في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
معززةً التزامها من أجل فلاحة مستدامة ومرنة وتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة التغير المناخي، دورةً بعد دورة في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2025، المنعقد بمكناس هذا الأسبوع، مازالت مبادرة “المثمر” دؤوبة في قيادتها “تحولات عميقة” تواكب على المقاس (مشخَّصة) مختلف فئات الفلّاحين المغاربة.
ووفق ما عاينته هسبريس في رواق مجموعة “OCP” نالت مبادرة “المثمر”، التي تَدخل عامها السابع بعد إطلاقها سنة 2018، اهتماماً من طرف المزارعين والباحثين والمستشارين في الشأن الفلاحي، بعدما اختارت استعراض وشرحَ “نجاحات ملموسة”؛ تتقدمها استفادة “أكثر من 40 ألف مُزارع بشكل مباشر، وأكثر من 540 ألف مزارع عبر التطبيقات الرقمية المطوَّرة من طرف كلية الزراعة والعلوم البيئية بالجامعة المحتضِنة للمبادرة (UM6P)”.
وينضاف إلى “المثمر” الذي يصِل بين مختبرات البحث العلمي واحتياجات مهنيي الزراعة ميدانيًا التزامٌ متواصل من “مجموعة OCP” بـ”تبني أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة” (خصوصًا الهدفين 2 و13)؛ معتمدةً بشكل أساس الابتكار والبحث العلمي في مجالات الفلاحة والأسمدة.
نوفل رودياس، مدير مبادرات “المثمر” بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات UM6P بابن جرير، أوضح أن “مشاركة برنامج المثمر في رواق مجموعة OCP جاءت في سياق متضمِّن مكونات أخرى أبرزها جناحٌ خاص بالجامعة وجديدِ أبحاثها وابتكاراتها في مختبرات كلية الزراعة والعلوم البيئية CAES”.
وقال رودياس شارحاً لجريدة هسبريس: “في هذا الرواق بسطْنا الحصيلة وبعض الحلول لزوارنا. وهذه الحصيلة تتمثل في تحاليل التربة، أو في مجال المياه والتجارب التي نقوم بها مع الفلاح لعقلنة استعمال المياه؛ إذ استطعنا مع الفلاحين الذين اعتمدوا مسارا تقنيا معيناً تحقيقَ إنتاج بأكثر عشرين في المائة من مستوى الإنتاج العادي”.
كما يتم بالرواق ذاته عرض حلول “الزراعة الحافظة” التي ناهزت 31 ألف هكتار هذا العام، وفق المسؤول ذاته الذي استحضر “مشاركة ‘المثمر’ مع الوزارة الوصية (الفلاحة) في البرنامج الوطني للزرع المباشر الذي نهدف من خلاله إلى 1 مليون هكتار في أفق 2030”.
“سيام 2025” يشكل، حسب مدير مبادرة “المثمر”، “فرصة لنا ولمهندسينَـا كي نُظهر الحلول الرقمية المعتمدة بعد تشخيص ميداني دقيق”، فضلا عن “الموسوعة الرقمية ‘Agripedia’ التي قرّبت فلّاحِي المملكة من الموارد الإرشادية والفيديوهات التعليمية والبيانات الإحصائية التفاعلية حول الزراعة المغربية”.
المتحدث للجريدة زاد شارحا أن المنصة “تعطي المسارات التقنية لعدة منتجات فلاحية، إذ يمكن لأي مزارع من خلال فيديوهات توضيحية تتبع مسارات عدة زرعات وسلاسل إنتاج مهمة”، وتابع: “هذا إضافة إلى عرضنا المستشار الرقمي ‘أتمار’ بتحديث تطبيق @tmar (إضافة خدمة طلب الأسمدة)، ما يتيح معلومات محينة وآنية دقيقة عن صحة التربة وتطور نموّ المزروعات”.
من جهته بيَّن فيصل السحباوي، المدير العام لشركة “أڭري إيدج AgriEdge” التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن “المشاركة في ملتقى
الفلاحة الدولي بمكناس تأتي لتقديم أحدث حلول التكنولوجيا التي تَستعمل الرقمنة من أجل مساعدة الفلاح لكي يُنتج بطريقة أفضل”.
وأضاف السحباوي، في تصريح لجريدة هسبريس ضمن رواق المجمع الشريف للفوسفاط: “نُقدم خلال دورة هذه السنة حلولا مختلفة تتعلق بالتسميد، وعقلنة التسميد والري باستعمال الرقمنة”، مثيرا أهمية “حساب البصمة الكربونية باستعمال الرقمنة وذكاء الآلة”.
والهدف المحوري، حسب المتحدث، “هو أنْ نساعد الفلاح المغربي لكي يتميّز بمستوى عالٍ من التنافسية والإنتاجية، دون إغفال عنصر الاستدامة في النسيج الإنتاجي”، مردفا: “اليوم نساعد الفلاح لكي يُنتج أحسن بطريقة أفضل، مع تتبّع مستمر للبصمة الكربونية من أجل ضمان اتخاذ القرارات المناسبة لتقليص أثر البصمة الكربونية وفي الوقت نفسه تحسين الإنتاج”.
وبلغة الأرقام سجل مدير “AgriEdge” أن “الأخيرة عامل مساهم في نقص البصمة الكربونية بطريقة غير مباشرة”، ضاربا المثال بـ”حلول رقمية محيّنة بإصدارات مواكِبة لتقليل الطاقة المستعملة في الري بالضيعات الفلاحية، ما يعني أنها تقلل من أثر البصمة الكربونية”.
“أما الحل الثاني فيساعد الفلاح على تقليص استعمال
الآزوت بـ 20 في المائة؛ الذي يعد معروفا أنه من بين المواد المستعملة في الفلاحة التي تفضي إلى غازات تتسبب في الاحتباس الحراري (…) وإذا نجحنا من نقص الآزوت في الفلاحة فهذا يعني قدرتنا على تخفيض البصمة الكربونية لكل مزارع”، يورد المصرح ذاته.
وفي ظل تحديات عالمية ضاغطة موسومة بندرة المياه برزت مجموعة OCP بوصفها الفاعل الرائد في صناعة الفوسفاط والأسمدة، كقوة دافعة نحو فلاحة مستدامة ومرنة، محليا ودوليًا، في ما جسدته ضِمن مشاركتها الإستراتيجية في الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM 2025)، مقدمةً بذلك “مقاربة شمولية ترتكز على الابتكار والبحث العلمي، وتستهدف الإنسان والتربة والماء والكربون” (حماية صحة التربة، ترشيد استخدام المياه، حجز الكربون، دعم نساء ورجال القطاع الفلاحي).