آخر الأخبار

لأول مرة منذ 6 أعوام: المغرب وإسبانيا يستأنفان الجمارك التجارية بمليلية.. والعملية تفشل بسبتة - العمق المغربي

شارك الخبر

استأنف المغرب وإسبانيا، رسميا، عملية التبادل التجاري عبر معبر مليلية، عقب دخول شاحنة تجارية إسبانية تحمل أجهزة كهربائية منزلية، إلى مدينة الناظور، أمس الأربعاء، لأول مرة منذ قرار المغرب إغلاق الجمارك التجارية مع مليلية سنة 2018، غير أن العملية لم تنجح على مستوى معبر سبتة، اليوم الخميس.

يأتي ذلك بعد أسبوع واحد من فشل عملية دخول أول شاحنتين تجاريتين من إسبانيا عبر معبري سبتة ومليلية، بعدما منع المغرب دخولهما إلى الناظور والفنيدق، قبل أن ينفي وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، وجود “عراقيل” من طرف المغرب في إعادة فتح الجمارك التجارية بسبتة ومليلية، مرجعا السبب إلى “مسائل تقنية”.

وأمس الأربعاء، أوردت جريدة “إل فارو دي مليلية”، أن شاحنة إسبانية تحمل نحو 600 كيلوغرام من الأجهزة الكهربائية تمكنت من العبور إلى الناظور عبر معبر مليلية، في أول عملية تصدير تجاري منذ 6 سنوات بعد إعادة فتح الجمارك التجارية.

إقرأ أيضا: المغرب يمنع دخول أول شاحنتين تجاريتين من إسبانيا عبر معبري سبتة ومليلية

وكشفت الجريدة الأولى في مليلية أن الشاحنة الإسبانية قامت بتفريغ بضائعها بالمغرب ثم عادت مجددا إلى مليلية، وهو ما يعني إعادة فتح الجمارك التجارية بشكل رسمي بين المغرب والمدينة المحتلة.

وأفاد صاحب شركة التصدير “وكالة كيليس”، خوان فرانسيسكو بيريز كيليس، بأن الشاحنة التابعة لشركته تمكنت من الوصول إلى ميناء بني أنصار بإقليم الناظور حوالي الساعة الواحدة ظهرًا من مساء الأربعاء، أي بعد ساعتين من عبورها الحدود عقب حصولها على الموافقة من الجمارك الإسبانية.

تعثر جديد بسبتة

وعكس المتوقع، لم تنجح العملية على مستوى معبر سبتة، حيث أفادت جريدة “إل فارو دي سبتة” بأن شاحنة تجارية غادرت الجانب الإسباني من معبر سبتة، في الساعة 13:30، وظلت داخل منطقة “تاراجال” الحدودية دون أن يسمح المغرب بدخولها إلى مدينة الفنيدق، قبل أن تعود إلى سبتة.

وعلى غرار الأسبوع الماضي، لم تتمكن نفس الشاحنة من تفريغ منتجات النظافة التي كانت تحملها في المغرب، وعادت من حيث أتت لثاني مرة خلال أسبوع، فيما أشارت الجريدة ذاتها إلى أن المغرب رفض دخولها لأسباب جمركية مرتبطة بمشاكل على مستوى الوثائق.

مصدر الصورة

واعتبرت “إل فارو دي سبتة” أن “الصورة التاريخية لعملية العبور التجاري بين إسبانيا والمغرب عبر المعبرين لم تكتمل في سبتة كما حدث في مليلية”، علما أن سبتة لم يكن فيها أيّ مكتب للجمارك من قبل، وكان العبور خاصا بالأفراد والمركبات الخاصة فقط.

وأمس الأربعاء، انعقد اجتماع رسمي في مدينة سبتة لمناقشة كافة التفاصيل الإجرائية حول الجمارك التجارية مع المغرب، قبل تنفيذ المحاولة الثانية للعبور هذا اليوم، وذلك بحضور رئيس حكومة المدينة، خوان فيفاس، وممثلة حكومة مدريد، كريستينا بيريز.

