كشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، أن منطقة “الساحل” باتت تشكل مصدر تهديد حقيقي بالنسبة للمملكة المغربية، بالنظر إلى بروزها كعلامة مشتركة بين أغلب المتطرفين الذين تم اعتقالهم منذ 2022، حيث إن معظمهم خَطّط للقيام بمشاريع إرهابية بالمغرب قبل الالتحاق بهذه المنطقة.
وأشار الشرقاوي إلى أن قياديين بارزين في تنظيم داعش بمنطقة الساحل كانوا ينهضون بمهمة التوجيه والتأطير عن بعد لصالح الخلايا المحلية، مثلما هو الشأن بالنسبة لخلية حد السوالم التي تم تفكيكها يوم الأحد الماضي، لافتا إلى أن الأبحاث المنجزة مع عناصر هذه الخلية كشفت أنهم كانوا يرغبون في الالتحاق بمعسكرات تنظيم داعش بمنطقة الساحل فور الانتهاء من تنفيذ مشروعهم الإرهابي.
بل إن الشقيق الأكبر، يضيف الشرقاوي خلال ندوة صحفية بمقر “البسيج”، اليوم الخميس، كان يعتزم نقل أبناءه الخمسة معه إلى هذه المنطقة، وهو ما يكشف بجلاء بأن التنظيمات الإرهابية في مختلف بؤر التوتر أصبحت تراهن على توفير “ظروف الإعاشة والإيواء” لجذب واستمالة المقاتلين وعائلاتهم من مختلف دول العالم.
40 خلية إرهابية و130 متطرفا
المعطيات الإحصائية التي قدمها مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية تكشف تفكيك السلطات المغربية لأكثر من 40 خلية إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة و”داعش” في الساحل الإفريقي، إلى جانب رصد مغادرة 130 متطرفا مغربيا إلى ساحات القتال في الصومال والساحل منذ نهاية 2022، مما يؤكد حجم التهديدات الأمنية التي تمثلها هذه المنطقة على الاستقرار الإقليمي.
وأشار إلى أن العديد من المقاتلين المغاربة الذين انخرطوا في صفوف “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”جماعة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا” و”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” و”داعش”، كانوا يسعون إلى توسيع نشاط جماعاتهم داخل المملكة المغربية.
بل إن العديد منهم، يؤكد الشرقاوي، أسندت لهم مهام قيادية، والبعض الآخر تورط في عمليات إرهابية خطيرة، مثلما هو الحال بالنسبة للهجوم الذي شنّه فرع “داعش” بالصومال على ثكنة عسكرية للقوات الصومالية بمنطقة بونتلاند بتاريخ 31 دجنبر 2024، والذي عرف مشاركة مغربيين كانتحاريين في عملية التنفيذ.
لم يفوت مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية الفرصة للتذكير بأن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني كانت سباقة منذ فترة في تحذير المنتظم الدولي من تنامي اهتمام تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الإفريقي، والتنبيه إلى تحولها المحتمل إلى مركز إقليمي للتنظيمات الإرهابية الدولية.