آخر الأخبار

الجزائر تعلق باحتشام على تأكيد أمريكا دعم الوحدة الترابية المغربية

شارك

بعدما أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء وتجديد دعمها الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة، جاء رد محتشم من قصر المرادية، اليوم الأربعاء، بعيدًا عن استدعاء السفير الجزائري من واشنطن؛ كما جرت العادة حينما يتعلق الأمر بباريس أو مدريد أو أيٍّ من العواصم الكثيرة الداعمة لعدالة قضية الصحراء المغربية، وكأن مخزون الغضب العسكري قد انتهى، أو أن للبيت الأبيض هيبة لا تسري على الإليزيه ولا على قصر “لا مونكلوا”.

الجزائر، التي ما فتئت تتصدر نشرات الأخبار عبر سيل من البلاغات الاستنكارية المعتمِدة على لغة الوعيد، غالبًا ما تتقمص دور “الضحية الثائرة” في وجه أي دولة تتجرأ على دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية أو تعلن ولو تلميحًا مساندتها المغرب؛ وقفت اليوم أمام واشنطن، من خلال بلاغ صادر عن وزارة خارجيتها، تعلن “أخذ العلم بتأكيدات موقف الولايات المتحدة التي تعتبر مخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كحلٍّ أوحد”.

ونظام العسكر الجزائري، الذي اعتاد التشنج و”النرفزة” في تعاطيه مع مواقف مماثلة، لم يتردد يومًا في استدعاء سفرائه وإطلاق “صرخات استقوائية”، لكن الموقف الأمريكي جعل خارجية الجزائر تكتفي، ضمن بلاغها، بالقول إنها “تأسف لتأكيد هذا الموقف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الدولي”.

ولعل النظام الجزائري، الذي يعتمد الازدواجية في سياساته الخارجية، بات اليوم يواجه عزلة دبلوماسية غير مسبوقة، بعدما وجد نفسه محاصرًا في محيطه الإقليمي، فحتى دول الساحل الإفريقي لم تكتفِ بسحب اعترافها بالجمهورية الوهمية القابعة على التراب الجزائري، بل أغلقت مجالها الجوي في وجه الطائرات القادمة من هذه الوجهة المغاربية، في وقت تتوالى الأزمات مع فرنسا، ويعيش معها الوضع الداخلي على إيقاع التذمر الشعبي.

والمفارقة أن العزلة تُتوج باستقبال الجزائر وزير الخارجية الإيراني، بالتزامن مع زيارة وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة إلى واشنطن، ولقائه كبار مسؤولي البيت الأبيض، في مشهد دالٍّ على الفرق الشاسع بين من ينسج الشراكات الإستراتيجية، ومن يبحث عن متنفس يوهم بالابتعاد عن العزلة.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا