جهود الإنقاذ تفشل في الوصول إلى بحارة مفقودين قبالة ساحل الداخلة

مصدر الصورة

أوقفت سلطات الإنقاذ المغربية، اليوم الأربعاء، محاولاتها في البحث عن ثلاثة بحارة فقدوا منذ يوم الاثنين المنصرم قرب قرية “لاساركا” للصيد البحري بمدينة الداخلة.

وتعرّض البحارة الثلاثة، أول الاثنين، لحادث انقلاب قارب الصيد التقليدي الذي يقلهم جراء الأمواج. وقامت سلطات الإنقاذ المغربية بشن محاولات للبحث عنهم لمدة يومين متتاليين، قبل أن تعلن فقدانهم بشكل كلي.

وقال مصدر مسؤول ومشارك في عمليات الإنقاذ لهسبريس إن “هؤلاء البحارة الثلاثة دخلوا منطقة صخرية جد خطيرة، ومعروفة بأمواجها العتيدة”.

وتابع: “حاولت السلطات، منذ فقدانهم يوم الاثنين، البحث عنهم؛ لكن دون أي أثر، قبل توقيف عملياتها صباح اليوم الأربعاء بشكل كلي والبدء في الإجراءات الإدارية المعتادة في مثل هذه الحوادث”.

وكشف المصدر المسؤول ذاته أن لا أحد يستوعب سبب دخول ربان القارب إلى هذه المنطقة المسماة بـ”الباخوات”، على الرغم من خطورتها المعروفة لدى جميع بحارة لاساركا.

وحسب مصادر هسبريس، فإن القارب كان محملا بمعدات للصيد وهو يحاول العودة إلى قرية لاساركا، قبل أن تأتي الأمواج عليه بكامل قوتها.

الطالبي مولاي الحسن، عضو غرفة الصيد البحري بالداخلة عن هيئة الصيد التقليدي، قال إن “هذا الحادث أظهر من جديد المشكل الكبير الذي يعرفه المغرب على مستوى إنقاذ الأرواح البشرية بعد الكوارث”.

وأضاف مولاي الحسن، في تصريح لهسبريس، أن هذا المشكل “ينطبق بشكل خاص على قوارب الصيد التقليدي، وتم التنبيه السلطات الرسمية حول هذا الأمر منذ مدة؛ فقد وقعت حوادث عديدة أظهرت هذا الضعف الحاصل”.

وتابع عضو غرفة الصيد البحري بالداخلة عن هيئة الصيد التقليدي: “قوارب الصيد التقليدي تتعرض للانقلاب بسهولة، وغالبا يكون الخطأ من قبل الربان؛ وهذا أمر مؤكد حصوله في حادثة يوم الاثنين”، لافتا إلى أن “الحمولة الثقيلة والأمواج عوامل حاسمة في فقدان البحارة الثلاثة، خاصة بعد دخولهم الباخاوات”..

وأورد المهني بالقطاع أن هذه المنطقة “معروفة لدى المهنيين بكونها جد خطيرة”، مبرزا أن “ما حدث يوم الاثنين ومع غياب الأثر من خلال عمليات الإنقاذ التي تواصلت ليومين متتاليين، يحتمل أن نجد جثثهم بعد عشرة أيام”.

ولفت إلى أن “احتمالين متبقين هما إمكانية ارتداء البحارة الثلاثة لسترات النجاة وبقائهم لأيام محددة على قيد الحياة، أو العكس حيث تكون الوفاة في حينها دون أي تأخر”، وفق تعبير المتحدث الذي شدّد على أن “هذه الواقعة تجدّد ملف السلامة البحرية بالقطاع”.

وقال المصدر المسؤول سالف الذكر إن “السلطات أخبرت الصيادين بالمنطقة بضرورة التقيد بتعليمات عدم الوصول إلى هذه المنطقة جد الخطيرة”.