من أجل إحياء نصف قرن منذ “انطلاق المسيرة الخضراء”، وعودة الأقاليم الجنوبية إلى أرض الوطن بعد الاحتلالَين الفرنسي والإسباني اللذَين قسما خارطة البلاد، اقترح محمد الصديق معنينو مبادرات مدنية ورسمية تليق بمستوى الحدث التاريخي، الذي سيوافق اليوم السادس من شهر نونبر.
الصحافي محمد الصديق معنينو، الذي أدار التلفزة المغربية ووزارة الاتصال وشارك إعلاميا في المسيرة الخضراء، اقترح، وفق ما توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، “إعادة رمزية للمسيرة الخضراء” عبر “تنظيم مسيرة رمزية في عدد من المدن المغربية، باعتبارها اللحظة التاريخية الحاسمة في استعادة الصحراء”.
وأوضح معنينو أن “يشارك في هذه المسيرات المواطنون والمواطنات والشباب، والمتطوعون في المسيرة وعائلاتهم”، مردفا: “سيكون من المفيد أن يتم ذلك مشيا مثلا نحو مدينة العيون، وسيكون لهذه التظاهرات الصدى الجيد لذلك الالتزام البشري الذي طبع تاريخ المغرب”.
ومن الأنشطة التي اقترحها معنينو “حفل تخليد رسمي وتنويه بالمتطوعين؛ يحتفي بالأحياء ممن شاركوا في المسيرة أو أطروها من المدنيين والعسكريين والأمنيين”، مضيفا: “يمكن كذلك تقديم تحية وطنية إلى المتطوعين ولمتطوعات الذين أعادوا للوطن وحدته وكرامته… وقد تكون مناسبة لإحداث وسام خاص، بمرور نصف قرن، يقدم للأحياء من المشاركين في المسيرة الخضراء”.
ولتعريف “الأجيال الحالية بتلك المرحلة التأسيسية”، اقترح محمد الصديق معنينو “معرضا متنقلا حول المسيرة الخضراء، من مدينة إلى أخرى، يتضمن معروضات وصورا من الأرشيف، مع الاعتماد على الوسائل التقنية الحديثة لتجسيم المسيرة”، سيكون له “وقعٌ على الأجيال الحالية، لمعرفة أهمية ذلك المجهود السلمي الذي صحح خريطة المغرب”.
ومما ينبغي يمكن أن يواكب هذا الموعد الخمسيني “إنتاج شريط، وخاصة أشرطة وثائقية، من جودة عالية؛ اعتمادا على شهادات وأرشيف، وإخراجٍ فني وفي للأحداث؛ لأن مثل هذا الإنتاج سيساهم في الحفاظ على الذاكرة الجماعية، وسيمزجه في الإرث الثقافي والشعبي، ويكون أداة فنية للتعريف بالمسيرة خارج الحدود”.
وعبر “وسائل التواصل السمعي البصري” يدعو المسؤول الإعلامي السابق إلى إعداد “مهرجان للصوت والصورة، يحكي مراحل المسيرة عبر بث الصور على شاشات ضخمة، يتضمن موسيقى وصورا وشهادات، اعتمادا على التقنيات الحديثة؛ مما سيجعل المتابعين يشعرون بما شعر به المتطوعون، وينوهون بالتالي بتضحيات آبائهم وأمهاتهم”.
محمد الصديق معنينو قدم أيضا مقترحا يتوجه إلى الجمهور المغربي وغير المغربي؛ عبر “لقاء دولي حول السلام والدبلوماسية” يخلد “روح المسيرة، كوسيلة سلمية للمطالبة باسترجاع الصحراء” ويمكن في هذا الإطار “تنظيم ندوة دولية حول الدبلوماسية والسلام… يمكن إعداده بدعوة الباحثين والدبلوماسيين والجامعيين وقادة الرأي، للحوار من أجل إعطاء أبعاد جديدة للمسيرة كأسلوب حضاري لإيجاد الحلول السلمية للأزمات الدولية”.
هذه الأنشطة المنظمة، كما اقترح معنينو، ينبغي أن تواكب الاحتفاءات “الشعبية، بمشاركة السلطات والمنتخبين والجمعيات والإعلام، بنشر الأجواق والعروض الفلكلورية والشهب الاصطناعية، مما يضمن طابع البهجة والالتزام؛ لتخليد هذه الذكرى تعزيزا للشعور بالوحدة الوطنية”، مع استحضار أن الباب مفتوح “لجميع المغاربة لاستثمار هذه المناسبة (…) لأن الاحتفال طريقة لإنعاش الشعور الوطني، وخلق أجواء لإيقاظ الهمم والتذكير بأجمل لحظات التعبئة، من أجل الوحدة؛ مما يضفي الاستمرار، والتوهج والإيمان، والاستعداد للتضحية من أجل الوطن”.