مازالت التساؤلات ترافق أسباب حادث الانفجار بأحد الأنفاق ضمن مشروع تعلية سد المختار السوسي الذي أودى بحياة خمسة عمال تم انتشال جثتين منهم إلى حدود الساعة، وسط شكاية مقرب من أحد الضحايا من “غياب شروط الحماية واستدعاء العمال للاشتغال يوم الأحد”.
وبعد تضارب في أنباء عدد الجثث المنتشلة خرجت جماعة “أهل تفنوت” لتؤكد أن أسباب الانفجار “مجهولة تماما”.
وقال مصدر مسؤول في الجماعة، في تصريح لهسبريس، إن “السبب الأولي للحادث بتعلق بانفجار قنينة أو قنينات عديدة للغاز كان يستعملها الضحايا في عملية التلحيم، في ظل غموض مستمر حول أسباب هذا الانفجار تحديدا”.
وأضاف المصدر ذاته أن “ما أزّم الوضع وصعّب المأمورية على فرق الإنقاذ قوة الغاز التي منعتها من الدخول إلى المنطقة التي يبلغ عمقها حوالي 400 متر”.
وكشف المتحدث عينه أن فرق الإنقاذ تم تعزيزها بفريق آخر من “منجم الزكندر بأسكاون” بالإقليم ذاته.
وحول إمكانية فتح تحقيق في أسباب الحادث يرى المصدر ذاته أنه “في حادث مماثل لابد من فهم الحيثيات والأسباب الكاملة”.
وحاولت هسبريس التواصل مع وزارة التجهيز والماء للحصول على توضيحات حول الحادثة دون الحصول على إجابة.
إدريس عتيق، الذي فقد ابن عمه ضمن الحادث، كشف أن “العمال الخمسة تم استدعاؤهم للعمل من قبل إدارة وكالة الحوض المائي بسوس-ماسة للعمل بالنفق يوم الأحد، وعلى الساعة 12 زوالا، أي قبل الحادث بقليل”.
وأضاف عتيق، ضمن تصريح لهسبريس، أن العمال الخمسة (اثنان منهم يشتغلان لفائدة وكالة الحوض المائي بسوس ماسة، وثلاثة لفائدة شركة خاصة معنية بمشروع تعلية سد المختار السوسي) استدعوا للعمل على إصلاح عطب بنفق خاص بإخراج مياه الري من السد لفائدة فلاحي المنطقة، وتابع: “اتجه العمال الخمسة رغم استدعائهم المتأخر تماما ويوم الأحد من أجل العمل على إصلاح العطب داخل النفق، وبعد وصولهم إلى نقطة محددة بها قطعة معدنية صعبة الفتح لجؤوا إلى تسخينها عبر قنينة غاز خاصة بالتلحيم، قبل أن تنفجر دون معرفة السبب، وأدى ذلك إلى وفاتهم”.
وأورد المتحدث عينه أن فرق الإنقاذ هرعت فور علمها بالحادث من أجل انتشال الضحايا الخمسة، ومنذ زوال أمس إلى حدود الرابعة صباحا من يوم الإثنين تمكنت من استخراج جثتين فقط، قبل أن توقف عملياتها بسبب ضغط الغاز عليها في انتظار فريق إنقاذ آخر قادم من مدينة بولمان لاستكمال العملية؛ فيما تم تحديد مكان الجثث الثلاث.
واشتكى المقرب من الضحية الأربعيني من “ضعف وسائل الإنقاذ التي ساهمت في تأخير استخراج الجثث”، مطالبا بـ”فتح تحقيق في هذا الأمر للوقوف على الأسباب الحقيقية لانفجار قنينة الغاز التي أدت لهذا الحادث المؤلم”.
وزاد المتحدث: “منطقة الحادث تقع ضمن مشروع تعلية سد المختار السوسي، الذي عرف تطوارات زادت من عمقه، ما ساهم في وقف تدفق مياه الري على الفلاحين، وهذا سبب قيام العمال بهذه الأشغال التي أدت إلى وفاتهم”، لافتا إلى أن “مكان العمل ليست به شروط الحماية، فيما توقيت الاشتغال في الأحد وزمن الاستدعاء في 12 زوالا كان أمرا غير مفهوم تماما”.