، عبر تلاحق الأجيال من الكفاءات الفاعلة المؤثرة”.