كانت للكتابة السينمائية ولمبدعيها كلمة في مؤتمر باريس الأخير حول الذكاء الاصطناعي، وقد عُقد مؤتمر الذكاء الاصطناعي بباريس خلال شهر فبراير الجاري 2025 بحضور أكثر من ستين دولة ومنها الصين القوية أكثر فأكثر في هذا الميدان. ناقش المشاركون التطورات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على مختلف القطاعات. ومن ضمن المواضيع التي ركز المؤتمر عليها، استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما. تم تسليط الضوء على هذا الموضوع من خلال مداخلات متعددة همت اسا كتابة السيناريو التلقائية، وهو أساس صناعة الفيلم، وتوليد الصور والفيديوهات الواقعية، وتحسين المؤثرات البصرية. كما ناقش الحضور التحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإبداع الفني عموما، ودور القوانين في الحفاظ على حقوق المؤلف وعلى الهويات الإبداعية في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة للذكاء الاصطناعي. هذه المقالة مساهمة في التفكير في انتظار صدور كتابنا في الموضوع.
برز الذكاء الاصطناعي (AI) في عالم التكنولوجيات المتسارع، كأداة تعيد تشكيل العديد من عوالم الصناعات بكل أشكالها وأنواعها، بما في ذلك عالم كتابة السيناريو. فبينما يغري الذكاء الاصطناعي بتقديم فوائد عديدة لكتابة السيناريو وعلى رأسها اقتصاد الوقت وتسهيل البحث وتجميع أفكار أولية ووضعٍ سريع لأرضية الانطلاق في التخييل والاقتباس والصيغ الدرامية، وهو ما يمكن اختصاره في إمكانيات تحقيق ربح الوقت وتسهيل الإبداع بتوفير مادته الخام دون عناء يذكر، فإن الذكاء الاصطناعي يثير لدى مهنيي الكتابة السينمائية المحترفة، ومنها أساسا هوليوود وأوروبا بالنظر إلى قدراتهم الإنتاجية العالية، مخاوف عديدة تتركز في إمكانيات تأثير الذكاء الاصطناعي على طبيعة الإبداع البشري وعلى القيم الجمالية، من صدقٍ وأصالة وتناغُمٍ وتناسُقٍ وارتباط عضوي بالقيم الكونية كالحرية والعدالة مرورا بالحق والخير.. إلخ.
يطرح تخوف كتاب السيناريو من استعمال الذكاء الاصطناعي مسألة القضاء على فرص شغلهم. يتعلق الأمر في هذا السياق بهمٍّ اقتصادي واجتماعي مقبول يشمل قطاعات عديدة منها بصفة ملحة مهن الطِّب صناعات متعددة. يبرر كتب السيناريو مخاوفهم بارتباط كتاباتهم بالقيم الكونية وذلك ما يثير أكثر من سؤال يهمنا منه السؤال التالي: هل كانت أغلبية أفلام هوليوود والغرب، وهي الأقوى والأكثر انتشارا، تعكس القيم الكونية النبيلة؟ أم أنها كانت تخدم قيم الغرب التي تأسست على تبرير ودعم وتقوية اللاتكافؤ العالمي، سياسيا واقتصاديا وثقافيا انطلاقا من ترويج أفكار ومواقف وتصورات تفوُّقه الطبيعي، وتبرير هيمنته على كل المؤسسات والأنساق التنظيمية للعالم؟
نستعرض في مقاربتنا هذه للعلاقة بين كتابة السيناريو والذكاء الاصطناعي، بعضا من الآثار الإيجابية والسلبية فيها، كما نحلل كيفية تأثير هذه التطورات التكنولوجية على العملية الإبداعية في كتابة السيناريو، وتأثيرها على القيم الثقافية الأوسع التي يجسدها فعل هذا النوع من الكتابة، باعتباره فعلٌ تخييلي إبداعي أصيل.
عديدة هي إيجابيات توظيف الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو نذكر منها:
من أهم إيجابيات الاشتغال بالذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو، تسهيله الولوج إلى العملية الإبداعية والتمهيد لها. يسهل الذكاء الاصطناعي وضع أُسسِ أفكارٍ أولى وأرضيات، تتوقف في قيمتها على طالِب الخدمة وعلى مدى وضوح رُؤيته وامساكه بعناصر حبكته وحكايته، بل وحتى إن لم تكن لديه أفكار دقيقة فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يقترح عليه أرضية للإنطلاق لكن الأصالة شيء آخر. غالبًا ما تتطلب كتابة السيناريو المألوفة كما هو معروف بحثًا مكثفًا وتخطيطًا دراميا لمسار الأحداث وتقلباتها، كما تتطلب باستمرار مُراجعات مُضنِيّة. يتطلب تحقيق ما سبق وقتا مُهما ومجهودًا كبيرًا ما أحوج الإنتاج لاقتصاده. يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي كذلك مساعدة الكتّاب من خلال إنشاء الخطوط العريضة لمشروع الحكاية، كما يمكن توظيفه في وصفٍ أوليٍّ لشخصيات مُقترحة، بل ويمكنه اقتراح مشاهد كاملة بناءً على معايير مُدخَلة فيه، بناء على ما يطلبه المُستعمِل منه بدقة وبتفاصيل تظل في ملاءمتها من مسؤولية مستعمل الذكاء الاصطناعي. لا بد للكاتب الجالس وراء شاشة تطبيق الذكاء الاصطناعي، أن يكون مُلِمًّا بتفاصيل مشروعه، فكلما كانت هذه التفاصيل دقيقة، كلما كانت فائدة الذكاء الاصطناعي مُسايِرة للمطلوبِ، في حدود قوالب تغذِيَّةٍ لُقِّحَ بها تطبيق الذكاء الاصطناعي المُستعمَل.
تستخدم منصاتٌ مثل “ScriptBook” على سبيل المثال، خوارزمياتِ التعلُّم الآلي لتحليل السيناريوهات ولتقديم ملاحظات حول جدواها التجارية، وذلك انطلاقا من معايير مُستنبطة من البيانات “Data” التي طُعِّمت بها ذاكرتها.
يساعد امتياز استعمال الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو الكُتّاب على اتخاذ قرارات قد تكون مُلهِمة في مراحل التطوير المبكرة للحكاية وحبكتها، وهو ما يُوفر الوقت، بل ويعمل أيضًا على دَمَقرطَة حِرفة الكتابة من خلال جعلها أكثر سهولة للكتّاب الناشئين الطموحين، الذين قد يفتقرون إلى الموارد أو للاتصالات اللازمة لكتابة السيناريو التقليدية.
يمكن للذكاء الاصطناعي، من جهة أخرى، مساعدة الكتّاب في التغلب على حواجز اللغة، فالترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مذهلة في الترجمة إلى لغات مُتعددة. صحيح أن هامش الخطأ وقلب المعاني مازال وسيبقى كبيرا في الترجمات الآلية وخاصة من اللغات المختلفة عن الإنجليزية والفرنيبة، عندما يتعلق الأمر بلغة الإبداع، لكن ذلك، ومع افتراض وجود قدرة دقيقة وعالية الحساية لغويا وفنيا بتصحيح الناقص لدى الآلة، يسمح للكتّاب بالوصول إلى جمهور عالمي دون الحاجة إلى مترجمين مُحترفين.
تضمن الديمقراطية التي يوفرها توظيف الذكاء الاصطناعي في حرفة كتابة السيناريو، إسماع أصوات كُتّاب مغمورين قد يكونون أكثر موهبة وقدرة على التجديد والإبداع، من عوالم الإنتاج والكتابة المُهيمن. يساهم هذا الأمر بالتأكيد في صناعة سينمائية أكثر تنوُّعًا وعدالة وشمولية، قد تقلل من هيمنة صوت أسياد الصناعة السينمائية التي ليست، في الغالب الأعم محايدة كما يشهد على ذلك تاريخ السينما الموازي لتاريخ العالم منذ اختراعها.
يفتح الذكاء الاصطناعي أيضًا آفاقًا جديدة للسرد ولصياغة الحبكات، وذلك من خلال تحليل مجموعات كبيرة من البيانات للأفلام والسيناريوهات الحالية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط والاتجاهات التي قد يغفل عنها الكُتّاب. يُمكن لمقترحات تطبيقات الذكاء الاصطناعي -وهي تتكاثر اليوم وتتناسل بشكل متسارع نتيجة التنافس القوي- إلهام كتاب السيناريو بأفكار جديدة وبهياكل سردية مُبتكرة. وقد تم، في هذا السياق استخدام السيناريوهات التي بُنِيَت بواسطة الذكاء الاصطناعي لإنشاء أفلام قصيرة مثل “Sunspring” – فيلم قصير تمت كتابة نصه بواسطة تطبيق للذكاء الاصطناعي (LSTM)، أخرج الفيلم “Oscar Sharp”، مما يميزه أجواءه القاتمة وحواراته غير التقليدية. يُدمج هذا النوع من الكتابة محتوى بشريا ومضمونا حكائيا يتم توليده آليًا. تبرز هذه التجارب إمكانات الذكاء الاصطناعي في الدفع بعيدا وخارج المألوف والنمطي، حدود سرد القصص التقليدية، وهو ما قد يدفع في تسريع ظهور عصر جديد من التعبير السينمائي.
يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا مساعدة كُتّاب السيناريو في استكشاف أنواع ومواضيع غير تقليدية ولا هي نمطِيّة أو مُستهلكة، مثل بناء سيناريوهات للخيال العلمي أو الرعب أو السياسة ودهاليزها، بكفاءة وبابتكار يتطلب بحثا دقيقا وجهودا مضنية للاطلاع على آلاف الوثائق والتقارير والتحليلات إلخ. قد يتردد الخيال البشري ويضعف أو يفشل أحيانًا في طرق أبعاد للكتابة بهذا الحجم، ولربما أصبح تقليد اللجوء لفرق الكتابة وتعددها وسيلة للتغلب على مواضيع كبرى ومعقدة لا يكفي مجهود قرد للتوفيق في ترويضها، فليس من السهل بناء سرديات فريدة ومثيرة ومُبتَكَرَةً للتفكير تتحدى الأعراف المجتمعية الأنماط السائدة والمألوفة، كمما قد وتثير مناقشات جديدة الآفاق.
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي شريكًا مُتعاونا بدلاً من أن يكون بديلاً للإبداع البشري. يمكن للكُتّاب استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لاستكشاف التقلبات الممكنة والمحتملة والمرغوبة في الحبكة، كما في تطور الشخصيات، وفي خيارات الحوار، وهو ما يدعم عملية الإبداع لدى كاتب السيناريو. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضا أن يعمل كمستشار في الكتابة، حيث يوفر وجهات نظر بديلة ويتحدى الكتّاب للتفكير خارج المألوف والمعتاد والمطلوب، الذي قد يلتزمون به عن وعي وعن غير وعي. يمكن أن تؤدي هذه العلاقة التكافُلية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي ، من جهة أخرى، إلى تأليف حكاياتٍ وقصص تخييلية أكثر ثراءً وتعقيدًا وجِدة في الصيغة وفي الحبكة. وقد قد يجد هذا التجديد الجرئ صدىً قويا وناجحا لدى جماهير من كل الآفاق. وفي هذا السياق يمكن ذكر تجربة استخدام منصة الذكاء الاصطناعي “Watson” لإنشاء سيناريو لفيلم “Morgan” -فيلم من نوع الرعب يتمحور حول الذكاء الاصطناعي. وقد قام هذا التطبيق وهو تابع لمنصة “IBM” بتحليل عناصر مثل الصور والأصوات لتوليد شريط إعلاني “Trailer”، تشويقي جذاب يقدم الفيلم- والذي تم إكمال كتابته بعد توظيف الذكاء الاصطناعي، بواسطة كتّاب بشر. أدى تعاون الآلة والبشر في هذه التجربة إلى سردية متميزة، استفادت من القوة الحسابية والتركيبية للذكاء الاصطناعي، تم تلقيحها بعمق المشاعر الإنسانية من إضافات وتحسينات وتنقيحات كُتَّاب السيناريو.
نقصد بكل ما سبق من أمثلة وتحليلات أننا من الواثقين بالإمكانيات الهائلة لمثل هذه الشراكات في ابتكار أعمال رائدة من نمط جديد.
هناك بالطبع، ككل ابتكارات الإنسان سلبيات لتوظيف الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو، بل وحتى في توظيفه في أي مجال آخر. هكذا من البيِّنِ أن الذكاء الاصطناعي يشكل على الرغم من فوائده، تحديات كبيرة للإبداع البشري. تشكل هذه التحديات قلب تخوفات كتاب السيناريو خاصة، والكثير من السينمائيين عامة. من أهم المخاوف أن الاعتماد على المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يؤدي إلى تآكل وتناقص، بل تهديد حقيقي للإبداع البشري. من جهة أخرى يمكن أن تصبح السيناريوهات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي نمطية ومتكررة ومتشابهة، وقد يؤدي التوظيف المكثف للذكاء الإصطناعي في كتابة السيناريو، مع افتراض تكراره لنفسه وللصيغ التي يمكنه اقتراحها، إلى إضعاف التنوع والابتكار في تأليف القصص والحكايات التي هي العمود الفقري للكتابة السينمائية ولتأليف السيناريو. يمكن للاعتماد المُفرط على الذكاء الاصطناعي أيضا أن يحُد من قدرة الكتّاب على تطوير مهاراتهم الإبداعية بشكل مُستقل، فالذكاء الاصطناعي وبفعل سرعته الفائقة في الإنجاز، انطلاقا من ملايير المعلومات والتجارب والنصوص النموذجية التي يُركِّبُها ويستخلص منها، إنما يُعَلِّم الكسل ويجعل المَلَكَاتِ والمهارات تدخل في خمول من قلة المُمارسة والصَّقل المستمر، وهو ما يؤدي إلى فقدان الحِرفية الفنية والإبداعية في نهاية المطاف.
يطرح الذكاء الاصطناعي أيضًا أسئلة أخلاقية وقانونية حول ملكية المحتوى وحقوق التأليف والنشر. عندما يتم إنشاء سيناريوهات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، من الصعب تحديد من يمتلك الحقوق الفكرية لهذا المحتوى الذي وظف فيه الذكاء الاصطناعي آلاف ولربما مئات الآلاف من الوثائق والمؤلفات لأصحابها حقوق لا ينبغي أن تضيع! في هذا السياق تُثارُ مخاوفُ حقيقيةٌ بشأن انتهاك حقوق الملكية الفكرية. نتيجة لما سبق يبدو أنه من الضروري، وهذا ما تمت إثارته في مؤتمر باريس وقبله في لقاءات متعددة، ضرورة إخراج إطار قانوني واضح للوجود وللتطبيق العملي، لضمان حماية حقوق الكتّاب والمبدعين.
يؤثر الذكاء الاصطناعي أيضًا على القِيّم الثقافية انطلاقا من كون الفيلم السينمائي عموما، يحمل رسالة وينتمي إلى هوية ويدافع عن تصورات ثقافية وسياسية بشكل مباشر أو غير مباشر. ولما كانت السينما غير محايدة باعتبارها صناعة ثقافية وفنية، فتأثير استعمال الذكاء الاصطناعي على الثيم مؤكد، مهما اختلفت الثقافات والحساسيات اللغوية والفنية بين الكُتابِ، وفقا لانتماءاتهم القُطرية والقارية. فقد تعكس السيناريوهات التي يتم تأليفها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تحيُّزاتٍ مُتضمنة في البيانات التي تم تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي عليها وانطلاقا منها على التوليد والمعالجة. يتم هذا التأهيل للآلة من طرف مهندسين ومشرفين ومبرمجين، ينطلقون في اختياراتهم وفي عملهم القائم على انتقاء ما يوضع في الذاكرة من بيانات، ينطلقون من انتماءاتهم الثقافية والعرقية والثقافية، ومن تأويلهم للتاريخ وللنظام العالميين، مما يعزز الصور النمطية والانحيازات الثقافية، خضوعا للوبيات الهيمنة في الإنتاج والتمويل كما هو واضح في تاريخ السينما. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الكتابة السينمائية عموما وفي كتابة السيناريو خصوصا، إلى فقدان التنوع الثقافي في سرد القصص، حيث يتم إنتاج المحتوى بناءً على معايير تجارية للربح المالي ولإعادة الإنتاج، أكثر مما يعتمد على اعتبارات فنية إبداعية أو ثقافية جمالية كونية ونبيلة رصينة.
خلاصة القول، إن الذكاء الاصطناعي لا يشكل في نظرنا تهديدًا حقيقيا للإبداع، فالأمر يتعلق أساسا بكيفية استخدامه وبالبيانات التي يتم وضعها فيه لحماية حقوق الإبداع. يجب أن يكون التركيز على التعاوُن وعلى تصميم أطر لاشتغاله تضمن أن يعمل الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم ولتعزيز الإبداع البشري بدلا من تقويضه وتطويعه.
ينبغي أن يكون لدى المنتجين الكبار والمبدعين المؤثرين في مؤسسات الإنتاج والتوزيع العالمي للفيلم السينمائي، حرص شديد متعاقد عليه، على استخدام الذكاء الاصطناعي في التأليف والصناعة السينمائية، وفقا لقوانين ومواثيق واتفاقيات عملية دقيقة، تنظم بصرامة القضايا القانونية والأخلاقية قبل اعتماده، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة استثنائية ومستقبلية للتقدم بالسينما، ولكن يجب استخدامه بحذر ووفقا لمعايير جمالية وقانونية وأخلاقية مضبوطة ومواتية للحضارة والثقافة وإنسانية الإنسان، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة رائعة لتحرير الكتّاب من المهام الثقيلة والمضنية للبحث والتوثيق والمقارنة والتلخيص والتفكير والتذكر، وأن يمنحهم فرصة للتركيز على الإبداع.
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا كبيرة لتقوية كفاءة وإبداع كتابة السيناريو، ولكنه يطرح أيضًا تحديات تتعلق بالإبداع البشري وبالقيم الجمالية والثقافية والأخلاقية. يجب أن يكون التعامل مع هذه التكنولوجيا حذِرا، وتوضع أطر أخلاقية وقانونية واضحة لضمان أن يعمل الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للإبداع البشري بدلا من أن يكون بديلا له، خاصة وأن تسارع نموه وتطور قدراته التي لا تخرج عن الإطار الآلي اليوم، تبدو قادرة على المرور لمرحلة “استقلالية” ما كما يعبر عن ذلك العديد من خبراء الميدان.