آخر الأخبار

"صيدليات الأنترنيت" تهدد صحة المغاربة.. وتحذيرات من مخاطر المكملات الغذائية - العمق المغربي

شارك

أكد خبراء وباحثون بمراكش، أن مكافحة سوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية، تشكل تحديا حقيقيا يتعين على مختلف الفاعلين رفعه بالنظر لمخاطره وأضراره على الصحة العامة للمستهلكين.

وشددوا خلال مائدة مستديرة في إطار الدورة ال22 لمعرض “أوفيسين إيكسبو” (6-8 فبراير) الذي يعد حدثا مرجعيا في مجال الصيدلة في أفريقيا، على أهمية التعبئة العامة والوعي الجماعي للتصدي للممارسات غير الملائمة للمستهلكين، وخاصة في سياق التطبيب الذاتي والبيع عبر الإنترنت.

وفي هذا السياق، أكدت مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية، هدى سفياني، على أهمية اعتماد استراتيجية وقائية ترتكز بالأساس على توعية مهنيي الصحة بمخاطر سوء استخدام الأدوية، والقيام بحملات عمومية حول الاستخدام السليم للأدوية والإطار التنظيمي للمكملات الغذائية.

اليقظة الدوائية

وأبرزت ضرورة استمرار عمليات تحسيس المهنيين في القطاع وعامة الناس، مشددة على الدور الأساسي لليقظة الدوائية كأداة للوقاية، فضلا عن التعاون بين السلطات الصحية ووسائل الإعلام لمكافحة المعلومات المضللة.

تحذر هيئات ونقابات الصيادلة في المغرب من تنامي ظاهرة بيع الأدوية عبر الإنترنت، في حين تعمل السلطات على مواجهة هذه الظاهرة من خلال حملات أمنية على المشتبه في ترويجهم الأدوية المهربة ومجهولة المصدر، كان آخرها منتصف السنة الماضية، وجرى خلالها القبض على شخص يشتبه في تورطه بحيازة وترويج مواد صيدلانية مهربة.

وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني، إنها رصدت إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض للبيع منتجات صيدلية مهربة بهدف استعمالها في زيادة الوزن، وأسفرت الأبحاث والتحريات عن تحديد هوية المتورط في نشر هذه الإعلانات، قبل أن يتم توقيفه بمدينة مراكش، والعثور بحوزته على 12 ألفا و420 حقنة وقرصا طبيا مهربا، وتم إخضاع المشتبه في الموقوف لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات القضية، وتحديد كافة الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي.

من جهتها، حذرت فاطمة أبوعلي، رئيسة الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات، التي ركزت مداخلتها على مخاطر استهلاك المكملات الغذائية في الوسط الرياضي، من مخاطر استهلاك المنشطات على صحة الرياضيين، موضحة أن الوقاية والتثقيف والتحسيس تبقى أفضل الآليات لمحاربة هذه الظاهرة.

مكافحة المنشطات

وأكدت أبو علي، أن المغرب يتوفر على إطار تنظيمي مؤسساتي وقانوني صلب وفعال لمكافحة المنشطات، مبرزة أهمية المراقبة والعقوبات والتعاون بين المؤسسات والبحث العلمي لتعزيز الجهود الرامية إلى الحد من استهلاك المواد المنشطة.

وفي نفس السياق، أشارت نائبة رئيس الاتحاد الوطني للصيادلة بتونس، مولكة المدير، إلى أن سوء استعمال الأدوية تفاقم بسبب عدة عوامل منها على الخصوص، قلة التوعية والاستخفاف ببعض الأمراض، وتكلفة العلاجات، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي، وتغير سلوك المستهلك نحو الرقمي، خاصة بعد جائحة كوفيد-19، وغياب النصوص المنظمة للتصنيع والتوزيع وقنوات بيع الأدوية والمكملات الغذائية.

وأضافت أن الاستخدام المسؤول للأدوية والمكملات الغذائية يعد أمرا ضروريا للحفاظ على الصحة وتجنب الآثار السلبية، موضحة أن تأطير المريض/المستهلك من قبل مهنيي الصحة، من خلال حملات تحسيسية، أصبح ضروريا في عالم يتسم بفائض من المعلومات.

تقنين البيع

ويعاقب القانون رقم 04 -17 بمثابة مدونة الأدوية والصيدلة، من يثبت تورطه في ممارسة مهنة الصيدلة بشكل غير قانوني بالسجن من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات، وغرامة مالية، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وتنص المادة 55 من القانون على أن أماكن مزاولة مهنة الصيدلة هي الصيدليات ومخازن الأدوية بالمصحات والمؤسسات الصيدلية، في حين لا يمكن وفق المادة 19 من ذات القانون، القيام بصناعة الأدوية أو استيرادها وتصديرها أو بيعها بالجملة إلا من طرف المؤسسات الصيدلية، والتي يقصد بها “كل مؤسسة تتوفر على موقع للصنع، وتقوم بعمليات صنع الأدوية، واستيرادها وتصديرها وبيعها بالجملة، وعند الاقتضاء، توزيعها بالجملة.

من جانبه، أبرز نائب رئيس الاتحاد الدولي للصيدلة، بروسبر هياغ، أن الصيدلي باعتباره خبيرا في الأدوية ومهنيا صحيا للقرب، يلعب دورا رئيسيا في مكافحة سوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية، معتبرا أنه مع بروز التجارة عبر الإنترنت، أصبح الولوج إلى الأدوية ديمقراطيا على نطاق واسع، لكن هذه السهولة في الشراء تكون مصحوبة بمخاطر كبيرة مرتبطة بالتزوير وأخطاء العلاج الذاتي وتفاعلات الأدوية.

وكشف أن التقديرات الأخيرة تشير إلى وجود حوالي 35 ألف صيدلاني على المستوى العالمي.

بدوره، أوضح بيير بواتو، الأمين العام للجمعية الدولية لأطباء الصيدلة الناطقين بالفرنسية، أن سوء استخدام الأدوية هو مفهوم له مظاهر متعددة ويمتد نطاقه من الاستخدام غير المناسب للدواء إلى الاستخدام المنحرف، مرورا بمجموعة كبيرة من الفروق الدقيقة.

ويشكل معرض “أوفيسين إيكسبو”، الذي ساهم منذ انطلاقه سنة 2002 في إضفاء دينامية على قطاع الصيدلة بالمغرب، فرصة لتعزيز التبادل بين الصيادلة ومناقشة التحديات التي تواجهها مهنة الصيدلة.

العمق المصدر: العمق
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا