صدرت، حديثا، للكاتب المغربي محمد رابحي مسرحية موسومة بعنوان “ثلاث مقامات” موجهة إلى الناشئة وعموم المهتمين بالثقافة والإبداع.
ونقرأ على ظهر الغلاف: “غايتي الأولى من توليف هذا النص المسرحي الاحتفاء بالعربية، جلالها وجمالها في قالب فني لائق وأسلوب أدبي رائق يعبر إلى حد ما عن شأنها وشأوها في أبعادها المعجمية والصوتية الإيقاعية والبلاغية والصرفية والنحوية، ويحبب لغة الوحي والإعجاز إلى قلوب الناشئة، ويصير النص في كليته وثيقة تتناولها أيدي القراء، فتمعن أعينهم النظر في تفاصيله ودقائقه، وتنقل المقروء إلى عقول تفحص وتمحص ما علقها من معان وصور ودلالات فائقة وتوليفات رائقة محكمة النظم، بديعة التنسيق خدمة للغة الجليلة الجميلة.
وأضاف رابحي: “أما غايتي الثانية فإخراج المقامة – وهي ذلك الجنس النثري الذي يصبو إلى الشعر – من حال الغياب والسكون والصمت المطبق بين ثنايا الكتب إلى حال الظهور والحضور لتلعب دورها الذي طالما لعبته بالمجالس والمنتديات في تهذيب العقول وتأديب النفوس والارتقاء بالذوق الفني والإمتاع والإقناع، فضلا عن التربية والتعليم والتثقيف ولتمكن هذا الفن في نفسي وعلوقه بفكري، فقد أسهمت فيه بسهمي فلعلي أصبت الرمية بنظم “المقامة الهزلية””.
وشدد المؤلف على “أن غايتي الثالثة والأخيرة من هذا العمل اليسير الهادف أن أفتح شهية الناشئة لتعود إلى المنابع الثرة العذبة الصافية فتستقي والغلال الوافرة الوافية؛ فتجني من جنان الآداب التي أنشأها الأسلاف، فأحسنوا إنشاءها وغرسوا ونموا بها من كل الفنون وعنوا بها أيما عناية، ثم مضوا وخلفوا للخلف بعدهم كل الغلات والموارد، لينهلوا ويغذوا منها ما شاؤوا، كما شاؤوا”.