خلصت أشغال الندوة المغاربية التي شهدتها المدرسة الوطنية للعلوم التقنية بمراكش، أمس الجمعة، حول موضوع “المنطقة المغاربية والتحولات الدولية الراهنة”، إلى التأكيد على التأثيرات الكبرى التي تفرزها التحولات الدولية في الوقت الراهن، ودعت إلى استيعاب كلفة عدم تفعيل اتفاقية مراكش لعام 1989 على المنطقة المغاربية والاستفادة من تجارب الدول التي حولت أزماتها وصراعاتها إلى فرص للديمقراطية والتنمية والتكتل.
وأوصت هذه الندوة، المقامة بتعاون بين منظمة العمل المغاربي ومركز مدى للعلوم الإنسانية، وبمشاركة عدد من الباحثين من المغرب وتونس وليبيا، بطي الخلافات المغاربية في إطار احترام حسن الجوار وسيادة الدول. كما دعت إلى إحداث منتدى فكري مغاربي للحوار حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية.
ومن توصيات هذا اللقاء العلمي التأكيد على أهمية المدخل الديمقراطي في بناء الاتحاد المغاربي، والدعوة إلى تنسيق المواقف والجهود لمواجهة التحديات البيئية التي تواجه دول المنطقة، وردم الفجوات المغاربية من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز الحرية، وتجاوز الخضوع للتأثيرات الخارجية وإرساء روح المواطنة في أوساط الجيل الجديد.
وانتهت مداخلات الندوة ذاتها ومناقشاتها بالدعوة إلى تحويل بؤر التوتر في الفضاء المغاربي إلى فرص للتعاون والاندماج المغاربي، وإلى إرساء دولة المواطنة كمدخل جوهري لتحقيق الاندماج المغاربي، وتثمين عناصر القوة في المجال المغاربي واستثمار المشترك والهوية المغاربية لتجسيد المشروع المغاربي.