آخر الأخبار

"إفطار رمضاني" في العاصمة الرباط يُنوه بتوازن النموذج الحضاري المغربي

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في مشهد يعكس تعايش القيم والحوار المشترك جمع “إفطار رمضاني” بنكهة التعايش والسلام وحوار الأديان والثقافات، مساء أمس الإثنين بالرباط، شخصيات مغربية متنوعة من عوالم الدين والسياسة والدبلوماسية، فضلا عن شخصيات أكاديمية، وممثلين عن المجتمع المدني، لمناقشة موضوع التعايش المبني على الاعتراف المتبادل واحترام التنوع.

وتجدد طقس رمضاني دأبت على تنظيمه جمعية “Moroccan Millennium Leaders” (الجمعية المغربية لقادة الألفية) مرةً كل سنة، بشراكة مع مكتب المؤسسة الألمانية كونراد أديناور (Konrad Adenauer Stiftung) بالمغرب، ضمن نسخة رابعة من “Leaders Ftour Talk”، لامّاً شمْل شخصيات دينية تمثل الأديان السماوية الثلاثة، بمشاركة المستشار الملكي أندري أزولاي، إضافة إلى حضور شخصيات سياسية وحكومية وأخرى دبلوماسية.

مصدر الصورة

نموذج حضاري متوازن

منظمو الحفل، الذي تخلله رفع أذان صلاة المغرب وقراءاتٌ قرآنية، مع وَصلات طرب أندلسي مغربي، أكدوا أنه “بفضل هويته متعددة الثقافات وتاريخه الغني استطاع المغرب أن يجمع بين الأصالة والحداثة، ليقدّم نموذجاً حضاريًا متوازنا في مواجهة تحديات العصر”؛ وهو ما توقفت عنده مداخلات عديدة أعقبَت حفل الإفطار ذاته، كما عكسَه شعار الدورة “المغرب ملتقى الحضارات وبوصلة الحوار الثقافي”.

وخلال كلمة اختُتمت بها الفعالية الرمضانية ذاتها اختار أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، أن يشدد على أهمية الاحتفاء السنوي خلال حدث رمضاني بامتياز، بـ”غلَبة وانتصار قيم التعايش المشترك التي عدّها من الركائز الأساسية للمملكة المغربية واستمرار إشعاعها”، واصفاً المملكة بأنها “أرض الأنوار والتعايش؛ تاريخاً وحاضراً ومستقبلا”.

مصدر الصورة

وقال أزولاي، مثمّناً كلمات شخصيات دينية تناوبت على المنصة، أبرزها حاخام الجالية اليهودية في المغرب، راف ليفي بانون، إن ما يجعل المملكة أرض الأنوار، حقاً، هو كونها “نموذجًا يُحتذى به في البحث عن التوازن” في عالم متغير باستمرار ومتعدد الصراعات، لافتا إلى أن “المغرب كان ومازال بارزاً كنقطة التقاء بين الحضارات ومنارة للحوار الثقافي”.

وبعث المستشار الملكي بـ”رسالة” إلى “شباب الألفية” الصاعد أو من يعرفون بـ”الجيل Z”، محفزاً إيّاهم على ضرورة إكمال مسيرة العمل من أجل التعايش والوجود المشترك وإشاعة ثقافة السلام والأنوار في وقتٍ مازال البعض “مصراً على جعل الظلام طاغياً”، بتعبيره.

مصدر الصورة

“نداء استيقاظ مغربي”

في سياق متصل صرّح أندري أزولاي بأنه “خلال هذا الشهر الفضيل كان من دواعي سرورنا أن نلتقي ونتبادل الأفكار ونتشارك ونُرسخ، مرة أخرى، أن المغرب يستطيع أن يَفعل ما نسيه الآخرون أو لم يعد بإمكانهم أن يفعلوه”.

وأضاف المستشار الملكي، ضمن تصريح إعلامي أدلى به على هامش المناسبة: “إنّها إشارة إلى أن نداء الاستيقاظ مغربيٌ، وهو يتعلق بفنّ الوجود معاً، وفن المشاركة، وفن التواصل، وفن إعادة النظر في روحانياتنا جميعا لنجد أنفسنا بشكل أفضل، ولنستعدّ لمستقبل مغربي سيظل تجسيدًا لما يمكن أن يقترحه المغرب في أرض الإسلام، وما يمكن أن يحققه، وما يمكن أن يرسله إلى بقية العالم بإجماع واسع”.

مصدر الصورة

أصالة وانفتاح

من جهته قال مروان الحجاجي الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية لقادة الألفية (“Moroccan Millennium Leaders”)، المنظمة للحدث، إن “اليوم شاهدٌ على سعادتنا بتنظيم النسخة الرابعة من حدثِنا ‘فطور ليدرْز تولك’؛ إذ نَحتفي بمغرب التعايش ومغرب حوار الأديان والثقافات”، مسجلا أن “المغرب صار بوصلة في عالم اليوم الذي يعيش على وقع الانكماش، وأزمة قِيَم”.

وأورد الحجاجي الإدريسي، ضمن تصريح لهسبريس: “المغرب يقول للعالم إن التسامح والتعايش ممكنان، وإن الانفتاح مع الحفاظ على الأصالة ليْسَا عنصريْن يعبّران عن التناقض؛ بل يتكامَلان… وكلّ هذا ما يجعلنا، اليوم، نرى قيم ‘تَمغربيت’ والحضارة المغربية تتغذى على ذلك. ونحن هنا لنؤكد على كل مَن أراد أن يتذوّق قيم ‘تمغربيت’ الأصيلة أن ما عليه سوى القدوم للمملكة”. مصدر الصورة

بدوره أبرز الممثل المُقيم لمؤسسة “كونراد أديناور” بالمغرب، ستيفن هوفنر، أهمية الحدث قائلا: “إنها فرصة جيدة لمناقشة القيم المغربية ونموذج التعايش في المغرب، الفريد من نوعه، الذي يقوم على قيم التسامح والاحترام وإشاعة السلام ونبذ الصراعات”.

“بالنسبة لنا هذه الليلة هي فرصة لنناقش مع شركائنا، ومع شبكتنا، وأيضًا مع السفراء وحتى الشباب، الوضع في المغرب الذي يعتبر مُلهمًا للعالم أجمع”، يورد هوفنر متحدثا لجريدة هسبريس، مضيفا: “ما الذي يمكننا فعله لإيصال هذا النور من المغرب إلى العالم أجمع؟ هذا أحد الأسئلة المطروحة علينا هذا المساء. في وقتٍ عصيب للغاية يتسم بالصراعات والتحديات، من المهم أن نتحدث مع بعضنا البعض، وأن نتحدث من وجهات نظر مختلفة وكوننا نناقش تجارب مختلفة معًا ونجد قيمة مشتركة”.

يشار إلى أن حفل الإفطار ذاته عرف توالي كلمات مشاركين وحاضرين متعددي التجارب والمشارب؛ كان من أبرزهم آسية بنصالح العلوي، السفيرة المتجولة للمملكة المغربية، كما تخللته رفع دعوات بالعبرية من حاخام الطائفة اليهودية، ليفي بانون، لأفراد الأسرة الملكية والمغرب، بدوام السلامة والحفظ والاستقرار؛ فيما دعا الإمام المغربي مروان رسين الحاضرين في كلمة، أعقبت تلاوته آيات بيّنات من الذكر الحكيم، إلى تجسيد روح ومنطوق الآية القرآنية الشهيرة: “وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا، إنّ أكرَمَكم عند الله أتْقاكم”، مؤكدا أن “الإسلام دين المحبة والتعايش مع أتباع الديانات والشرائع السماوية بمبادئه السمحة”.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا