آخر الأخبار

المعهد العالي للإعلام يخص الصحافي الراحل أيوب الريمي بتكريم مؤثر

شارك

احتضن مقر المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، مساء اليوم الأربعاء، حفلا تأبينا في حق الصحافي المغربي الراحل أيوب الريمي، وقف وراء تنظيمه زملاؤه في الدراسة والعمل، فضلا عن أساتذته السابقين.

وخصّ الحاضرون ضمن هذا الحفل مسيرةَ الراحل، الذي تخرّج من المعهد ومرّ بتجارب مهنية من قبيل هسبريس قبل اشتغاله مراسلا لموقع “الجزيرة” من العاصمة البريطانية لندن، بكلمات مؤثرة حاولوا خلالها ذكر مناقبه؛ إذ تأسّفوا مبدئيا لخسارة صحافي من حجم أيوب، بالنظر إلى علاقاته الطيبة مع الكل واجتهاده اللافت للأنظار برحاب “صاحبة الجلالة”.

واستحضرت الكلمات أيضا جوانب من حياة ابن القنيطرة، سواء تعلق الأمر بدراساته الجامعية بـ”إيزيك” واشتغاله صحافيا مهنيا، أو حتى بعلاقاته مع محيطه الأسري الصغير، خصوصا في فترة معاناته مع المرض، قبل أن يغادر دنيا الناس بالعاصمة البريطانية لندن في مطلع شهر فبراير الماضي.

مصدر الصورة

ولم تكن سارة أيت خرصة، صحافية مغربية رفيقة درب الراحل أيوب، لتغيب عن هذا الحفل، حيث أكدت في البداية أن الراحل “طلب منها النجاح ومواصلة الكتابة مكانه”، واصفة إياه بـ”الشجاع”، وذلك خلال حديثها عن لقاءاتها الأولى به داخل المعهد، قبل أن يواصلا رحلة الحياة زوجين.

وأوضحت أيت خرصة، ضمن كلمة جامعة ومنتقاة بعناية، أن أيوب إلى غاية لحظاته الأخيرة “كان يريد أن يعيش حياة الظل”، وأفادت بأن “خطه التحريري كان واضحا؛ إذ كان لا يجامل ولا يداهن في مساره الإعلامي، بل كان يطرق الأبواب ويرى أن الفرصة التي أعطيت لآخرين يستحقها كذلك، ويتمسك بصناعة مساره بنفسه”.

وأكدت في هذا السياق أن الصحافي الراحل موضوع حفل التأبين، “كان مهتما كثيرا بأمور المنطقة، لا سيما القضية الفلسطينية، حيث بدا مُطمئنا لتوقّف الحرب على غزة في الأسابيع الأخيرة من حياته”، كاشفة أنه طالب بنقل جثمانه (فيما بعد) إلى المغرب، وهو المكان “الذي أحبه بدون قيد أو شرط”.

مصدر الصورة

ومن بين التفاصيل الإنسانية التي أثرت كثيرا في الحاضرين، تلك التي تخص مقطع فيديو للطفل جاد، ابن الراحل، الذي قال حُيال علاقته بأبيه: “كان دائما يلعب معي كلما أطلب منه ذلك. أنا فخور بهذه العائلة، وأريد حينما أكبر أن أسير على نهجه وأكون صحافيا”.

وإذا كانت هذه بعض الأجزاء من كلمات “آل الريمي” في حق فقيدهم، فإن شهادة الصحافيين المغاربة لم تكن مجروحة في حقه كذلك؛ إذ قال محمد عمور، صحافي مغربي بالديار القطرية، إن “الفقيد الريمي كان شابا خلوقا وصحافيا كبيرا، وكان ينتظره مستقبل زاهر جدا”.

وأوضح عمور، في تصريح لهسبريس، أن الراحل “كان كذلك صحافيا موسوعيا ومتمكّنا من جميع الآليات المهنية، وكان واسع الاطلاع ووطنيا صادقا”، مفيدا بـ”عدم وجود مكان أفضل لتأبين الفقيد من المعهد العالي للإعلام والاتصال”.

مصدر الصورة

من جهته، سرد عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد، تفاصيل بعض من اللقاءات التي جمعته بأيوب الريمي قبل مرضه، وتفاصيل أخرى أيضا عن دراسته بالمعهد وتعبيره عن استعداده للتعاون مع المؤسسة فيما يخص مواضيع الصحافة والذكاء الاصطناعي، قائلا للصحافيين الحاضرين، لا سيما المشتغلين مع الإعلام الدولي: “لو كان بوسعنا لأبقينا عليكم جميعا بالمغرب”.

على النحو ذاته سار محمد الركراكي، أستاذ بالمعهد؛ إذ أكد أن ابن القنيطرة “كان رجلا استثنائيا وشجاعا كصحافي وكإنسان كذلك، وهو الذي أتى إلى المعهد بالرباط محملا بمعارف مهمة في الاقتصاد”.

ووصفه الركراكي أيضا بـ”المحبّ للاطلاع والصحافي الذي بصم على مسار مهني جيد بعدما مرّ بمجموعة من المحطات والمنابر الإعلامية”، قائلا: “ماذا عساي أقول بعد كل الذي قيل، لكن الواضح أنه ليس هناك شيء أشد مضاضة من نكران البلد”، في إشارة إلى الهجرة التي قادت أيوب إلى بريطانيا قبل سنوات بحثا عن التميّز المهني.

مصدر الصورة

وأكد المتحدث شارحا: “كثيرا ما فرّطنا في أبنائنا الذين يبقى هذا البلد بحاجة إليهم، ومؤلم أن الريمي، الذي رحل في ريعان شبابه في ظل تمسّكه بدينه ومحبته لهويته، لم نعطه حقه في الوقت الذي كان على قيد الحياة”.

وحضر الحفلَ التأبيني ذاته زملاء أيوب الريمي خلال فترة دراسته بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، من بينهم الصحافي محمد أحداد. هذا الأخير حاول بسط تفرّد أيوب بين زملائه بالقول: “كان صلبا في مواقفه ولم تكن كلماته تخلُ من اقتباسات شعرية أو أدبية”.

وأوضح أحداد، في كلمته نيابة عن باقي أعضاء فوج الدراسة بالمعهد، أن “الراحل كان مبدئيا ورافضا للحلول الوسطى، لا سيما مع الإدارة”، مفيدا بأنه “اختار أن يفاوض المرض وحيدا وبرفقة زوجته فقط”؛ كما كشف أيضا عن جوانب من ارتباطه واهتمامه الكبير بالقضايا القومية الذي لم يكن يخفيه طيلة مساره الجامعي.

مصدر الصورة

وعلى الرغم من الالتزامات التي حالت دون حضوره برحاب المعهد العالي للإعلام والاتصال، إلا أن الخبير الاقتصادي زكرياء كارتي خصّ صديقه المقرّب (الريمي) بكلمات بليغة جرى بثها ضمن فعاليات الحفل التأبيني ذاته. ومن جملة ما جاء فيها أن الصحافي الراحل “كان مؤدبا مع الجميع، وكان وطنيا على الرغم من استقراره بلندن؛ إذ ظل مهووسا بأخبار المغرب والقضية الفلسطينية أيضا”، ناعتا إياه بـ”الرجل الفلسطيني”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا