آخر الأخبار

سفير مصر: القاهرة تدعم الوحدة الترابية للمغرب .. وفرص كبيرة بين البلدين

شارك

تشهد العلاقات بين مصر والمغرب تطورا ملحوظا على مختلف الأصعدة، مدعومة بروابط تاريخية وسياسية وثيقة تجمع البلدين. وفي هذا السياق، أكد أحمد نهاد عبد اللطيف، سفير مصر المعتمد لدى المملكة المغربية، خلال حفل إفطار نظمه بإقامته أمس الخميس، مواقف بلاده الثابتة تجاه القضايا الإقليمية، لا سيما قضية الصحراء المغربية، كما استعرض آفاق التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.

وأكد أحمد نهاد عبد اللطيف، في جواب على سؤال لهسبريس حول موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية، على “موقف مصر الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية والتزامها بالحل الأممي لقضية الصحراء وتأييدها لما جاء بقرارات مجلس الأمن من حيث الترحيب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدماً نحو التسوية السياسية”.

وذكّر السفير بأن وزير بلاده أكد حينها “على دعم مصر لجهود المغرب الجادة والصادقة في هذه القضية”، متابعا: “كما أن مصر تدرك دائما الشواغل المغربية وأهمية الحفاظ على أمنها القومي، مما يعكس عمق العلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين في هذا الإطار”.

العلاقات التجارية والاقتصادية

على صعيد آخر، تحدث السفير عن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، قائلا إن القاهرة والرباط تحرصان على إزالة أي عقبات تعترض التجارة بين البلدين، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ نظام “المسار السريع” لتسهيل نفاذ الصادرات المغربية إلى السوق المصرية دون معوقات. كما سيتم عقد منتدى أعمال في الرباط يجمع رجال الأعمال من البلدين، استعدادا لزيارة كاتب الدولة المغربي إلى مصر في أبريل المقبل برفقة وفد من رجال الأعمال المغاربة لتعزيز التعاون الاقتصادي وتحديد القطاعات ذات الأولوية في التبادل التجاري.

وأوضح السفير أن مصر ترى فرصا كبيرة ليس فقط في الميزان التجاري، بل أيضا في تحقيق تكامل اقتصادي بين البلدين، خاصة في مجالات التصنيع والاستثمارات. ولفت إلى أن المغرب شهد استثمارات مصرية بارزة، منها مشروع سياحي ضخم بقيمة 400 مليون دولار بمدينة الصويرة، بالإضافة إلى اهتمام متزايد بالاستثمار في الطاقة والشركات الناشئة.

كما شدد أحمد نهاد عبد اللطيف على أن مصر تسعى للاستفادة من فرص النمو والمشاريع الكبرى في المغرب، خصوصا في ظل الاستعداد لتنظيم كأس العالم، حيث أجرى لقاءات مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الوزير المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، لمناقشة إمكانية مساهمة الشركات المصرية في مشاريع البنية التحتية وقطاع النقل. وأكد أن مصر، التي شهدت طفرة كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، مستعدة لنقل خبراتها إلى المغرب.

وأضاف أن الوزير لقجع رحب بهذا التعاون، مقترحا إرسال بعثة من الشركات المصرية للاطلاع على الفرص المتاحة. وأشاد السفير بالتطور الكبير الذي شهده المغرب في البنية التحتية، مستشهدا بمشروع القطار فائق السرعة “البُراق”، الذي اختصر المسافة بين الرباط وطنجة بشكل كبير، معتبرا أنه إنجاز يُحسب للمغرب.

الوضع في غزة

وعلى الصعيد السياسي، تطرق السفير المصري إلى تطورات الوضع في غزة، واصفا الأزمة بالمعقدة والصعبة، خاصة في ظل عودة الجيش الإسرائيلي إلى القطاع. وأكد أن مصر تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، مشيرا إلى انعقاد قمة عربية استثنائية في مصر، تم خلالها اعتماد خطة مفصلة لإعادة إعمار غزة، تتضمن مراحل واضحة وتفاصيل فنية وتمويلية دقيقة.

وأكد السفير أهمية الدعم العربي لهذه الخطة، مع الإشادة بالدور الذي يقوم به المغرب بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية. كما شدد على أن الخطة تهدف إلى ضمان عدم تهجير الفلسطينيين والحفاظ على حقوقهم المشروعة.

وأشار إلى أن مصر تأثرت اقتصاديا بشكل كبير جراء الأزمة، حيث تخسر نحو 800 مليون دولار شهريا من عائدات قناة السويس بسبب تراجع حركة الملاحة. وأوضح أن القاهرة تبذل كل الجهود الدبلوماسية للضغط من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات وتحقيق انفراج في الوضع الراهن.

تعزيز التعاون الثقافي بين مصر والمغرب

وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي، أكد السفير أن العلاقات المصرية-المغربية تتميز بعمق تاريخي، مع وجود فرص كبيرة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية في البلدين. وأشار إلى أنه التقى بوزير الثقافة المغربي، الذي أبدى ترحيبه بتوسيع مجالات التعاون، خصوصا في التراث والمتاحف. كما أعلن عن مشاركة وفد مغربي رفيع المستوى في افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليوز، الذي يُعد أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم.

وأوضح أن التعاون الثقافي بين مصر والمغرب قائم بالفعل، لكنه لا يزال يفتقر إلى التنظيم المؤسسي، مؤكدا الحاجة إلى وضع إطار تنظيمي واضح يعزز هذا التعاون. كما أشار إلى عقد لقاءات مع الدكتور مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف في المغرب، لبحث إمكانية توقيع اتفاقيات تعاون بين المؤسسات المصرية والمغربية المعنية بإدارة المتاحف وحماية التراث.

واختتم أحمد نهاد عبد اللطيف تصريحاته بالتأكيد أن تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين مصر والمغرب يشكل أولوية، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التنسيق والمبادرات التي تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا