آخر الأخبار

الالتحاق المبكر بالمدرسة الابتدائية يوزع مواقف الفاعلين التربويين في المغرب

شارك

تزامناً مع إعلان وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن تخصيص شهر أبريل الجاري لانطلاق عملية تسجيل الأطفال المستوفين سن التمدرس للموسم الدراسي 2025-2026 يعود إلى الواجهة النقاش حول مدى ملاءمة التحاق الأطفال بحجرات الدراسة في سن الخامسة والنصف.

وتتباين مواقف الخبراء التربويين، والجمعيات المهتمة بالطفولة، وكذا جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، بشأن التسجيل المبكر، بين من يؤكد على إيجابياته في دعم النمو المعرفي والاجتماعي للأطفال، ومن ينبه إلى مخاطره المحتملة على التوازن النفسي والاستعداد الفعلي للتعلم.

فرصة للاكتساب

إسماعيل العشيري، رئيس جمعة “طفلي”، قال: “كلما تلقى الطفل تعليماً مبكراً ازدادت فرصه في اكتساب المهارات الضرورية للنجاح على المستويات الاجتماعية والأكاديمية والمهنية”، مشدداً على أن “توفر تعليم وتكوين جيد في سن مبكرة يُحدث فرقاً واضحاً بين الطفل الذي بدأ تعليمه مبكراً وآخر التحق بالمدرسة في وقت متأخر”.

وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن “هذه النقطة تفتح الباب للحديث عن المدرسة باعتبارها الفضاء الذي سيتلقى فيه الطفل قدراً كبيراً من المعارف والتكوين، ما يفرض التطرق أولاً إلى مسألة المناخ والمكان الملائمين لضمان تعليم جيد قبل الدخول في نقاش مسألة خفض سن التمدرس”.

وأكّد العشيري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مسألة خفض السن قد تكون إيجابية بالنسبة للأطفال في الحواضر والمدن الكبرى، لكنها قد تكون سلبية بالنسبة لأقرانهم في القرى والمناطق الريفية، حيث الفوارق كبيرة على مستوى بنية الاستقبال وظروف العيش اليومية”.

إيجابيات وسلبيات

جبير مجاهد، أستاذ باحث في الشأن التربوي، قال إن “التسجيل في المستوى الأول في سن مبكرة موضوع يحمل إيجابيات وسلبيات، وهو ما يتطلب نقاشا تربويا معمقا حول مصلحة الطفل في هذه المرحلة الحساسة من عمره”.

وأشار مجاهد، في تصريح لهسبريس، إلى أن “من بين الجوانب الإيجابية أن التسجيل المبكر يساهم في تنمية المهارات المعرفية والقدرات الاجتماعية، كما يمكن أن يساعد الأطفال على تطوير قدراتهم في وقت أسرع والانخراط في البيئة التعليمية بشكل مبكر”.

وأكد الأستاذ الباحث في الشأن التربوي أن “هذا الانخراط المبكر يمكن أن يحفز الطفل على الاستقلالية والاعتماد على الذات، ما يسهم في تعزيز شخصيته وقدرته على التفاعل مع المواقف الجديدة داخل وخارج الفصل الدراسي”.

وختم جبير مجاهد توضيحاته بالإشارة إلى أن “التسجيل المبكر قد يشكل ضغطا نفسيا على المتعلم، خصوصا إذا لم يكن مستعدا جسديا أو نفسيا، كما قد يحرمه من اللعب، الذي يعد عنصرا أساسيا في التعلم والتطور، وهو ما يفرض ضرورة التوازن بين التعليم والحق في اللعب”.

استثمار مبكّر

المصطفى صائن، رئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، قال إن “تسجيل الأطفال في هذا السن ينسجم مع ما توصلت إليه الدراسات العلمية بخصوص أهمية التمدرس المبكر، إذ تكون الترابطات العصبية في دماغ الطفل أكثر كثافة وقدرة على استيعاب واكتساب التعلمات والمهارات السلوكية واللغوية”، مضيفاً أن “علماء الاقتصاد يؤكدون أن عائد الاستثمار في التعليم يكون أعلى بكثير في السنوات الأولى من عمر الطفل، خصوصاً قبل سن الخامسة، مقارنة مع الاستثمار في مراحل متقدمة”.

وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “اعتماد سن الخامسة كمرحلة لولوج السنة الأولى ابتدائي من شأنه أن يساهم في تقليص الهوة التربوية بين أطفال الأسر الميسورة وأقرانهم من الأسر الفقيرة، التي لا تتوفر في الغالب على بيئة منزلية محفزة للتعلم، ما يعزز مبدأ تكافؤ الفرص”، مؤكّدا أن “نسبة كبيرة من الأطفال المغاربة، للأسف، لا يستفيدون من التعليم الأولي”.

وأشار صائن إلى أن “هذا الإجراء سيسمح بتوجيه الفئة العمرية ما بين ثلاث وخمس سنوات إلى التعليم الأولي، انسجاماً مع المعدلات المعتمدة عالمياً، مع ضرورة مراجعة شاملة لمناهج وبرامج هذا المستوى التعليمي حتى تتلاءم مع الخصوصيات النمائية للأطفال في هذه المرحلة”، مُعتبرا أن “هذا التوجه يُعدّ بديلاً عملياً عن إدماج التعليم الأولي في سلك الابتدائي، الذي يتطلب استثمارات ضخمة وزيادة في الموارد البشرية والبنيات التحتية”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا