آخر الأخبار

"تهميش ابن أمسيك" يجر اتهامات ضد جودار بـ"احتكار السلطة لأهداف انتخابية" - العمق المغربي

شارك

لم تعد مقاطعة ابن أمسيك بمدينة الدار البيضاء “هادئة” كما كان يروج لها البعض، بسبب تفاقم مشاكلها التي كانت تدور في خفاء بين بعض النواب في مواجهة رئيس المجلس محمد جودار، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، أغنى رجل تعليم في المغرب كما يحلو للبعض تسميته بالمنطقة، حيث طفت على السطح في الآونة الأخيرة ملامح التصدع، مما دفع نوابًا إلى الخروج عن المألوف والبوح بأسرار كانت مخفية قبل الآن.

تحديات كثيرة تعيشها منطقة ابن أمسيك رغم الأشغال التي جاءت بتضافر جهود السلطات التي تتقاسم همّ توسيع رقعة التنمية. غير أن الحصيلة الحالية تبقى “هزيلة” مقارنة مع حجم تطلعات الساكنة، التي كانت تنظر بعين الرضا للمجلس الحالي، خاصة بقيادة السياسي والرياضي جودار الذي يتولى عشرات المهمات على المستوى المحلي والوطني.

هيمنة الحصان

وتعاني المقاطعة المذكورة التي تطغى عليها قوة “الحصان” في إشارة إلى حزب الرئيس المهيمن الاتحاد الدستوري، من مشاكل كثيرة على مستوى التسيير، إذ يشتكي النواب من احتكار الرئيس للسلطة وعدم تفويض جزء منها إلى باقي الأعضاء، علماً أن هذا الأخير يرأس العديد من اللجان ويستفيد من عضويته في أكثر من جهاز، وهو الأمر الذي لم يخول له التفرغ للمسؤوليات المحلية بالمنطقة وفق شهادات منتخبين.

إلى جانب هذه الإشكالات التي ما زالت قائمة إلى حدود اللحظة، سجل منتخبون بمنطقة ابن أمسيك ملاحظات عدة، أبرزها سيطرة رئيس المجلس على جميع المنشآت الرياضية (ملاعب القرب، وقاعات رياضية) وأيضًا المراكز الثقافية (المسرح)، حيث يدعي بعض المنتخبين أنها تُستغل في أغراض لترويج صورته تمهيدًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهي حملة سابقة لأوانها كما يصفها سياسيون في المنطقة.

ورغم أن رئيس مقاطعة ابن أمسيك هو نائب عمدة مدينة الدار البيضاء المكلف بالمساحات الخضراء، غير أنه هناك مساحات في شارع الوحدة الإفريقية أصبحت “حمراء” بسبب الإهمال وعدم تتبع الأشغال، إلى جانب غياب مشاريع اقتصادية لمحاربة “البطالة”، والانتشار الواسع للباعة المتجولين العشوائيين والمحتلين للملك العمومي، بالإضافة إلى عدم هيكلة الأسواق العشوائية التي أوقفت مسار التنمية في أماكن حيوية ورئيسية.

وفي هذا الصدد، قال محمد لقفيش، نائب رئيس مقاطعة ابن أمسيك، وعضو بجماعة الدار البيضاء، إنه “منذ بداية التسعينات وأنا أمارس العمل السياسي، حيث لم يسبق لي أن شهدت مثل طريقة التسيير التي ينهجها رئيس مقاطعة ابن أمسيك محمد جودار، حيث تتنافى بشكل كلي مع التوصيات التي جاءت بها الخطابات الملكية”.

غياب التواصل

وأوضح لقفيش، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أنه “من أصعب المشاكل التي تواجه أعضاء مجلس مقاطعة ابن أمسيك هو غياب التواصل مع الرئيس، بسبب كثرة المهام الموكلة إليه سواء على الصعيد المحلي أو الوطني، حيث يشغل عدة وظائف سياسية ورياضية وأيضًا جماعية في آن واحد”.

وتابع المتحدث ذاته: “للأسف الشديد، الرئيس استولى على جميع السلطات والمهام بالمقاطعة ويرفض تفويض بعض الاختصاصات إلى نواب المجلس، وهذا أمر خطير يضرب في عمق الديمقراطية التي تنص عليها الوثيقة الدستورية”.

وأورد أيضًا أن “الساكنة تنتظر من الرئيس الاستماع إلى معاناتها وتخفيف حدة الإكراهات التي تعيشها على عدة مستويات، لكن هذا الأخير يصر على التفرغ للمسؤوليات الرياضية وأيضًا السياسية الخارجة عن نطاق مقاطعة ابن أمسيك”.

وحالت جريدة “العمق المغربي”، ربط الاتصال برئيس مجلس مقاطعة ابن امسيك، لأخذ وجهة نظره بشأن الاتهامات الموجهة إليه من طرف منتخبين بالمقاطعة، لكن هاتفه ظل يرن دون إجابة رغم محاولات متعددة للجريدة للتواصل معه.

وأفاد المسؤول المحلي أن “رئيس المقاطعة يحتكر جميع السلطات والمهام دون تفويض جزء منها، وهذا يساعد على تذبذب مسار التنمية بالمنطقة”، مشيرًا إلى أن “هذه الولاية عرفت غيابًا مستمرًا للرئيس عن اجتماعات اللجان الدائمة، وأيضًا يعقد اجتماعات موسعة تشمل المكتب واللجان وهذا يتنافى مع القانون”.

“الرئيس صنع مجموعة من المنتخبين بالمنطقة يحضرون إلى اجتماعات المجلس، لكن الغريب في الأمر أن محاضر هذه الاجتماعات لم أتسلمها باعتباري نائب الرئيس وهذا أمر خطير يصعب فهمه، زيادة على أنه يحاول دائمًا تغيير بعض النقط المتفق عليها في الدورات بعد مرور أيام قليلة عن انعقادها”، يضيف المتحدث.

حصيلة غائبة

وزاد: “قبل قدوم جودار إلى مقاطعة ابن أمسيك كانت المنطقة تتوفر على قاعات مغطاة ومساحات خضراء، غير أن الرئيس وبعض الأشخاص الذين يشتغلون لصالحه يروجون معطيات خاطئة، والساكنة تعرف حقيقة هذا الشخص، على الرئيس الكشف عن حصيلته من أجل معرفة كمية المنجزات التي حققها في السنوات الأخيرة”.

وأردف لقفيش أن “الرئيس يستغل المنشآت الرياضية والثقافية في حملته الانتخابية، وهذا أصبح معروفًا بين ساكنة المنطقة، حيث يبدأ ترميم وصيانة الطرق والقاعات الرياضية عند قرب موعد الانتخابات، في حين أنه لا يخول لباقي الأعضاء المنتسبين لأحزاب أخرى العمل إلى جانبه مخافة من منافسته على كرسي الرئاسة”.

واستطرد المتحدث: “بخصوص ملاعب القرب، هناك جمعيات تشرف على تدبير هذه المرافق، لكن السؤال المطروح هو أين تذهب هذه الأموال التي يتم تحصيلها من طرف المواطنين؟، علماً أنه يتم كراء ساعة واحدة للعب في القاعات الرياضية بأثمنة تفوق 150 درهمًا”.

وأضاف أنه “إذا كانت فعلاً المبالغ التي يتم استخلاصها من هذه الملاعب توضع في حساب الجمعيات، فيجب على السلطات مراقبة هذه الحسابات التي تضم أموال المواطنين، على السلطات المحلية مراقبة العمليات المالية التي تجري في هذا الشأن”، مردفًا أنه “هناك قاعات رياضية مغلقة منذ سنة 2014 لم يستفد منها سكان منطقة ابن أمسيك، والغريب في الأمر هو أن المعدات التي كانت تحتويها اختفت فجأة، والأكثر من ذلك هو المسرح الذي تم افتتاحه في السنوات الأخيرة يُستخدم فقط من أجل ترويج الحملات السابقة لأوانها من طرف رئيس المقاطعة”.

دعايات خاطئة

وسجل نائب رئيس مقاطعة ابن أمسيك أن “رئيس المقاطعة استولى على جميع المنشآت الرياضية والثقافية وأغلق الأبواب في وجه الجميع، علاوة على ذلك يستغل الأنشطة الترفيهية بالمنطقة لكسب الساكنة على حساب واحد”، مضيفًا أن “رئيس المقاطعة يحاول دائمًا تصدر المشهد المحلي بالمنطقة دون حصيلة مقنعة”.

وحسب نفس المتحدث، فإن “شارع الوحدة الإفريقية عرف أشغالًا مهمة لكن بأمر من عامل المنطقة، لكن في الآونة الأخيرة هذا المحور الطرقي الرئيسي بدأ يتآكل من ناحية المساحات الخضراء التي غابت بشكل لافت للانتباه، والغريب هو أن أشغال الشوارع الرئيسية تنجز فقط في المناسبات”.

وذكر أنه إلى “جانب هذه المشاكل والإكراهات، هناك إشكالات حقيقية تتجسد في كون الساكنة تعاني من البطالة، وهذا راجع إلى غياب المصانع والأسواق المهيكلة”، مبرزًا أن “الرئيس لا يفكر في مصالح الشباب وإنما يعمل فقط على بعض المشاريع التي لا تسمن ولا تغني من جوع المواطنين المغاربة”.

وخلص لقفيش حديثه قائلا: “الرئيس الحالي الذي يروج لنفسه دعايات خاطئة، غير قادر على محاربة باعة المتجولين العشوائيين بالمنطقة، وتوفير لهم أماكن مجهزة بدل الانتشار الواسع في الدروب والأزقة”، موضحًا أنه “هناك أراضٍ فارغة يجب استغلالها في هذا الشأن والحد من نزيف العشوائية”.

العمق المصدر: العمق
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار