كرم المجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا، في دولة تشاد، “الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب”، بمناسبة الدورة الثانية عشرة للأسبوع الوطني للغة العربية، التي تنظم المؤتمر العلمي الدولي “تحديات اللغة العربية في إفريقيا وآفاق التواصل الحضاري”.
كرم المجلس الأعلى للغة العربية في إفريقيا “الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية بالمغرب، تقديرا لجهوده الكبيرة المتميزة المبذولة في نشر وتعليم وخدمة اللغة العربية في المغرب، ودعم مسيرة التعليم العربي الإسلامي فيها”.
ووفق بيان الاحتفاء، فإن الموعد قد نظم بتشاد من طرف “المجلس الأعلى للغة العربية في أفريقيا، بالتعاون مع الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد، والمؤسسات المهتمة باللغة العربية في أفريقيا وخارجها”، و”ترأس حفل الافتتاح وزير الدولة الأمين العام لرئاسة الجمهورية، محمد أحمد الحبو، ممثلا لرئيس الجمهورية، المشير محمد إدريس ديبي إتنو، الراعي السامي لهذه الفعاليات، الذي وجه رسالة للمشاركين في الاحتفال وضيوف تشاد الكبار”.
وتسلم “درع التكريم من يد الأمين العام لرئاسة الجمهورية التشادية، محمد أحمد الحبو، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية، حسيب الله، الدكتور فؤاد بوعلي، رئيس الائتلاف، الذي أكد في كلمته بالمناسبة أن النهوض باللغة العربية في إفريقيا يحتاج إلى تنسيق الجهود للعودة للحالة الطبيعية حيث كانت العربية لغة التدريس والتواصل بين شعوب القارة”.
نظم هذا الاحتفاء بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي قال فيه الائتلاف المغربي إن موعد “الثامن عشر من شهر دجنبر الذي جاء بقرار من الأمم المتحدة، جزء من مبادرة جديدة تسعى إلى زيادة الوعي والاحترام لتاريخ وثقافة ومنجزات كل من اللغات الست الرسمية والعاملة في مجتمع الأمم المتحدة، وهي مناسبة احتفالية بالأساس، لكنها في الوقت نفسه وقوفٌ عند قيمة العربية وأهميتها في تاريخ الحضارة الإنسانية ومستقبلها”، مردفا: “نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، على غرار العديد من الهيئات والمؤسسات والمراكز في مختلف بقاع المعمور، وندق ناقوس الخطر إزاء ما يتهدد لغة الضاد في المغرب من محاولات الهدم، مثمنين في الوقت نفسه كل المبادرات الخلاقة التي تقف صامدة في وجه تلك التيارات، بأسلوب حضاري راق”.
واستحضر الائتلاف المغربي “بفخر المدى الرحب الذي وصلت إليه لغة الضاد، في العديد من بلدان العالم، حيث تضاعف الاهتمام بها على المستويات التعليمية والأكاديمية والفكرية، وصارت هذه اللغة من بين المفاتيح المهمة للولوج إلى عوالم الثقافة والاقتصاد والسياحية (…) والعناية الرسمية بالعربية، وتعليمها من طرف مسؤولي العديد من الدول العربية والإفريقية والآسيوية، باعتبارها لغة هوية واستراتيجية وعمق حضاري، مما يفسر تعدد الأنشطة الاحتفائية عبر العالم بيومها العالمي”.
وأشاد الائتلاف بـ”الجهود العلمية والأكاديمية للعديد من الباحثين المغاربة من مختلف التخصصات العلمية الدقيقة والإنسانية، وداخل المختبرات والمراكز المتخصصة، التي قدمت، وتقدم، خدمات جلى للغة العربية، وتقدم الدليل على قدرة العربية علميا ومعرفيا للنهوض بالمجتمع المغربي والكوني، من خلال مبادرات فعلية وإجرائية وحقيقية تنجز على أرض الواقع في المختبرات والمخابر”، كما وقف عند “واجب ترقية اللغة العربية لمسايرة ما يعرفه الواقع من تطورات واكتشافات تغزو العالم بشكل متسارع، وهو عالم غدا قرية صغيرة في ظل انتشار الشبكة العنكبوتية التي ألغت متاريس الجغرافيا والحدود المادية التقليدية، على الناطقين باللغة العربية وبغيرها من اللغات”.
ونبه الائتلاف إلى حاجة إدراك “أهمية المحافظة على إرث اللغة العربية العريق والزاخر، الذي ساهمت في تشكله وتراكمه وتنوعه عقول علماء اللغة والعربية من الأجناس كافة”.
وفي مقابل “هذه الإشراقات المميّزة والمتواصلة التي يعود الفضل فيها إلى أفراد وهيئات مدنية ومؤسسات أكاديمية”، لاحظ الائتلاف “في الحالة المغربية تقصيرا رسميا حكوميا في الاهتمام باللغة العربية وتشجيعها ومساندة المشتغلين بها، رغم التنصيص الدستوري على مكانتها الرمزية العالية، لكن في المقابل تُشن عليها حرب طاحنة في مختلف المجالات الإدارية والثقافية والاقتصادية، انطلقت مع التراجع عن جل المكتسبات الدستورية والقانونية وما تلاها من تجارب أثبتت فشلها، وصولا إلى عقد اللجان الحكومية والمؤسساتية باللغة الأجنبية، وفتح المجال لِفَرْنسة المجتمع والفضاء العام، ناهيك عن محاولات إقصائها من أهم فضاء حيوي الذي هو التعليم، مقابل إطلاق العنان لفرنسته ضدا على كل المرجعيات والقوانين”.