اعتبر عبد الجبار الراشدي، كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي ورئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، أن الترويج للصراع بين مكونات الأغلبية قبل أزيد من سنة ونصف من الانتخابات المقبلة هو تضخيم إعلامي فقط.
وقال الراشدي، خلال حلوله ضيفًا على برنامج “نبض العمق” الذي يُبث مساء كل جمعة على منصات “العمق المغربي”: “مازلنا بعيدين بكيلومترات عن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والتراشق والتسخينات بين مكونات الأغلبية هو تضخيم إعلامي فقط، فالأغلبية تشتغل في انسجام تام وفي تضامن تام على المستوى الحكومي، وهناك انسجام داخل الفريق الحكومي.
وسجل كاتب الدولة، أن اجتماعات مجالس الحكومة تمر في ظروف جيدة. ورئيس الحكومة يسهر على تنسيق عمل الوزراء، وهو الأمر ذاته على المستوى البرلماني حيث تشتغل الأحزاب وفرق الأغلبية في تنسيق تام على مستوى التشريع وكذلك على مستوى مراقبة العمل الحكومي مع تنسيق في تقديم التعديلات سواء في القانون المالي أو في مختلف مشاريع القوانين”.
وردا على الصراع بين الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي حول قيادة “حكومة المونديال”، أوضح المتحدث ذاته: “هناك انضباط والتزام أخلاقي وسياسي للأغلبية الحكومية فيما بينها، والبلاغ الأخير لهيئة قيادة الأغلبية الحكومية أكد على التعبئة الشاملة ومواصلة العمل لإنجاز ما بقي من التزامات إلى غاية نهاية الولاية والتنزيل الكامل للبرنامج الحكومي.
وقال رئيس برلمان الاستقلال، “لكل حزب الحق في التعبير عن رغبته وتطلعه في تصدر المشهد السياسي والانتخابي في الانتخابات المقبلة، فهذا أمر مشروع وطموح لكل حزب. وجميع الأحزاب، سواء في الأغلبية أو المعارضة، أكدت أنها ستتصدر الانتخابات المقبلة”.
وبخصوص الانتقادات الموجهة من داخل مكونات الأغلبية لعدد من القطاعات التي تديرها أحزاب أخرى، أوضح الراشدي: “نحن لا ننتقد التجربة الحكومية من داخلها، وخطاب حزب الاستقلال واضح ومسؤول بهذا الخصوص. فالأمين العام للحزب، عندما تناول إشكالية البطالة، لم يتناولها من باب المزايدات السياسية ولا من باب النقد، بل من باب النقد الذاتي وتحسين عرض الحزب ورؤيته فيما يتعلق بمساهمته في التصور الذي تنكب عليه الحكومة للتركيز فيما تبقى من هذه الولاية الحكومية على مسألة التشغيل”.
وردا على استغلال الوزراء لمنجزات أو برامج حكومية للترويج للحزب في إطار حملات انتخابية سابقة لأوانها، أبرز كاتب الدولة أن “حزب الاستقلال يضع فرقًا بين العمل الحكومي والمهام الرسمية والأنشطة الحزبية، قبل تنظيم لقاء هامشي في المساء للإنصات إلى المناضلين والتجاوب مع تطلعاتهم والاستماع إليهم وشرح العمل والمجهود الذي تقوم به الحكومة، وفق تعبيره، داخل فضاءات الحزب مع التواصل حول عمل الحكومة ووزراء حزب الاستقلال”. مشددًا على أن الحكومة، بتوجيهات من رئيسها، تركز في ما تبقى من الولاية الحكومية على إعطاء الاهتمام بالأساس لملف التشغيل ومواكبة المشاريع وتنزيلها.
كما تحدث رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال عن الصراع المحتمل بين أحزاب الأغلبية في الانتخابات المقبلة بالقول: “كل حزب لديه مشروعه ومنهجيته الخاصة. نحن في حزب الاستقلال لدينا منهجية رصينة نعمل بها ونعرف ما نقوم به. الزمن الانتخابي ما زال بعيدًا. وعندما تأتي الفرصة، سنقدم الحساب. هذا هو الأهم. مارسنا العمل الحكومي من داخل الأغلبية، وشاركنا في الحكومة. الأحزاب المشكلة للحكومة ستأتي في الانتخابات وستقدم حصيلة التزاماتها وما تم تحقيقه منها. هذه هي الديمقراطية. بناءً على هذه الحصيلة، سيقرر المواطنون إما تجديد الثقة أو اتخاذ موقف آخر”.
وتفاعلاً مع الصورة التي أثارت الكثير من النقاش في مجلس النواب، حيث ظهرت فيها وزراء حزب الاستقلال مجتمعين في صدر الفريق البرلماني، أوضح الراشدي: “تلك الصورة جاءت عفوية وحُمّلت ما لا طاقة لها به، وعلاقتنا بجميع مكونات الأغلبية علاقة طيبة جدًا، يسودها الاحترام المتبادل والتعاون اليومي، وهناك تواصل دائم مع الوزراء ويسود جو الفريق الواحد داخل مكونات الأغلبية”.
كما تطرق الراشدي لتدرجه في مختلف الهيئات الموازية لحزب الاستقلال وصولًا إلى كتابة الدولة في الإدماج الاجتماعي بالقول: “المسار الذي سلكته كان طبيعيًا، فقد تدرجت في حزب الاستقلال منذ أن كنت كشافًا عندما بلغت 14 سنة، وواصلت العمل في الجمعيات الموازية للحزب والجمعيات التربوية ومنظمة جمعية الشبيبة المدرسية، ثم بعد ذلك الاتحاد العام لطلبة المغرب، ثم عضو في المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية.
ولفت عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إلى اكتسابه، عضوية المجلس الوطني لولايات متعددة وعضو اللجنة المركزية، وأخيرًا تم تتويجي هذا المجهود بانتخابي في اللجنة التنفيذية للحزب، ثم تم تتويج النضالات الطويلة في منصب كتابة الدولة في الإدماج الاجتماعي، وهو منصب يدخل كجزء من منظومة عمل الحزب ككل وجزء من تصوره وعرضه السياسي”.