بعد توقف دام نحو عقد من الزمن لأسباب أمنية، يستعد المغرب وليبيا لإعادة فتح خطوطهما الجوية المباشرة في عام 2025، بحسب ما رشح من معطيات عقب لقاء جمع وزير النقل واللوجستيك المغربي، عبد الصمد قيوح، مع وزير المواصلات الليبي، سالم الشهوبي.
وأكد الوزيران، خلال لقاء جمعهما يوم 25 دجنبر 2024 في الرباط، على هامش أعمال الدورة الاستثنائية 29 للجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني، على عمق العلاقات الأخوية والتعاون الوثيق بين البلدين، وجددا التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي في مجال النقل والقطاعات ذات الصلة.
تجدر الإشارة إلى أن الرحلات الجوية بين البلدين توقفت منذ 16 فبراير 2015، عقب فرض السلطات المغربية قيودا أمنية، شملت منع الطائرات الليبية من عبور الأجواء المغربية.
وأعرب الجانب الليبي عن اهتمامه الشديد بإعادة الاتصالات الجوية بين البلدين، مؤكدا أن هذه الخطوة ستساهم في تحسين الربط الجوي، وتحفيز التبادلات الاقتصادية، وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وشهدت الجهود المبذولة لاستئناف الرحلات الجوية خطوة مهمة في 14 فبراير 2024، عندما زار وفد من الخطوط الملكية المغربية مطار معيتيقة الدولي بالقرب من طرابلس لتقييم الأوضاع الأمنية والتدابير التشغيلية.
من جانبه، أبدى الوزير قيوح استعداد المغرب للمضي قدما في أجندة النقل المشتركة، واتفق الطرفان على تكثيف اجتماعات اللجان الفنية لدراسة الإجراءات العملية لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في قطاع النقل.
وعلى الرغم من التقدم المحرز، لا يزال المغرب، كغيره من الدول، يتوخى الحذر بشأن استعادة الحركة الجوية مع ليبيا بشكل كامل، حيث لا تزال المخاوف الأمنية قائمة، على الرغم من اتفاق السلام الليبي الموقع في أكتوبر 2020، والتحسينات التي شهدتها البنية التحتية للمطارات.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، اضطر المسافرون الليبيون في كثير من الأحيان إلى العبور عبر تونس أو إسطنبول أو القاهرة للوصول إلى وجهاتهم في أوروبا.
يُذكر أن شركة “ليبي إكسبريس” قد نفذت في 28 أكتوبر 2024 رحلة تجريبية ناجحة بطائرتها من طراز Beech 200 King Air، حيث هبطت وأقلعت من المدرج الثانوي لمطار طرابلس الدولي.
ويُعد هذا الحدث، الأول من نوعه منذ عقد من الزمن، خطوة مهمة نحو استعادة مطار طرابلس الدولي لطاقته التشغيلية الكاملة، بعد أن كان مهملا إلى حد كبير بسبب الأضرار التي لحقت به خلال الحرب الأهلية في عام 2014.
ويطمح المغرب وليبيا، عبر إعادة فتح هذه الخطوط الجوية والبحرية بينمها، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بينهما، وتسهيل حركة التنقل لمواطنيهما.