أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفش واسع النطاق لمرض الحصبة في المغرب، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 25,000 حالة مشتبه فيها بين 1 أكتوبر 2023 و13 أبريل 2025. ومن بين هذه الحالات تم تأكيد 13,706 حالات مختبريًا، مع تسجيل 184 حالة وفاة.
وفي هذا الإطار قال مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، إن “المغرب خرج رسميًا من الحالة الوبائية بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم مهنيو الصحة”، مشيرًا إلى أن “البلاد تمكنت من التغلب على التحديات الصحية التي واجهتها خلال السنوات الأخيرة”.
وأوضح عفيف، ضمن تصريح لهسبريس، أن “وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أطلقت عملية مراجعة شاملة للدفاتر الصحية، همّت أكثر من 11 مليون نسمة، وذلك بهدف استدراك حالات تأخر التلقيح، خاصة في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 أشهر و18 سنة”، لافتا إلى أن “هذه الفئة كانت من بين الأكثر عرضة للانقطاع عن التطعيم خلال فترات الأزمة الصحية”.
وشدّد المتحدث ذاته على أن “الاستجابة الوطنية لم تكن لتنجح لولا الانخراط الفعال للصحافيين”، مثمّنًا دورهم في نشر المعلومة الصحيحة وصد الشائعات التي رافقت حملات التلقيح، ما ساهم في استعادة ثقة المواطنين وتدارك الموقف في الوقت المناسب.
وأكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح أن “الحالات المسجلة حاليًا تبقى قليلة جدًا ومعزولة، وتخضع للمتابعة الدقيقة من طرف السلطات الصحية”؛ كما شدد على أهمية مشروع رقمنة الدفتر الصحي، مع التركيز على الشق المتعلق بالتلقيح، في إطار تحديث آليات التتبع وضمان الولوج السريع إلى المعطيات الصحية عبر مرصد وطني رقمي.
وختم عفيف حديثه بالتأكيد على أن “الوقاية تظل الركيزة الأساسية في السياسات الصحية”، داعيًا إلى “الاستمرار في اليقظة والتوعية، خاصة في ما يتعلق بالأمراض المعدية التي يمكن تفاديها عبر التلقيح”.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الحالات الأولى لمرض الحصبة سجلت في مناطق محدودة من جهة سوس ماسة وسط المغرب خلال الربع الأول من عام 2024، ثم انتشرت في جهات أخرى من البلاد، وزادت: “خلال الأسبوع المنتهي في 27 أبريل 2025 تم الإبلاغ عن 995 حالة مشتبه فيها، بمعدل إصابة يبلغ 2.7 لكل 100,000 نسمة. ورغم أن ذروة الإصابة الوطنية سُجلت في الأسبوع الرابع من عام 2025 (المنتهي في 25 يناير) إلا أنه تمت ملاحظة انخفاض في عدد الحالات لمدة عشرة أسابيع متتالية، بدءًا من الأسبوع الخامس من عام 2025”.
ومن بين الحالات المبلغ عنها بين 1 يناير 2024 و28 فبراير 2025 كان 68% من المصابين دون سن 18 عامًا، و49 بالمائة من جميع الحالات كانت لأشخاص غير مُلقحين. وتشير هذه الأرقام إلى أهمية تعزيز حملات التطعيم، خاصة بين الأطفال والمراهقين.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أهمية تعزيز برامج التطعيم الوطنية، خاصة في المناطق التي تشهد انخفاضًا في معدلات التلقيح، كما توصي بزيادة الوعي حول أهمية التطعيم ضد الحصبة، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.