شهدت منطقة تكوخت الجبلية التابعة لجماعة أيت تمليل بإقليم أزيلال صباح اليوم حادثا وصف بـ”المؤسف”، حيث اضطر سكان المنطقة إلى نقل سيدة حامل فاجأها المخاض على نعش مخصص لنقل الأموات، قاطعين مسافات طويلة سيرا على الأقدام عبر طرق جبلية وعرة للوصول إلى سيارة الإسعاف بدوار تسلنت نايت مكون.
وأظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لمواطنين يحملون المرأة الحامل على أكتافهم، متسلقين الجبال وسط تضاريس صعبة. الصور أثارت موجة من الغضب والسخط بين رواد مواقع التواصل الذين وصفوا الواقعة بـ”العار” في زمن التقدم والتكنولوجيا.
ووفقا لمصادر محلية، فإن السكان اضطروا لهذا الحل بعدما تعذر وصول سيارة الإسعاف إلى المنطقة بسبب انقطاع الطريق المؤدية إلى دوار تكوخت نتيجة أشغال مستمرة منذ مدة طويلة. وأشارت المصادر إلى أن عملية نقل السيدة الحامل استغرقت أكثر من ساعتين للوصول إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنتظر في منطقة تسلنت.
وأعرب السكان المتضررون عن استيائهم من الوضعية التي وصفوها بـ”المزرية” التي يعيشونها، مطالبين السلطات المحلية والمجلس الجماعي بالتدخل العاجل لفك العزلة عن هذه المناطق. كما دعوا إلى تسريع وتيرة الأشغال في الطريق المتضررة لتسهيل تنقل السكان وضمان وصول الخدمات الأساسية، بما فيها الإسعاف، بشكل أفضل.
وفي تصريح لرئيس الجماعة خص به جريدة “العمق”، أوضح أن الجماعة قامت بما يلزم في حدود الإمكانيات المتاحة، حيث تم إرسال سيارة الإسعاف إلى أقرب نقطة يمكن الوصول إليها نظرًا لصعوبة التضاريس المؤدية إلى الدوار المعني.
وأضاف أن الأشغال لفك العزلة عن المنطقة مستمرة، ولم يتبق سوى 20% من المشروع لاستكماله. كما أشار إلى أن وفاة المقاول المكلف بهذه الأشغال قبل حوالي أسبوع ساهمت في تأخير إنجازها، مؤكدًا تفهمه لقلق السكان ومعاناتهم. وشدد الرئيس على أن الجماعة ملتزمة بخدمة ساكنة المنطقة ولن تدخر جهدًا لتخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.