نفى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، مسؤولية وزارته عن حرمان ستة تلاميذ مغاربة موهوبين من المشاركة في النسخة الـ65 من الأولمبياد الدولي للرياضيات “IMO”، التي انعقدت في المملكة المتحدة خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 22 يوليوز 2024.
وأوضح برادة أن الوزارة اتخذت جميع التدابير اللازمة لضمان مشاركة التلاميذ، من انتقاء الفريق الوطني وتسجيل أعضائه لدى اللجنة الدولية، إلى أداء واجبات الإيواء والتغذية واقتناء تذاكر السفر واستصدار التأشيرات.
وأشار إلى أن الوزارة بادرت منذ تلقيها الدعوة الرسمية في فبراير 2024 إلى القيام بالإجراءات الضرورية، إلا أن تعقيد المساطر الإدارية المتعلقة بالتأشيرات حال دون استصدارها في الوقت المناسب، وفق تعبيره
وأضاف برادة في جواب كتابي على سؤال لرئيس الفريق الحركي، حول الموضوع، أن الوزارة تقدمت بملتمس للجنة المشتركة بين جمعية الأولمبياد الدولية للرياضيات واللجنة التنظيمية للسماح للتلاميذ بالمشاركة عن بعد كاستثناء، لكن القوانين المنظمة للأولمبياد حالت دون قبول هذا الطلب.
وتابع أن المغرب يشارك في الأولمبياد الدولي للرياضيات منذ عام 1983، بإجمالي 41 مشاركة حتى سنة 2023، محققًا خلالها أربع ميداليات فضية، وستًا وثلاثين ميدالية نحاسية، وثلاثًا وثمانين ميزة شرفية.
وأضاف الوزير ذاته أن هذه الإنجازات وضعت المغرب في المرتبة 68 عالميًا من بين 112 دولة مشاركة، مما يعكس تطور أداء التلاميذ المغاربة في هذا المجال.
وكشف أن الوزارة تضع نظامًا تنظيميًا دقيقًا للمسارات المؤهلة للمشاركة في الأولمبياد الدولية، حيث يتم إصدار مذكرات تنظيمية بداية كل موسم دراسي. وتشمل هذه المذكرات مسارات تدريبية وتأطيرية تنفذ من خلال معسكرات مكثفة خلال العطل المدرسية، وتتوج بتنظيم نهائيات على المستوى الوطني.
وكانت جريدة “العمق” قد كشفت حرمان ستة تلاميذ مغاربة موهوبين من المشاركة في النسخة الـ65 من الأولمبياد الدولي للرياضيات “IMO” التي انعقدت في بريطانيا خلال الفترة من 11 إلى 22 يوليو الجاري، وذلك بسبب “تماطل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في إعداد التأشيرات الخاصة بهم”.
وتم اختيار هؤلاء التلاميذ بعد نجاحهم اللافت في عدد من المباريات الوطنية التي شارك فيها زهاء 200 تلميذ من مختلف أقطار المملكة، وخضعوا لبرنامج تدريبي مكثف شمل معسكرات تحضيرية وتدريبات مكثفة، كان أحدها بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، وفقًا لمصادر الجريدة.
وتلقى التلاميذ دعوات رسمية من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومنظمات دولية للمشاركة في الأولمبياد، بما في ذلك دعوة من الجهة المنظمة، حيث قامت الوزراة، بناءً على تلك الدعوات، بطلب جوازات سفر التلاميذ في شهر مايو الماضي لإعداد التأشيرات، لكنها تأخرت بشكل غير مبرر في إتمام العملية، وفق ما صرح به أحد أولياء التلاميذ لجريدة “العمق”.
وأكد عدد من أولياء التلاميذ في تصريحات سابقة لجريدة “العمق”، أنه “نتيجة لهذا التماطل غير المفهوم، ضاعت على التلاميذ فرصة ذهبية للمشاركة في هذا الحدث العالمي المرموق، وإثبات قدراتهم ومواهبهم على الصعيد الدولي، كما تعرضوا لضغط نفسي هائل بسبب تبدد طموحاتهم وخيبة أملهم”.