آخر الأخبار

فنيش: جهد علميٌّ يصون "الملحون المغربي" بالتدوين الأدبي والموسيقي

شارك الخبر

بعد قرون من التقييدات لأشعار الملحون، وعقود منذ انطلاق جهد التدوين الأكاديمي لأشعار فن الملحون المغربي، وإصدار دواوين شعرائه البارزين، دخل الملحون سنة بعد إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” له “تراثا عالميا للإنسانية” مرحلة جديدة هي التوثيق السمعي البصري له في “أنطولوجيا” تجمع بين أداء 100 فنان من أجيال متعددة، وتقييد الأشعار، وتقطيعها عروضيا، وكتابتها موسيقيا، والتعريف بتاريخها وكُتّابها.

مبادرةُ أكاديمية المملكة المغربية التي انتهى تسجيل شقها المرئي والمسموع، من المرتقب أن تعرض في السنة الراهنة 2025، وتأتي استمرارا لجهود لحفظ الملحون المعروف عند متخصصين الأدب المغربي بـ”ديوان المغاربة” نظرا لغنى مضامينه ولغته ومواضيعها المجتمعية والدينية والثقافية والسياسية، بعدما سبق أن أصدرت الأكاديمية “معلمة الملحون” التي أعدها أول وزير ثقافة مغربي محمد الفاسي في ستة أجزاء، و”موسوعة الملحون” التي أشرف عليها الأكاديمي عباس الجراري في أحد عشر جزءا، ومن المبرمج أن تصدر أربعة أجزاء جديدة بعدها مستقبلا.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال عبد المجيد فنيش، المنسق العام لـ”أنطولوجيا الملحون”، إن هذا “إنجاز كبير للغاية، خاصة أن اللجنة التي اشتغلت عليه طيلة سنة كاملة جمعت آليات كثيرة لتحقق هذه الأنطولوجيا، معادلة الجمع بين الأنطولوجيا التقليدية ولمسات ابتكارية عليها؛ لأننا أمام أدب لا يكتمل لا مبناه ولا معناه إلا بوجود جانب هو الجانب الموسيقي فيه”.

وأضاف منسق اللجنة المشكلة في إطار أكاديمية المملكة: “نبتغي بهذه الأنطولوجيا أن تحدث لمسة تغطي مجموع المراحل التي وصل إليها الملحون إلى الآن سواء على مستوى المضامين أو مستوى المواكبة الموسيقية، وحضور أجيال الملحون التي تتراوح أعمار أعضائها المائة بين 15 سنة و86 سنة، وتغطي الرقعة الجغرافية المغربية ولا تقتصر على ما يعرف بحواضر الملحون (مثل سلا ومكناس وفاس والرباط)؛ بل انفتحت على مدن أخرى من بينها تطوان وشفشاون والعيون والقنيطرة والجديدة، كما انفتحنا على سفراء للملحون خارج المغرب”.

ثم استرسل قائلا إن المقصد هو “إصدار الوثيقة المغناة كنص مصحوب بشيء أساس غير مسبوق هو التقطيع العروضي للنصوص الشعرية والتدوين الموسيقي لها “النوتة”؛ مما يعني أنه بإمكان المتلقي الذي يجيد العزف قراءة النص بتقطيعه العروضي وبتدوينه، ويمكنه أن يعزفه داخل المغرب وخارجه، وهو ما لم يكن حاضرا في أي من التجارب السابقة”.

ويتطلع فنيش، في منتصف شهر مارس من السنة الجارية 2025، إلى الاحتفاء بـ”الأنطولوجيا”، بعد عمل “40 فاعلا من مختلف التخصصات، ولُجَينة تفرعت عنهم من 15 فاعلا، توفي واحد منهم وتعذر على اثنين العمل”.

ومن رهانات “أنطولوجيا الملحون” “البحث في المغمور ليصبح مروجا، فلا تحتوي إلا على 15 نصا فقط من النصوص الرائجة”، بين 120 نصا بين قصائد ملحون، و”سرابات” أي قصائد بمثابة مقدمات.

ثم زاد موضحا: “لقد تجاوزنا حدود الإنشاد التقليدي الذي لم يكن يوما تقليديا؛ بل لقي بعض التجاهل فقط، بإنشادات جماعية لنفس النص، وإنشادات ثنائية، ثم محاورة وحيدة لخمس شخصيات، وكل من هذه الإنشادات (التفاعلية) يؤديها منشد”.

وختم عبد المجيد فنيش تصريحه لهسبريس بقول إن هذه “الأنطولوجيا” قد جمعت أيضا “بين الأدب بفعل النصوص، وتعريفات بالملحون وشيوخه وكل شاعر، وخصوصية القصيدة على مستوى المضمون والبناء العروضي”، فضلا عن العناية بالجانب الفني والموسيقي والسعي إلى إدخال آلات جديدة، في سياق عمل “مؤسسة علمية كبيرة، هي أكاديمية المملكة؛ لخدمة تراثنا”.

هسبريس المصدر: هسبريس
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا