آخر الأخبار

المقاوم أحمد شاكور في ذمة الله

شارك

فقدت قبيلة المشان، وقبائل آيت عطا بشكل عام، اليوم الأحد، أحد أبرز شيوخها وأقدم رجالاتها، إثر وفاة الشيخ أحمد شاكور عن عمر يناهز 107 سنوات.

ويعد الفقيد من أقدم شيوخ القبائل، الذين عايشوا مختلف التحولات السياسية والاجتماعية منذ عهد الملك الراحل محمد الخامس، كما كان شاهدا على مرحلة المقاومة ضد الاستعمار، حيث حمل ذاكرة حية للأحداث التي شكلت تاريخ الجنوب الشرقي للمغرب.

ولد الراحل بقرية واوكلوت التابعة لقبيلة إلمشان، وترعرع في كنف عائلة معروفة بروحها النضالية، حيث كان ابن شقيق المقاومة عدجو موح نأيت خويا علي، إحدى النساء اللائي سطرن أسماءهن في تاريخ الكفاح الوطني، وفق ما أكده الإعلامي حسن كجوط في تدوينة نعى فيها الراحل.

وأضاف كوجوط أن الراحل أحمد شاكور شارك في معركة بوكافر الشهيرة، التي خاضتها قبائل آيت عطا ضد القوات الفرنسية عام 1933، وكان شاهدا على صمود المقاومة في جبال صاغرو.

وأكد عدد من المهتمين بتاريخ آيت عطا أن الشيخ أحمد شاكور لم يكن مجرد مقاوم، بل كان أيضا مرجعا تاريخيا وشاهدا مباشراً على تفاصيل دقيقة من تاريخ المنطقة، حيث تنقل بين القبائل وجالس كبار شيوخ الجنوب الشرقي، مما جعله خزانا من المعلومات التي لم توثقها حتى المصادر الاستعمارية مثل كتابات جورج سبيلمان.

مصدر الصورة

وأتيحت للعديد من الباحثين والمهتمين، على رأسهم الإعلامي حسن كوجوط، فرصة الاستماع إلى شهادات الراحل حول المقاومة، حيث كشف عن تفاصيل لم تكن معروفة عن حياة المقاتلين ومعاناة السكان في تلك الفترة العصيبة، وصحح معلومة أن المقاومة عدجو موح هي عمته.

وفي إحدى شهاداته المسجلة، قال كوجوط إن الشيخ أحمد شاكور تحدث عن موجة الهجرة الجماعية التي شهدتها قريته أثناء المقاومة، قائلا إن “قريته هاجرت بأكملها إلى صاغرو قصد المقاومة، أور إقيمي أود إماشون”، أي “حتى القطط هاجرت معنا”، في إشارة إلى حجم التضحيات التي قدمها سكان المنطقة في سبيل الدفاع عن أراضيهم وهويتهم، وفق إفادة الإعلامي ذاته.

وإلى جانب دوره النضالي، كان الفقيد شخصية محورية في النسيج الاجتماعي للمنطقة، حيث حافظ على تقاليد القبيلة، وكان صديقا مقربا من عدد من الشخصيات البارزة، كما ظل حتى سنواته الأخيرة مرجعا مجتمعيا، يستشار في القضايا العرفية والنزاعات المحلية، بفضل حكمته وتجربته الطويلة.

وبرحيل الشيخ أحمد شاكور فقدت إلمشان وآيت عطا رمزا من رموزها التاريخية، ورجلا عاصر حقبا مختلفة من تاريخ المغرب، وسيظل اسمه محفورا في ذاكرة المنطقة، ليس فقط كمقاوم، بل كأحد الحراس الأوفياء للتراث الشفهي، الذي يحكي عن بطولات آيت عطا في مواجهة الاستعمار.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا