آخر الأخبار

هل يعزز تعيين غرينيل مبعوثًا خاصًا مكتسبات المغرب في علاقاته مع الولايات المتحدة؟ - العمق المغربي

شارك الخبر

يشكل تعيين ريتشارد ألين غرينيل كمبعوث رئاسي للمهام الخاصة خطوة تحمل أبعادا دبلوماسية هامة، خاصة في ظل خلفيته الغنية بالخبرة في إدارة القضايا الدولية المعقدة، غرينيل، الذي يعرف بدفاعه القوي عن سياسة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، يعد شخصية مؤثرة قد تلعب دورا حاسما في تعزيز العلاقات المغربية-الأمريكية.

هذا التعيين يأتي في سياق تطورات إقليمية ودولية تتطلب دبلوماسية حذقة لمعالجة التحديات، بما في ذلك قضايا ذات حساسية عالية مثل ملف الصحراء المغربية.

تاريخ غرينيل في دعم هذا التوجه، ودوره في إدارة الملفات الساخنة مثل فنزويلا وكوريا الشمالية، يعزز الآمال في أن وجوده على الساحة الدبلوماسية سيسهم في تقوية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، مع التركيز على دعم المصالح المشتركة وإرساء الاستقرار في المنطقة.

تنصيب ريتشارد ألين غرينيل مبعوثا رئاسيا للمهام الخاصة يثير حسب خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد تساؤلات استراتيجية حول الأهداف التي تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقها من خلال هذه الخطوة، خصوصا في سياق العلاقات المغربية-الأمريكية، خاصة وأن غرينيل، الذي لعب دورا بارزا في دعم الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، يمثل شخصية ذات رمزية واضحة في مسار العلاقات الثنائية.

وأوضح المتحدث في تصريح لـ “العمق” أن تعيينه في هذا المنصب الجديد يمكن أن ينظر إليه كإشارة لاستمرارية الاهتمام الأمريكي بالمنطقة وتعزيز للشراكة مع المغرب، أحد أبرز الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في إفريقيا.

وحسب المتحدث فإن العلاقات المغربية-الأمريكية شهدت تحولات كبيرة خلال السنوات الماضية، كما أن خطوة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء كانت بمثابة نقلة نوعية في مسار هذه العلاقات، حيث عززت الثقة المتبادلة بين الطرفين ووضعت أسسا جديدة للتعاون الثنائي، وغرينيل كان له دور حيوي في هذا القرار، مما يجعل من تعيينه مؤشرا على توجه أمريكي لتثبيت المكتسبات السابقة والعمل على تعزيزها، خاصة في ظل السياقات الدولية والإقليمية المتغيرة.

وأشار معتضد إلى أنه مع صعود ترامب إلى الواجهة السياسية من جديد، أصبحت تطرح علامات استفهام حول إمكانية استعادة الزخم الذي شهدته العلاقات المغربية-الأمريكية خلال فترة ولايته الأولى، خاصة وأن إدارته السابقة انتهجت سياسات تعزز العلاقات مع حلفاء رئيسيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكان المغرب ضمن دائرة الاهتمام، ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضا على المستويين الاقتصادي والأمني.

عودة وجوه بارزة من إدارة ترامب إلى المشهد، مثل غرينيل، اعتبرها خبير الشؤون الاستراتيجية على أنها قد تعني تعزيز السياسات السابقة واستعادة المسارات التي أثبتت نجاحها. فالمغرب، كحليف استراتيجي، أثبت قدرته على تحقيق التوازن في منطقة تعج بالتوترات، مما يجعل تعميق العلاقات الثنائية خيارا منطقيا للإدارة الأمريكية.

وأوضح الخبير السياسي، أن هذا التعيين يتطلب قراءة دقيقة للسياق الحالي، فالولايات المتحدة تسعى دائمًا للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في شمال إفريقيا، وتعيين غرينيل قد يحمل رسالة واضحة مفادها أن الاعتراف بمغربية الصحراء ليس مجرد موقف عابر، بل خطوة استراتيجية ضمن رؤية أوسع لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار معتضد ضمن تصريحه إلى أن المغرب بدوره يدرك أهمية استثمار هذه التحركات الأمريكية لتعزيز موقعه كشريك موثوق، فالتعاون المغربي-الأمريكي في قضايا الأمن، ومكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية يوفر أرضية صلبة لتعميق هذه العلاقة، وبوجود شخصيات مثل غرينيل، يبدو أن هناك إرادة لتطوير الشراكة بما يتجاوز الإطار التقليدي إلى أبعاد استراتيجية أكثر شمولا.

وشدد المتحدث على وجوب استثمار المغرب لهذا الزخم في تعزيز حضوره داخل الدوائر السياسية الأمريكية، والعمل على توثيق العلاقات مع الشخصيات المؤثرة التي تحمل رؤية إيجابية تجاه الشراكة الثنائية، فالدبلوماسية النشطة تبقى مفتاح النجاح في تعظيم المكاسب وضمان استمرارية الدعم الأمريكي لـ قضاياه الوطنية.

وخلص هشام معتضد تصريحه بالقول: “أعتقد أن تعيين ريتشارد ألين غرينيل مبعوثا خاصا يعكس دينامية جديدة في السياسة الأمريكية، قد تكون فرصة للمغرب لتعزيز موقعه الاستراتيجي وتقوية علاقاته مع الولايات المتحدة، التحدي الأكبر يكمن في مدى قدرة المغرب على التفاعل بفعالية مع هذه التحولات واستثمارها لتحقيق المزيد من المكتسبات”.

جدير بالذكر أن غرينيل، الذي تقلد عدة مناصب رفيعة خلال إدارة ترامب السابقة، كان له حضور بارز في المشهد الدبلوماسي الأميركي، حيث شغل منصب السفير الأميركي في ألمانيا، والمبعوث الرئاسي الخاص لمفاوضات السلام بين صربيا وكوسوفو، بالإضافة إلى توليه مهام القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية بين عامي 2017 و2021.

وفي إطار حملة ترامب الانتخابية، برز اسمه كمرشح قوي لتولي منصب وزير الخارجية أو المبعوث الخاص لحرب أوكرانيا، ومع ذلك، آلت هذه المناصب إلى السيناتور ماركو روبيو والجنرال العسكري السابق كيث كيليوغ، على التوالي.

العمق المصدر: العمق
شارك الخبر


إقرأ أيضا