في خطوة جديدة شكلت “صفعة قوية” لجبهة البوليساريو الانفصالية وراعيتها الجزائر، قررت جمهورية غانا، تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الوهمي. وتعد هذه الخطوة حسب مراقبين إنجازا آخر يضاف إلى قائمة الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في هذا الملف، الذي أضحى يشهد زخما قويا خلال الأشهر الأخيرة خاصة مع توالي الاعترافات الدولية واعتبار مخطط الحكم الذاتي الحل الوحيد والأوحد لحل النزاع المفتعل.
الموقف الجديد لغانا تجاه ملف الصحراء يكتسب أهمية خاصة، وفق ما يرى محللون، من أن غانا كانت تعد من أبرز مناصري الأطروحة الانفصالية، إلا أن الموقف الأخير لغانا أشاد بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية في إطار تعزيز الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية ومختص في الشؤون الإفريقية، اعتبر أن قرار جمهورية غانا هو دليل على تراجع أطروحة الكيان الوهمي، وأن الدبلوماسية المغربية الآن تحصد ما زرعته من علاقات مع العديد من الدول الإفريقية، خصوصا تلك التي كانت تدعم أطروحة ما يعرف ب”جمهورية الصحراء الوهمية”.
وأشار ولاد مولود في تصريح لـ “العمق” أن غانا، التي كانت من أبرز الداعمين للكيان الوهمي عبر السماح له بالانضمام إلى منظمة الوحدة الافريقية سنة 1983، شهدت تحولا كبيرا في مواقفها، بعدما استطاعت الدبلوماسية المغربية سن سياسات كان من شأنها أن تحبط هذا الدعم عبر نهجها علاقات استراتيجية مع البلدان الإفريقية.
إقرأ أيضا: توالي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء يزيد الضغوط على البوليساريو ويعمق عزلتها الدولية
وأورد خبير العلاقات الدولية، أن المغرب أمام منعطف حقيقي، خاصة وأنه يراهن على الدول الانجلوسكسونية في إطار استراتيجية متعددة الأبعاد، مسجلا أن “هذا التحول مؤشر على تحقيق المزيد من الاعترافات الدولية، ما يجعل من وجود الكيان الوهمي مسألة وقت حتى يتم طرده من التراب المغربي”.
في سياق متسارع من “الإنجازات الدبلوماسية”، يواصل المغرب تحقيق تقدم كبير في ملف الصحراء المغربية، خاصة مع تصاعد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، إذ إن الاعترافات تعد نقطة تحول محورية في دعم الموقف المغربي وتعزيز شرعية سيادته على أقاليمه الجنوبية.
في خضم التحديات الإقليمية والدولية التي واجهها المغرب خلال عام 2024، واصلت الدبلوماسية المغربية جهودها الحثيثة لدعم قضيته الوطنية العادلة المتعلقة بالصحراء المغربية. هذه القضية، التي تمثل جوهر السياسة الخارجية للمملكة، شهدت العديد من المحطات البارزة على مدار العام، مما يعكس الجهود المتواصلة لتعزيز سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
تمكن المغرب خلال هذه السنة من تحقيق تقدم كبير في إقناع العديد من الدول بضرورة الاعتراف بمغربية الصحراء، حيث حققت الدبلوماسية المغربية نجاحات ملحوظة على الساحة الدولية. وشهدت علاقات المملكة مع القوى الكبرى تطورات إيجابية، فتحت آفاقا جديدة للتعاون الاستراتيجي، بما في ذلك اعتراف عدد من الدول بسيادة المغرب على صحرائه وافتتاح قنصليات في مدن الأقاليم الجنوبية، مما عزز حضور المغرب في الساحة الدولية.
كما سحبت العديد من دول العالم الاعتراف بالجمهورية الوهمية، كان آخرها دولة الإكوادور، حيث أكدت وزيرة العلاقات الخارجية والتنقل البشري بجمهورية الإكوادورية، غابرييلا سوميرفيلد، يوم الاثنين 02 دجنبر الجاري، مجددا، على القرار الذي اتخذته بلادها بتعليق اعترافها ب”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، مبرزة أهمية مبادرة الحكم الذاتي في منطقة الصحراء التي قدمتها المملكة سنة 2007.
إقرأ أيضا: حصاد 2024.. “دبلوماسية الحزم” تصنع حلول إنهاء نزاع الصحراء المفتعل
ومع مرور الوقت، وبتوالي هذه الاعترافات، يزداد الضغط الدولي على “جمهورية البوليساريو” الوهمية، ما يؤدي إلى عزلتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذا، ونجح المغرب في إقناع 46 دولة، بما في ذلك 13 دولة إفريقية، بقطع أو تعليق علاقاتها مع هذا الكيان الوهمي منذ سنة 2000، وهو ما يعكس تحولا كبيرا في الموقف الدولي تجاه قضية الصحراء المغربية.
وانضمت غانا لهذه الدول لتؤكد بذلك موقفها الثابت في تعزيز سيادة المغرب على صحرائه، لتسجل نقطة جديدة لصالح الدبلوماسية المغربية في سعيها المستمر لكشف زيف الادعاءات الانفصالية.وذكرت وزارة الخارجية المغربية، أنه بفضل الزخم الذي أعطاه الملك محمد السادس، لقضية الصحراء المغربية، قطع أو علق 46 بلدا، من بينهم 13 بلدا إفريقيا، علاقاته مع “الجمهورية” الوهمية، وذلك منذ سنة 2000.