قال أليو سيسي، رئيس جمعية إدارات السجون الأفريقية، إن “المؤسسات السجنية بالقارة تعيش على وقع مجموعة من المشاكل، بما فيها العدد المتفاقم للسجناء والاكتظاظ، فضلا عن اهتراء بعض هذه المؤسسات”.
وأوضح سيسي خلال افتتاح المؤتمر السابع لجمعية إدارات السجون بأفريقيا، الاثنين بتامسنا، أن “هذه المشاكل تنضاف إلى مشاكل التفاوت في بنايات السجون وتدبير أنواع وأصناف المعتقلين، وهو ما يدفع بالضرورة إلى إيجاد نماذج جديدة للتدبير، على غرار استخدام التكنولوجيات الحديثة”.
ومن بين الحلول المطروحة، وفق المصدر ذاته، “إعمال المقاربة الأمنية المبنية على المراقبة بالكاميرات ورقمنة المعطيات الخاصة بالنزلاء”، موردا أن من شأن ذلك “التتبع الدقيق لمرافق المؤسسات السجنية وتعزيز الشفافية والمساهمة في إعادة تأهيل النزلاء وإعادة إدماجهم أيضا”.
وأكد أن “استخدام التكنولوجيات الحديثة، إلى جانب العقوبات البديلة، من شأنه المساهمة أيضا في تطوير تدبير المؤسسات السجنية، فضلا عن التخفيف من الاكتظاظ وأنسنة العقوبات وإعادة إدماج النزلاء”، مقدما في هذا السياق نموذجا عن جمهورية السنغال التي باتت تطبق السوار الإلكتروني كعقوبة بديلة.
كما ذكر أن الجمعية التي يترأسها “تشتغل على مواجهة التحديات المطروحة على مستوى القارة، حيث يعتبر هذا المؤتمر المنعقد بالمغرب مرحلة مهمة منذ تأسيس الجمعية منذ سنوات”، مبرزا كون “مشاركة وفود الدول الأفريقية مهمة من أجل تقاسم الأهداف نفسها وتبادل الخبرات”.
وأضاف أليو سيسي أن “استخدام التكنولوجيا داخل المؤسسات السجنية من شأنه أن يدعم أيضا تمكين النزلاء من تكوينات مختلفة، مما من شأنه تقليص الهوة الرقمية لدى هؤلاء، وهو ما يجب أن ينطلق من الشراكة بين القطاعين العام والخاص في كل بلد أفريقي؛ فمن المهم جدا عدم إغفال هذا العنصر”.
ودعا أيضا إلى “تضافر الجهود من أجل ضمان سيادة رقمية لدى إدارات السجون بالدول الأفريقية”، مفيدا بأن “هذه العمليات من شأنها تطوير أداء هذه المؤسسات وحتى علاقتها بالموظفين والنزلاء”.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه “يتوجب التركيز على القطاع الخاص من أجل توفير الموارد اللازمة لمأسسة الحلول الرقمية على مستوى البنيات السجنية الخاصة بإعادة التأهيل والإدماج”.
كما بين أن “مصلحة المؤسسات السجنية يجب ألا تتأخر في فترة الذكاء الاصطناعي؛ إذ يجب على هذه المؤسسات التموقع بشكل جيد، وذلك من أجل تشكيل سيادة رقمية”.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر السابع لجمعية إدارات السجون بأفريقيا، الذي يمتد إلى غاية الخميس المقبل، شهدت حضور عدد من المسؤولين المغاربة والأفارقة، وتم القيام بزيارة إلى مرافق السجن المحلي بتامسنا.