بسطت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة طرق تأطير وتتبع مختلف محطات وإجراءات تقييم التعلمات والمهارات، بما فيها المراقبة المستمرة والامتحانات المحلية والجهوية، بإعداديات الريادة برسم الموسم الدراسي الحالي، مشيرة إلى أنها تشمل تقييما خاص بالكفايات والمهارات النفسية الاجتماعية لكل متعلم بهذه الإعداديات، ومؤكدة أن الأخيرة تقدم المضامين البيداغوجية نفسها للثانويات الإعدادية الأخرى، رغم اختلاف منهجية التقييم.
ولفتت المذكرة “في شأن تأطير وتتبع إجراءات التقييم بإعداديات الريادة برسم السنة الدراسية 2024-2025″، الموقّعة من طرف الحسين قضاض، الكاتب العام بالنيابة للوزارة، والموّجهة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والمديرين الإقليميين للتعليم، إلى أن “نظام التقييم بإعداديات الريادة يتوخى الدقة والتفصيل”.
وشرحت المذكرة، التي طالعتها هسبريس، أن هذا النظام “لا يقتصر على مجرد تقديم النقط العددية التي تمنح للمتعلمات والمتعلمين في كل مادة دراسية على مدار السنة الدراسية”، بل “يستند أيضا إلى مستوى أكثر تفصيلا ودقة في رصد مدى تحقيق المتعلمين مختلف أهداف التعلم المحددة لكل مادة دراسية معينة بالتدريس الصريح، من خلال نظام تقييم وتتبع مزدوج الأبعاد”.
أول هذه الأبعاد، كما لفتت الوزارة، “نوعي يتمثل في تقييم مستويات التحكم”، حيث “يتم تحديد أهداف التعلم بالنسبة لكل مستوى دراسي ولكل مادة دراسية ضمن دفتر التعلمات، ويعطى لكل هدف تعليمي رمز معيّن”.
وأفادت المذكرة في هذا الجانب بأنه “توجد ثلاثة مستويات للتحكم في أهداف التعلم: متحكم، في طور التحكم، وغير متحكم”، كاشفة أنه “تم تحديد مستوى تحكم كل متعلم في كل هدف تعلمي على مدار السنة الدراسية عبر خمس محطات تقييمية”.
في المقابل، يُعد البعد الثاني عدديا، ويتجسد في النقطة العددية؛ إذ “تمنح نقطة عددية من أصل (20)، تُعتمد في حساب المعدل العام لكل دورة، استناداً إلى نقط المراقبة المستمرة والأنشطة المندمجة لكل مادة دراسية، بالإضافة إلى الامتحانات الموحدة، الامتحان المحلي والامتحان الجهوي بالنسبة للسنة الثالثة إعدادي”.
وفي هذا الصدد فإن نظام تقييم نماء الكفايات والمهارات العرضانية لتلاميذ إعداديات الريادة مزدوج الأبعاد كذلك، إذ يضم بعدا نوعيا يتمثل في “تحديد أهداف التحكم في تنمية الكفايات والمهارات العرضانية في دفتر التعلمات”، وفق الوزارة، مردفة بأنه “يعطى لكل مهارة رمز معين”.
وأكد المصدر نفسه أن مستوى نماء الكفايات والمهارات العرضانية لدى كل تلميذ، بما فيها الكفايات الخاصة بالمجال الموازي الذي يشارك فيه على مدار السنة الدراسية، يتم تحديده وفق وفق ثلاث محطات تقييمية.
أما بشأن البعد الثاني، أي العددي، فوضّحت المذكرة نفسها أنه “سيتم إعطاء نقطة عددية تتراوح ما بين 0 و1 نقطة، تضاف بشكل مباشر للمعدل العام للمراقبة المستمرة، يتم احتسابها مباشرة على منظومة مسار بناء على مستويات التحكم”.
أكدّت الوزارة في هذا الصدد أنه “رغم الاختلاف بين إعداديات الريادة والثانويات الإعدادية الأخرى من حيث منهجية التقييم والجدولة الزمنية للمواد المعنية بالتدريس الصريح فهي تقدم المضامين البيداغوجية نفسها”، مفيدة بأنها “تتوخى تحقيق ملامح تخرج المتعلمات والمتعلمين نفسها المتوخاة عند نهاية السلك الإعدادي”.
وورد ضمن الإطار المرجعي للتقييم، الذي وجّهت وزارة التربية باعتماده، أن “للتقييم التربوي، أي المرتبط بالتعلمات الخاصة بالمواد الدراسية المعنية بالتدريس الصريح، بعدان: البعد الأول تكويني، يتحقق خلال الممارسة الفردية للمتعلم داخل القسم؛ إذ يستطيع (..) تتبع مدى تحكمه في الأهداف التعلمية المسطرة عبر التغذية الراجعة الفورية التي يتلقاها من طرف الأستاذ(ة) في فترة الممارسة الموجهة أو الممارسة المستقلة خلال حصة دراسية عادية، أو خلال الحصص المخصصة للمراجعة وتثبيت التعلمات”.
أما البعد الثاني فهو إجمالي مرحلي، “يتحقق من خلال التقييمات التي يتم إجراؤها في إطار المراقبة المستمرة (كالفروض المحروسة والأنشطة المندمجة)، التي تمنح عنها نقطة عددية بالإضافة إلى تقييم مدى تحكم المتعلمات والمتعلمين في كل هدف تعلمي”، وفق المصدر ذاته.
كشفت وزارة التربية أن عمليات التتبع تهم إجراء “تقييم خاص بالكفايات والمهارات النفسية الاجتماعية والعرضانية لكل متعلم(ة)؛ عبر استفادة التلميذات والتلاميذ من الأنشطة الموازية المبرمجة سنويا بإعداديات الريادة”؛ وذلك “بالإضافة إلى تقييم مدى التحكم في الأهداف التعلمية الخاصة بكل مادة دراسية”.
وأكدت المذكرة أن السنة الدراسية بإعداديات الريادة “تضم خمس فترات تقييمية، ويتم تقييم المتعلمات والمتعلمين مرة على الأقل في كل فترة، في جميع المواد المعنية بالتدريس الصريح”، مشيرة إلى أن “تقييمات المراقبة المستمرة تستهدف عدداً محدداً من الأهداف التعلمية، المتضمنة في دفتر التعلمات الخاص بكل فترة تقييمية”.
وفصّلت الوثيقة الرسمية عينها بأنه “يمكن تعبئة دفتر التعلمات الورقي، إما من قبل الأساتذة مُباشرة أو من قبل المتعلمات والمتعلمين في ثنائيات؛ بوضع التقدير المناسب أمام كل هدف تعلمي تحت إشراف الأستاذ وبتوجيه منه”.
وفي هذا الصدد يمكن لإدارة المؤسسة أن “تحتفظ بدفاتر التعلمات الخاصة بكل المتعلمات والمتعلمين، وتستخدمها في التواصل مع أولياء الأمور خلال زياراتهم إلى المؤسسة”، وفق المصدر نفسه، الذي أكد أن إدارة الأخيرة “تسلم دفاتر التعلمات للأساتذة، ليقوموا بتعبئتها مع المتعلمات والمتعلمين عقب كل فترة تقييمية، وتقوم باسترجاعها فور انتهاء العملية”.
وتابعت الوثيقة نفسها بأنه “عند نهاية السنة الدراسية يمكن للمتعلمات والمتعلمين تسلم دفاتر التعلمات الخاصة بهم”.