آخر الأخبار

غياب طبيب "البنج" يُحدث شللا شبه تام في الخدمات الصحية بمستشفى زاكورة - العمق المغربي

شارك الخبر

علمت جريدة “العمق” أن المستشفى الإقليمي بزاكورة يعيش شللا شبه تام للخدمات الصحية، إثر سماح وزارة الصحة لإحدى طبيبات التخدير والإنعاش بمغادرة المدينة والتوجه نحو عاصمة سوس من أجل التدريس بالمركز الاستشفائي الجامعي بأكادير.

ووفق مصادر الجريدة، فإن المستشفى الإقليمي بزاكورة كان يتوفر على طبيبتين متخصصتين في التخدير، وكانتا تتناوبان على العمل أسبوعين متتاليين لكل واحدة منهما في الشهر، غير أن سماح وزارة الصحة بانتقال طبيبة جعل المستشفى يعمل بطبيبة واحدة تعمل خلال أسبوعين فقط في الشهر.

وأكدت مصادر الجريدة أن غياب طبيب التخدير والإنعاش بالمستشفى الإقليمي بزاكورة تسبب في شلل شبه كامل للخدمات الصحية، حيث أدى هذا الوضع إلى تأجيل العمليات الجراحية المستعجلة وإحالة بعض الحالات الحرجة إلى مستشفيات خارج الإقليم، ما يزيد من معاناة الساكنة.

وأشارت المصادر ذاتها إلى ما يزيد الطين بلة، هو أن مستشفى سيدي احساين ورزازات يرفض استقبال العديد من هذه الحالات، مما يضطر أسر المرضى إلى اللجوء إلى المصحات الخاصة، وهو ما يكبد الساكنة تكاليف مادية باهظة تُضاف إلى المعاناة الصحية لذويهم.

إقرأ أيضا: أما بعد .. السيد وزير الصحة هل تعلم أن الصحة بزاكورة منكوبة؟

وأوضحت المصادر ذاتها أن مستشفى زاكورة الإقليمي يعاني بالأساس نقصا حادا في الأطر الطبية، حيث غادرت في الآونة الأخيرة أيضا الطبيبة الوحيدة المختصة في الغدد الصماء والسكري، ناهيك عن قسم الولادة الذي يعاني من تدهور متزايد، مما يفاقم معاناة ساكنة الإقليم، خاصة النساء المقبلات على الولادة.

وفي هذا الصدد، لفتت الحقوقي إبراهيم ريزقو إلى أنه منذ أواخر التسعينيات وحتى اليوم، يزداد الوضع الصحي بزاكورة سوءً يوما بعد يوم، ويدق ناقوس الخطر، مطالبا بتدخل فوري لإنقاذ الوضع الصحي بالمدينة، معتبرا أنه إن كان يُنعت فيما مضى بـ”المقبرة”، فالوضع اليوم أسوأ من ذلك.

وأوضح ريزقو في تصريح صحفي، أنه لا يوجد بقسم الولادة سوى طبيبة واحدة مختصة في أمراض النساء والتوليد بعد مغادرة أخرى إثر نجاحها في امتحان مهني، ومع ذلك، تغيب الطبيبة المتبقية لفترات طويلة، مما يثير تساؤلات حول مسؤولية وزارة الصحة في تدبير مسألة الاستعانة بطبيبة أخرى لتدبير النقص.

وأشار ريزقو رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، إلى أنه في ظل هذا الوضع، تُحال النساء اللاتي يحتجن إلى عمليات قيصرية أو جراحية إلى مستشفيات مدينتي ورزازات ومراكش، مما يزيد من الأعباء المادية على الأسر بالإقليم.

إقرأ أيضا: وفاة طفلتين بلسعة عقرب يكشف “الوضع الصحي الكارثي” بإقليم زاكورة

وأفاد المصدر ذاته أن الأسبوع الماضي وحده شهد ثلاث حالات ولادة طارئة تمت إحالتها على مدينتي ورزازات ومراكش، وسط وصف الوضع بـ”الكارثي”، إذ يعجز المستشفى عن تقديم خدمات التوليد الأساسية.

كما تحدث الحقوقي عما وصفته بـ”معاملة غير إنسانية” من قبل بعض الممرضات داخل القسم الولادة، حيث يُتركن النساء في ممرات القسم في ظروف قاسية مع الشتائم والإهمال، خاصة في ظل برودة الطقس وغياب أي عناية.

ووصف المصدر الحقوقي المستشفى بأنه يفتقد لأبسط مقومات العمل، مشيرا إلى انتشار الروائح الكريهة وغياب الأدوية الضرورية، والانقطاع المتكرر لقسم التحاليل الطبية ومركز الفحص بالرنين المغناطيسي.

ورغم بعض المجهودات من الجهات المعنية، بما في ذلك التعاقد مع أطباء وممرضين جدد، إلا أن الوضع، حسب المصدر ذاته، لم يتحسن، بل ازداد سوءً، محملا وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المسؤولية الكبرى، محذرا من تصاعد الاحتقان في الإقليم إذا استمر الوضع على حاله.

إقرأ أيضا: زاكورة.. غياب الطبيبة النفسية يفاقم معاناة المرضى ويثير استياء الساكنة

وكانت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، قد قالت في بلاغ سابق لها إن ساكنة دواوير بزاكورة “تعيش خارج السياق التنموي الذي يعرفه المغرب”، معبرة في هذا الصدد عن قلقها الشديد لمعاناة ساكنة الفايجة والدواوير المجاورة لها التابعة.

واستنكرت الهيئة المذكورة في بيان شديد اللهجة “استمرار الوضع المتردي في مختلف القطاعات الحيوية في المنطقة، خاصة القطاع الصحي الذي لا يرقى أبدا إلى المستوى الإنساني”.

وسجلت الهيئة، بناء على تصريحات الساكنة، “الغياب المستمر” لأطر الصحية، خصوصا بعض المتخصصين، وأن أغلب المستوصفات المتواجدة بالمنطقة “مغلقة بسبب عدم توفر الأطباء”.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا