آخر الأخبار

مارسيل خليفة: عمر الالتزام الفني قصير .. والموسيقى رجائي وسط الخراب

شارك

قال المؤلف الموسيقي والمغني والعازف اللبناني المعروف مارسيل خليفة إن “عمر الالتزام الفني قصير”، لأنه “يتوخى من السياسة أكثر مما يتوخى من الإنسان، ويستهدف المجموع المبهم أكثر مما يستهدف الفرد”، مشددا على أن “الموسيقى عملية مواجهة؛ إنها محاولة لتغيير الإنسان، فالشق الأهم في الفعل الوجودي هو القلق، سواء انتهى إلى مرحلة عدميّة أو إلى تمجيد الخالق”.

وأشار خليفة، صباح الجمعة، في ندوة “الجماليات ومأزق العالم”، التي سيّرها ووضع أرضيتها ووزّع أسئلتها الأكاديمي والباحث في الفلسفة عبد الواحد آيت الزين، إلى احتواء القلق على “شيء من الرفض”، وتابع: “لعله من المحتّم اللجوء إلى دواخلنا وإلى القلق الجواني، حيث يواجه الإنسان منا ضميره وكيانه، حيث يرى ذاته عارية”، وزاد: “كوني موجوداً معكم اليوم أحس بأن هذا هو الرجاء في هذا الجو الصعب الذي نعيشه”.

مصدر الصورة

وواصل المؤلف الموسيقي البارز، إثر مشاركته في الندوة المنظمة ضمن فعاليات الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب: “جئتُ من بلد محروق، وعندنا مليون لاجئ في قلب الوطن، وفي فلسطين، وفي غزة، وفي كل الأماكن. لكن طالما أن هناك قصيدة وأغنية وموسيقى فهذا شيء من الرجاء. كل من يكتب، كل من يصدح، ويغني ويعزف الموسيقى، هو الرجاء… هو الخلاص”.

وتساءل مارسيل خليفة ضمن كلمته: “كيف أحكي عن الموسيقى بلغة غير الموسيقى؟ فأنا أكثر ما يعنيني هو إنسانية العمل، لا استحضار المهارة”، وقال: “لست ناقداً، أو باحثاً، أو عالِم موسيقى، إنما مؤلّفا لها ولا يكون رقيبًا على كتابتها. الشغف موعد لا أُخطِئُه، ولهذا أكتب لأحرّض الناس على التوهج وبلوغ النشوة مع هذا الكائن الذي يمضي وحيداً”.

مصدر الصورة

وحوّل المتحدث عنوان اللقاء “الجماليات ومأزق العالم” إلى “بلاغة القلق”، وسجل أنها “مسيرة طويلة، أثقلتنا فيها الحروب، وخذلتنا المقولات الكبرى والشعارات الرنانة؛ فمن الأغنية إلى تأليف الموسيقى الآلية، إلى جموح الكورال والأوركسترا، واليوم في زمن ‘الما بعد’، آرق بالأسئلة التي يطرحها العصر: أسئلة الهجانة، والأصالة، وهجرة المفاهيم، واستنبات الموروث، وإعادة تموضع الهويات، بحثاً عن أصالة ما في برية الوجدان الإنساني، قبل كل أصالة هي بالضرورة هجينة”.

وأضاف الفنان ذاته: “نعيش اليوم طغيان الكثرة والازدحام. وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي تطحن الذهن؛ لذا على الفن أن يكون شجاعًا في استيعاب هذه الحالة المعقدة، وعلينا أن نخصّب تربة الإبداع خارج سطوة هذا الجرف. الجمال الذي خُيّل لنا أننا فقدناه من عالمنا يقيم هنا، في انتظاراتنا. هذا الكائن الذي يمضي وحيداً يحاول تجاوز ذاته في فوضى الرعب من مواجهة مشهد موته الخاص، ولحظات الصلب الأليمة”.

مصدر الصورة

وعاد آيت الزين بسؤال: “بأي معنى يمكن للموسيقى أن تلامس المستحيل، أمام وحشية الحرب ووحشية السوق والمال التي حولت كل شيء إلى بضاعة؟”، فأورد مارسيل: “عندما أكتب الموسيقى أو تأتيني فكرة ما لا يكون العقل حاضرًا؛ يوجد وحي ما ولا أعرف كيف يأتي”، موردا: “العقل يأتي لاحقا بعد أن تتداعى الفكرة الموسيقية المستحيلة؛ يصبح العقل لاعبًا حين يطورها ويضع التوافقات الصوتية”.

وأشار الموسيقي اللبناني الشهير إلى أنه لا يخاف من الخيال، وزاد أن الذكاء الاصطناعي “لا يمكنه أن يسلب أمكنة ما” من الوجود الإنساني، وتابع: “الأخطاء البشرية جميلة، أحبها لأنها أجمل من الأشياء المنقّحة والمدقّقة. أتمسك بالخطأ لأنه جزء من عملية ترميم؛ والإنسان سيحتفظ بها، أي بهذا الخيال، الذي صار مستحيلاً، لكننا نتمسّك به لأننا لم نعد قادرين عليه”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا