آخر الأخبار

عزيز لزرق يكتب عن "مسخ المدينة"

شارك

“مقامات المدينة في محك المسخ” هو عنوان كتاب جديد، صدر للكاتب عزيز لزرق عن منشورات دار التوحيدي سنة 2025.

ويمتح الكتاب من مبدأ “أهمية المدينة في بناء الحضارة الإنسانية عموما، وفي إرساء نظام سياسي ناجع على مستوى تدبير الشأن العام بالنسبة للدولة، وفي توطين العيش المشترك داخل المجتمع؛ لكن واقع الحال يسائل المدينة اليوم في ما آلت إليه، وفيما يمكن أن تصير عليه”.

وانطلق الكاتب من رؤية نقدية ترى أن المدينة اليوم تتعرض للمسخ، بسبب اختلالات صواريها وتآكل مبانيها، واقفا على مكامن هذه الرجات: تغلغل العولمة وتقلص حضور السياسي، وفصل الدولة عن المجتمع، واستئساد الفردانية على حساب المصلحة العامة، وركز الكاتب في مؤلفه هذا على ثلاثة مقامات: مقام الفكر ومقام السياسة ومقام الأدب.

وجاء في مقدمة الكتاب: “ظل الحلم بالمدينة هاجسا يرافق الفيلسوف والسياسي والأديب، حلما يتخذ شكل رؤيا لم تتحقق بعد: يوتوبيا، إنه حلم يخشى من وقوع المدينة في فخ الديستوبيا، بما هي يوطوبيا بشكل مقلوب ومنحرف، فالحلم بالعيش الهنيء، تحول إلى كابوس مخيف. كما أن الوعد بوهم الرخاء المعمم تحول إلى الوعيد بالضرر والخطر المعمم”.

وتابعت المقدمة: “لذا، نقول إن طرح سؤال المدينة، اليوم، ليس فقط طرحا يدخل في استمرارية التفكير وتعميق التفكير بصدد إحدى القضايا التي اهتمت بها الفلسفة منذ البدايات الأولى مع أفلاطون وأرسطو؛ بل إن طرح سؤال المدينة اليوم هو طرح يعيد النظر في معنى المدينة، يسائل ما آلت إليه من مسخ، ويبحث عن مدى ممكنات إعادة إحيائها”.

ووفق مقدمة كتاب “مقامات المدينة في محك المسخ”، فإن “المدينة تشكل مرآة فعلية للحياة الجماعية، المدينة ليست مكانا جغرافيا لتجمع الساكنة وتواجدها داخل رقعة ترابية؛ بل المدينة هي نتاج لتصور سياسي وتدبير مجالي واقتصادي. فإذا كانت المدينة، وفق التصور الأرسطي، هي شرط كل حياة سياسية؛ وبالتالي هي تجمع سياسي غايته تدبير الشأن العام، باعتباره مركبا من الكثرة، بهذا المعنى تصبح المدينة هي الروح المعبرة عن الوحدة. فغاية المدينة هي ضمان السعادة، بحيث يكون المجتمع في حماية الدولة”.

وختمت المقدمة عينها: “المدينة معرضة للهلاك، كما أن الديمقراطية مهددة بالتلف وبنقض مبادئها ومنطلقاتها وغاياتها، وبقاؤهما رهين بالأفراد وبإرادة العيش مع الجماعة؛ فالصراع اليوم هو صراع من جهة من أجل الحفاظ على المكتسب وتجويده، على المستوى السياسي، وهو صراع أيضا من أجل مدينة إنسانية، ضامنة للحرية وللعدالة وللكرامة. إن سؤال المدينة هو في العمق سؤال الإنسان، كيف يمكن تعريف الإنسان اليوم؟”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا