آخر الأخبار

الترقّب يسبق نتائج "قرعة أمريكا".. والبرنامج يختبر حظوظ المترشحين

شارك

يسود ترقّب كبير في صفوف شرائح مجتمعية واسعة، سواء في المغرب أو في باقي دول العالم، بالموازاة مع بدء الكشف، مساء السبت، عن نتائج برنامج تأشيرة التنوع “Diversity Visa Program” الخاص بالهجرة إلى الولايات المتحدة برسم سنة 2026، بعدما تم تسجيل الترشيحات خلال شهري أكتوبر ونونبر من السنة الماضية.

ويشكل هذا الحدث السنوي محطة فارقة في حياة ثلة من الأفراد ممّن يرون فيه أملاً حقيقيا في تحسين أوضاعهم الاجتماعية وفتح آفاق جديدة، وذلك من بوابة “الحلم الأمريكي” الذي يُطارده كثيرون كل سنة. ومن خلال الاطلاع على النتائج يسعى عدد من المترشحين إلى التعرف على حظوظهم في هذا الصدد بعد مدة انتظارٍ وصلت إلى سبعة أشهر.

ويتيح هذا البرنامج المعروف شعبيا بـ”القُرعة” تأشيرة هجرة التنوع لما يناهز 55 ألف شخص سنويا على مستوى العالم من المرشّحين الذين يتم اختيارهم بشكل عشوائي بعد تسجيل طلباتهم إلكترونيا. ويعكس عددُ المتقدمين الكبير، ولاسيما من الشباب، عمق التصورات التي يحملها هؤلاء تجاه كل ما يتعلق بالهجرة، ولاسيما إن كانت قانونية ومتحرّرة من القيود والشروط الصارمة.

وبحسب عبد الحميد جمور، باحث في الهجرة والحركات السكانية، فإن “الاهتمام الكبير والمشهود للمغاربة بفرصةِ الهجرة إلى الولايات المتحدة ناتج عن عوامل متداخلة، بما فيها أن هذه الفرصة أكثر يُسرا مقارنة بالفرص الخاصة بالدول الأوروبية، التي تتطلب شروطا دقيقة وتتّسم بالبيروقراطية وتعقّد الإجراءات، إلى جانب وجود صعوبات في الاندماج القانوني والثقافي، خاصة مع تزايد التيارات اليمينية”.

وأكد جمور، في تصريح لهسبريس، وجود “ميل لدى المغاربة إلى الهجرة القانونية أكثر من المغامرة، في ظل تنامٍ في الوعي بمخاطر الهجرة السرية وتوسّع المعرفة ببرامج الهجرة القانونية”، مشيرا إلى أن “الكثيرين يبحثون عن فرص الدراسة أو العمل بالخارج عبر قنوات مشروعة، مع بقاء الهجرة السرية خيارا آخر لدى فئات لا تجد سبيلا قانونيا إليها”.

كما ربط المتحدث هذه المسألة بـ”الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السائدة”، إذ لفت إلى “تركّز التنمية الاقتصادية والخدمات الأساسية في بعض المحاور الكبرى، مع وجود خلل في التوزيع المجالي للفرص، ما يخلق ثقافة الأمل في الخارج”، موردا أن “قرعة الهجرة إلى أمريكا تكتسب هالة خاصة لكونها تحمل طابعا ديمقراطيا في ظاهره، ولا تفرض شروطا معقدة، وهي أيضا تبقى فرصة تُمنح للفرد بغض النظر عن وضعه الاقتصادي والاجتماعي”.

من جانبه أرجع إبراهيم حمداوي، أكاديمي باحث في علم الاجتماع، هذا الاهتمام الكبير من قبل المغاربة بفرص الحصول على “الغرين كارد” إلى “عوامل استقطاب وجذب تحفّز وتشجّع على ذلك، ولاسيما مع تحول الهجرة إلى ملاذٍ لدى كثيرين يمكنهم من خلاله تجويد وضعهم الاجتماعي والارتقاء به بشكل ملموس”.

وأكد حمداوي، في تصريح لهسبريس، أن “قرعة الهجرة إلى البلد الأمريكي تستقطب سنويا اهتمام شرائح مجتمعية كبيرة ترى أنها لم تستطع، انطلاقا من محيطها المجتمعي، تحقيق أهدافٍ وطموحات مُسطّرة في ما سبق”، موضحا أن “سمعة الولايات المتحدة، باعتبارها بلدا يوفر فرصَ الاندماج، تقف هي الأخرى وراء جذب اهتمام المغاربة والمواطنين بباقي الدول”.

كما لم ينكر الأكاديمي ذاته أن “البصمة والتأثير الاجتماعيّين يساهمان أيضا في ربط شرائح مجتمعية مهمة بهذه المناسبة السنوية والرهان عليها، إذ تتأثر بالتغيير الذي تشهده حياة مهاجرين سابقين، بما يجعلها تستعد للتخلي حتى عن وظيفتها أو وضع اعتباري معيّن سبق لها أن حظيت به داخل المغرب، على سبيل المثال”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا