قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة والسياسات العمومية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “عطاف، وزير خارجية بلاد الشهداء، يستهويه اللعب بالقبعات والتزحلق فوق الكلمات”، مشيرًا إلى أنه “تماهى مع اللعبة الموكولة إليه فوق خشبة جوهانسبورغ”.
وأبرز بنطلحة الدكالي، في مقال له بعنوان “عطاف واللعب بالقبعات”، أن “جماعة البوليساريو الانفصالية تنتهك الأعراف والمواثيق الدولية”، لافتا إلى أن “تجنيد الأطفال إلزاميًا أو طوعياً يشكل جريمة حرب”، وأن “الجزائر تتحمل كامل المسؤولية أمام المجتمع الدولي، ويتعين مساءلتها لأن استغلال هؤلاء الأطفال يتم فوق التراب الجزائري”.
ونحن صغار كانت تستهوينا لعبة حامل القبعة، حيث ينتشر المتعلمون في ساحة اللعب، وعند إشارة الأستاذ يركضون في اتجاهات مختلفة وهم يتبادلون قبعتين فوق رؤوسهم، وعند انقضاء دقيقة واحدة يصفر الأستاذ منبها إلى التوقف عن الركض لتحديد حامل القبعة، حينها تنتهي اللعبة.
ولأن اللعب أنواع هناك في دنيا الناس من لا يتوقف عن الركض واللعب ولا يكتفي بقبعة واحدة، بل يستهويه اللعب واستبدال القبعات حتى وهو في سن الثمانين.
السيد عطاف، وزير خارجية بلاد الشهداء، يستهويه اللعب بالقبعات والتزحلق فوق الكلمات.. ومن قبعاته السحرية في سيرك السياسة قبعة الفقيه في القانون الدولي، الذي هاله ما وصل إليه المجتمع الدولي، داعيا إلى إعادة الاعتبار للمبادئ الأساسية للنظام الدولي.
نعم وفي إطار تبادل القبعات والأدوار، دعت القوة الضاربة خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين بجوهانسبورغ إلى إعادة الاعتبار للمبادئ الأساسية للنظام الدولي محذرة من مخاطر فرض القوة على حساب الحق..!
السيد عطاف، وزير خارجية بلاد الشهداء، تماهى مع اللعبة الموكولة إليه فوق خشبة جوهانسبورغ، حيث أكد في كلمته العصماء أن تجاهل القانون الدولي وتقويضه وانتهاكه أصبح ظاهرة متصاعدة، مما يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. ودعا إلى تحمل الدول الكبرى مسؤولياتها التاريخية في الحفاظ على القانون الدولي والعمل على تنشيط تعددية الأطراف (لا ننسى أن بلاد الشهداء يستهويها حلم مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي).
كما دعا السيد عطاف إلى نظام عالمي قائم على العدل والشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول، والسلام والوئام، وكثير من الروايات تحت عاصفة من التصفيقات..!
السيد عطاف وأنت تتلو ما تيسر من أوراق منتقاة، هل أتاك حديث مأساة تتوارى خلف رمال الصحراء، أبطالها أطفال في عمر الزهور يسائلون الضمير الإنساني العالمي لكبح غطرسة جنرالات مستبدين. حدثهم أن جماعة البوليساريو الانفصالية تنتهك الأعراف والمواثيق الدولية بفرضها على أطفال مخيمات تندوف حمل السلاح والزج بهم في العمليات العدائية في تحد صارخ لكل قرارات مجلس الأمن والمواثيق الدولية، حيث تروج البوليساريو مجموعة من الأشرطة المرئية التي توثق لتجنيد الأطفال ودفعهم إلى حمل السلاح، وهو ما يعتبر جريمة دولية وخرقا للقانون الدولي، الذي يحظر إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة بموجب الفقرة الثانية من المادة 77 من بروتوكول جنيف لعام 1977، والمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة لعام 2000، الذي يحظر إشراك الأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن الثامنة عشرة في الأعمال العدائية، وأنه رغم الحماية التي يمنحها القانون الدولي للأطفال في النزاعات المسلحة فإنكم تقومون بتجنيدهم، حيث ينتزعون من بيوتهم أو يتعرضون للقتل أو أي شكل آخر من أشكال الاستغلال.
حدثهم سيد عطاف أن تجنيد الأطفال إلزاميا أو طوعيا يشكل جريمة حرب في النزاعات المسلحة، وأن الجزائر تتحمل كامل المسؤولية أمام المجتمع الدولي، ويتعين مساءلتها لأن استغلال هؤلاء الأطفال يتم فوق التراب الجزائري.
وفي زخم النقاشات التي يعرفها القانون الدولي، حدثهم وأنت سيد العارفين أن جريمة الاتجار في البشر ما زالت تطفو على السطح، حيث ما زال الإنسان في مخيمات تندوف يشكل سلعة للاتجار، مما يستدعي إخضاع مرتكبيها للعدالة.
حدثهم سيد عطاف أنه، وفقا لميثاق الأمم المتحدة، لا يحق لأي دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الداخلية والخارجية لأي دولة أخرى، وأنه من واجب الدولة الامتناع عن القيام، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بتعزيز أو تشجيع أو دعم أنشطة التمرد أو الانفصال داخل دول أخرى بأي حجة كانت أو اتخاذ أي تدابير تستهدف تمزيق وحدة دول أخرى أو تقويض أو تخريب نظامها السياسي، وأن من واجب الدولة منع تدريب المرتزقة وتمويلهم وتجنيدهم في أقاليمها أو إرسالهم إلى إقليم دولة أخرى، وعدم تقديم ما يلزم من تسهيلات (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/103 المؤرخ في ديسمبر 1981).
وأنت تكتشف نفسك فجأة فقيها في القانون الدولي، حدثهم أن مثل هذه الأفعال، إذا ما نظرنا إليها من وجهة نظر قانونية، تقع تحت طائلة القانون الدولي بفرعيه القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وإن تغاضيت، ما دام الأمر لعبا، حدثهم سيد عطاف عن هواية حمل القبعات وعن اللعب. اِلعب سيد عطاف ما دام يستهويك اللعب في هذا الحفل التنكري.