أول تعليق رسمي

وفي أول رد فعل رسمي، أكد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، أن الجمارك في مليلية سجلت مرور البضائع الإسبانية إلى المغرب ضمن “المرحلة الأولية” نحو تطبيع العلاقات التجارية بين البلدية عبر معبري سبتة ومليلية، مشددا على أن نفس الشيء سيحدث في سبتة.

وفي تصريحات للصحافة من العاصمة اللبنانية في بيروت، حيث يقوم بزيارة رسمية إلى سوريا ولبنان، أكد وزير الخارجية الإسباني عبور أول شاحنة تجارية من خلال جمارك مليلية منذ غشت 2018، مشيرًا إلى أن ما حدث اليوم هو “خطوة أولى نحو إقامة جمارك تجارية طبيعية بين البلدين”.

إقرأ أيضا: إسبانيا تبرئ المغرب من “عرقلة” فتح الجمارك التجارية بسبتة ومليلية وترجع السبب لـ”مسائل تقنية”

وبخصوص سبتة التي لم يكن فيما أي جمارك تجارية سابقًا، قبل أن يتفق البلدان على فتحها خلال زيارة سانشيز إلى المغرب شهر أبريل 2022، فقد أوضح ألباريس أنه سيتم فتح الجمارك في سبتة أيضا، لكنه فضل التريث في الإعلان عن ذلك رسميا إلى حين “تثبيت الأمور الإجرائية”.

وكان وزير الخارجية الإسباني قد كشف، يوم الإثنين الماضي، أن إسبانيا والمغرب اتفقا على الخطوة الأولى لنقل البضائع عبر الجمارك التجارية في المدينتين المحتلين، في 8 يناير الماضي، لكن مشاكل فنية حالت دون ذلك، حيث عادت الشاحنتان المحملتان بمنتجات مختلفة إلى نقطة انطلاقهما.

وأشار ألباريس إلى أن ما حدث اليوم “دليل آخر على أن خارطة الطريق والالتزامات التي اتفقت عليها إسبانيا والمغرب يتم الوفاء بها”، مضيفا أنه “لا يتعلق الأمر بأي اختبار”، كما حدث مع الاختبارات الثلاثة التي جرت خلال عام 2023، بل هو “خطوة رسمية” للتبادل التجاري.

مصدر الصورة

وأضاف الوزير قائلاً: “هذا يثبت التزام المغرب مع إسبانيا وإسبانيا مع المغرب في أفضل لحظة لعلاقاتنا على جميع المستويات”، مشيرًا إلى سعادته البالغة بالنتيجة التي أسفرت عنها أول خطوة عبر الجمارك التي تم فتحها مجددًا.

من جانبها، كتبت مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية، سابرينا مو، أمس الأربعاء، على منصة “إكس”، أن “بضائع نقلت اليوم إلى المغرب عبر الجمارك التجارية في مليلية، في خطوة إضافية نحو تطبيع الجمارك التجارية”.

وكان المغرب قد أغلق الجمارك التجارية مع مدية مليلية شهر غشت 2018، عقب أزمة سياسية حادة عصفت بعلاقات البلدين إثر استقبال إسبانيا لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية بهوية مزورة، قبل أن تغلق الرباط المعابر الحدودية مع سبتة ومليلية بالكامل في مارس 2020 بسبب جائحة “كوفيد 19”.

وعقب زيارة رئيس الحكومة الإسباني، بديرو سانشيز، إلى المغرب، واستقباله من طرف الملك محمد السادس، اتفق البلدان على إعادة فتح المعابر الحدودية في ماي 2022، بعد تخلّي مدريد عن موقفها المحايد من ملف الصحراء وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، فيما ظلت الجمارك التجارية مغلقة لأسباب “تقنية” بحسب مدريد.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر

الأكثر تداولا اسرائيل حماس حرب غزة

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا