قال الدكتور سامي بن عبد الله الصالح، سفير المملكة العربية السعودية المعتمد بالمغرب، إن المملكة المغربية تعد من الدول التي ترتبط روحيا وتاريخيا بالحرمين الشريفين، مشيدا بالعلاقة المميزة التي تجمع المملكتين السعودية والمغربية، لا سيما خلال خدمات العمرة والحج.
وأضاف الصالح، في مقال معنون من “الرباط إلى مكة.. نموذج سعودي عالمي في خدمة الحجاج والمعتمرين”، أن المملكة المغربية كانت من بين الدول الثماني المستفيدة من توسعة مبادرة “طريق مكة”، التي أصبحت نموذجا يُحتذى به في تسهيل إجراءات السفر.
كما أشاد الدبلوماسي السعودي ذاته بالتعاون الوثيق مع الأشقاء بالمغرب، بنفس الروح والرؤية في تعزيز قيم الإسلام وخدمة الأمة الإسلامية.
لا يخفى على أحد مكانة المملكة المغربية، بتراثها العريق وهويتها الإسلامية الراسخة، كإحدى الدول التي ترتبط روحيا وتاريخيا بالحرمين الشريفين. وتجلت هذه العلاقة المميزة في التفاعل المستمر بين الشعبين السعودي والمغربي، لا سيما من خلال خدمات العمرة والحج التي تشهد تطورا مستمرا يضع المملكة في مصاف الدول الرائدة عالميا من حيث ما تقدمه من خدمة لزوارها من الحجاج والمعتمرين.
كان عام 2024 علامة فارقة، حيث تجاوز عدد زوار المدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة) 18 مليون زائر، في انعكاس واضح لجهود السعودية لتوسيع نطاق خدماتها وتحسين تجربة الزائرين. وشهد موسم حج 2024 ميلادية تطورات لافتة، أبرزها توسع برنامج “الحج المباشر” ليشمل 126 دولة، بزيادة بلغت 88 في المائة مقارنة بالموسم السابق؛ ما أتاح لأكثر من 50 ألف حاج من 90 دولة فرصة أداء مناسكهم بسهولة ويسر. كما قُدِّمت باقات اقتصادية تنافسية بأسعار تبدأ من 11 ألف ريال سعودي، مدعومة بجاهزية رقمية للمنصة الإلكترونية بلغت 99.9 في المائة، مما عزز الشفافية وسهولة الوصول إلى الخدمات.
ضمن استراتيجية المملكة لتحسين تجربة المعتمرين والزوار، شهدت زيارة الروضة الشريفة نقلة نوعية، حيث زاد عدد الزوار اليومي إلى 48 ألف زائر، مع تسجيل 9.4 ملايين موعد خلال عام 2024. وتم دمج تقنيات متطورة لتحسين تجربة الزوار، شملت استخدام مظلات مبتكرة لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة، في انعكاس لرؤية المملكة الرامية إلى توفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن.
المملكة المغربية كانت من بين الدول الثماني المستفيدة من توسعة مبادرة “طريق مكة”، التي أصبحت نموذجا يُحتذى به في تسهيل إجراءات السفر. فبفضل هذه المبادرة، تقلصت مدة الإجراءات من 120 دقيقة إلى 15 دقيقة فقط؛ مما وفر تجربة سفر سلسة للمعتمرين المغاربة منذ مغادرتهم إلى وصولهم إلى الأراضي المقدسة.
قطار الحرمين السريع كان إحدى الركائز المهمة لتطوير النقل، حيث ارتفع عدد ركابه إلى 7 ملايين راكب حتى أكتوبر 2024، بزيادة تجاوزت 111 في المائة مقارنة بالعام السابق. ورافق هذا التطور تحقيق نسبة رضا زوار بلغت 93 في المائة، إضافة إلى توقيع اتفاقيات جديدة تضمن نقل الحقائب مباشرة إلى أماكن إقامة الحجاج؛ مما يعكس التزام المملكة بتقديم خدمات متكاملة لضيوف الرحمن.
حرصت المملكة على إثراء التجربة الثقافية للزوار من خلال تأهيل أكثر من 40 موقعا تاريخيا في مكة والمدينة، بما يشمل مواقع الغزوات والمساجد التاريخية. وقد تجاوزت هذه الجهود المستهدفات المعلنة لعام 2023 بنسبة 43 في المائة؛ ما يبرز اهتمام المملكة بالحفاظ على الإرث الإسلامي وتعزيز البعد الثقافي والروحاني للزوار.
ختاما، إن هذه الإنجازات ليست وليدة الصدفة؛ بل نتاج رؤية استراتيجية وجهود متواصلة تهدف إلى جعل العمرة والحج تجربة روحانية وثقافية شاملة. فالمملكة العربية السعودية، بتفانيها وريادتها، تقدم نموذجا عالميا يُحتذى به في خدمة الإسلام والمسلمين، وتؤكد التزامها برسالتها الإنسانية والدينية.
باسم بلادي، أُشيد بالتعاون الوثيق مع أشقائنا في المغرب، الذين يشاركوننا ذات الروح والرؤية في تعزيز قيم الإسلام وخدمة الأمة الإسلامية.