آخر الأخبار

‬الجزائر تزعم "رفض تسليح البوليساريو" .. وخبراء: هروب من المسؤولية

شارك الخبر

في مقابلة مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن جبهة البوليساريو تواصل طلب السلاح من الجزائر، إلا أن حكومته “تمتنع عن تقديمه لها في الوقت الراهن”.

ورغم أن هذا التصريح يحوي تأكيداً ضمنياً على تسليح النظام العسكري في الجزائر للجبهة الانفصالية في الصحراء المغربية، إلا أن تأكيده على رفض طلبات السلاح “في الوقت الراهن” أثار لدى المراقبين عدة تساؤلات وفرضيات، أبرزها محاولة تبون إخلاء مسؤولية الجزائر عن الهجمات الإرهابية التي تنفّذها ميليشيات البوليساريو في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

في هذا السياق يرى عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن الرئيس الجزائري “يحاول إخلاء مسؤوليته عن الهجمات التي تستهدف المدنيين في الأقاليم الجنوبية المغربية، خوفاً من توجيه اتهامات له بالتورط في أعمال العنف، كما حدث في هجوم السمارة”.

وأضاف الفاتحي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “تبون يلمح من خلال هذه التصريحات إلى أن أمن المنطقة والعالم مرتبط بما تفعله الجزائر، في رسائل تهديد مبطنة ضد المغرب، وأيضاً ضد استقرار أوروبا في حال اندلعت حرب شاملة في المنطقة”.

وأوضح المحلل السياسي ذاته أن “الرئيس الجزائري يدرك أن المجتمع الدولي أصبح أكثر وعياً بالدور الذي تلعبه بلاده في زعزعة الاستقرار في المنطقة، من خلال دعمها تنظيمات انفصالية مثل جبهة البوليساريو وفصائل أخرى في مالي والنيجر، بهدف بسط نفوذها والسيطرة على السياسات السيادية لهذه الدول”، مشيراً إلى أن “هذه التصريحات تظهر أن الجزائر تتجه نحو المزيد من العزلة الدولية، مع استمرارها في اعتماد سياسات تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.

من جانبه أكد الأكاديمي والمحلل السياسي محمد العمراني بوبخزة أن تصريحات عبد المجيد تبون “تبدو وكأنه يحاول إقناع نفسه قبل أن يقنع الآخرين بكلام لن يكون مقنعاً حتى لأولئك الذين لا يعرفون تفاصيل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”، مذكّراً بأن “الجميع يدرك أن البوليساريو لم يعد لها أي داعم مباشر على المستوى العسكري سوى الجزائر، بينما في الماضي كانت هناك أطراف أخرى كالنظام الليبي بقيادة القذافي الذي كان يمدها بالأسلحة والأموال”.

وأضاف العمراني، في حديث لهسبريس، أن “الأطراف الأخرى التي حاولت تقديم الدعم العسكري، مثل حزب الله أو إيران، أصبحت هي الأخرى تعاني من ضغوطات داخلية وخارجية كبيرة تجعلها غير قادرة على تقديم أي دعم مؤثر للبوليساريو”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “موقف الجزائر من النزاع لا يمكن فصله عن السياسة العامة التي تنتهجها تجاه العديد من القضايا الإقليمية”، وأكد أن هذه التصريحات “تسعى إلى تبرير دور الجزائر في دعم البوليساريو رغم الحقائق الواضحة التي يعلمها الجميع”.

وللاستشهاد على “تناقضات” تصريحات الرئيس الجزائري بين القول والفعل أشار المحلل السياسي عينه إلى حديث تبون عن “إمكانية التطبيع مع إسرائيل شرط إقامة دولة فلسطينية، بينما الجزائر لديها بالفعل قنوات اتصال ومعاملات تجارية مع إسرائيل، وهو ما يعلمه الجميع”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا